نارٌ تشبّ من مصدر مشبوه

خمس قصائد
الأحد 2021/08/01

سجلّ طبّي

كنتُ حاملاً. ضاجعتُ رجلاً

كان يضاجع الرّجال. لا أستطيع النّوم.

أمي لديها، وأمّ أمي أيضاً كان لديها:

الرّبو. أبي أصيب بسكتة دماغية.

أمُّ أبي تعاني من ارتفاع ضغط الدّم.

كلا الجَدّين ماتا من السكّري.

أشربُ الخمر. لا أدخّن. زاناكس للطيران.

بروبرانول للتّوتّر. عيناي سيّئتان.

أشعر بالفزع من الرّياح. ابنة عمّي، لي لي، ماتت

إثر تمدّد الأوعية الدّموية. وخالتي هيلدا بجلطة قلبية.

عمّي كين، الذي طالما كان حكيماً،

صدمته سيارة

كما لو أنه كان يدحض كل نظرية تتعلق بما أكتب.

وأنا أفهم أن النجوم في السماء، قد ماتت منذ وقت.

 

عنف

تسمعين عواءً عالياً تطلقه الشوارد

التي تتقاتل

على فضلات الطعام الملقاة من شبابيك المطابخ.

يبدون وكأنهم أطفال كان من الممكن أن يكونوا لديك.

إن كنتِ تريدين أطفالاً. إن كان لديكِ جَلَدٌ للأمومة،

تسحبينه بقوّة من بطنِكِ وتقذفينه

من سلّم الطوارئ لديك. كما لو أنه شظية

عنيدة استقرّت الآن في معصمك. لا، عليك أن تخبئيها.

نعم، عليكِ أن تخبئيها في جوف ماطريوشكا روسيةٍ فارغة،

تمتلكينها منذ طفولتك. ابتسامتُها

تذكّركِ بأبيك الذي لا يبتسم.

ولا يعتقد أنك ابنته. “أنتِ تشبهين

أمَّكِ تماماً.” – يقول – “أمّك التي تشبه ناراً

تشبّ من مصدرٍ مشبوه”. قرأتُ في ما مضى أن الجسمَ

يستطيع أن يتحمّل

حمّى المرض، جحيمَه، لساعات.

إنه الذّهن. هو الذهن الذي لا يستطيع ذلك.

 

عيد ميلاد سعيد لي

…………………

………………….

…………………..

…………………

……………………

………………

……………….

……………………..

……………………

………………………..

………………….

……………………

……………………..

…………………….

……………………….

            •          ماذا كنتُ أقول؟

آه، نعم. لا أريد أن أزعجكم، ولا أن أثقل عليكم

بالأسئلة. ولكن

هل كنتم تعلمون أنني

لن أدوم؟ وأنني سأخسر؟

وإن كنتم سألتموني، لكنتُ أخبرتكم

بأنني لا أحسن القيام بشيء

في معترك هذه الحياة.

 

غير مؤطرة

لاطفْ هذا الجسد. داعبْهُ

بالزّيوت. وَدَعِ البقايا تصدأ، وتحطّمه.

لستُ قطعة مصقولةً، وليس لديّ

أيّ حافة هشة. (على أيّ قطعة

من جسدي لم نحفرْ

طرقاً للرغبة؟

فحاولنا

أن نواري أنفسَنا هناك). ألتمسُك:

أبعِد عنّي لمساتك الحذرة،

تلك التماثيل العدمية.

أعني أنني أريد أن أموت

كما لو أنني تضاريس في جدار.

 

دوام الشيء

نستيقظ كما لو أن كلّ واحد منا ما زال هناك

بشكلٍ مفاجئ

نتلمّس الشراشفَ لنتأكّد.

كيف سلكنا الطريق

إلى هذا السرير – مدينيْن لفضل الحرارة كما الفجر

مديناً للضوء. بالرغم من أننا لسنا متبجّحين إلى

حد يجعلنا نفكر في أن كلّ شيء

قد أدى بنا إلى هذا، إنما كلّ شيء قد أدى إلى هذا.

ثمة اسمٌ لهذا الحيوان

الذي يصنعه الحبُّ منّا، فنتسمّى بأسماء؛ هكذا أظن،

كالمطر، إذ يسمّى لما يُحدث من صوت.

أنت ذلك الحيوان الذي سُمّيتْ بعده الحيوانات

بأسمائها. إلى أن لا يتبقى شيء يدعو للضحك.

الأيام ستبدأ بالجفَل ذاته

وتنتهي بدود القزّ النهم فوق نبتة “حشيشة اللبن”.

آه، كيف نسلّي الملائكة

بحركاتِنا الوجيزة. آه،

كيف سأشتاق لك بعد أن نموت.

نيكول سيلي

 

_____________

ترجمة : مريم حيدري (شاعرة ومترجمة من إيران).

ترجمة: سالار عبده (كاتب ومترجم إيراني يدرس الكتابة الإبداعية في جامعة نيويورك).

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.