رائد‭ ‬الحداثة‭ ‬وفاتح‭ ‬بلاد‭ ‬الشعر

الثلاثاء 2018/05/01

ربما لم‭ ‬ولن‭ ‬يؤثر‭ ‬شاعر‭ ‬عربي‭ ‬في‭ ‬فضاء‭ ‬الشعر‭ ‬العربي‭ ‬الحديث‭ ‬وأرواح‭ ‬شعرائه،‭ ‬كما‭ ‬فعل‭ ‬ذلك‭ ‬العاشق‭ ‬الملعون‭ ‬نزار‭ ‬قباني،‭ ‬حيث‭ ‬عجن‭ ‬الشعر‭ ‬بكل‭ ‬مواد‭ ‬الحياة،‭ ‬من‭ ‬الإنسان‭ ‬حتى‭ ‬أعقاب‭ ‬السجائر،‭ ‬وأشعل‭ ‬اللهفة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬الأصابع،‮ ‬‭ ‬حتى‭ ‬الموجودات‭ ‬والجمادات،‭ ‬فباتت‭ ‬طيّعة‭ ‬بين‭ ‬يديه‭ ‬ومفرداته‭ ‬يشكل‭ ‬منها‭ ‬نصوصه‭ ‬ويحرّق‭ ‬عليها‭ ‬عشاقه‭ ‬ومريديه‭ ‬بكل‭ ‬سهولة‭ ‬ويسر‭.‬

لقد‭ ‬كان‭ ‬نزار‭ ‬قباني‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬ظاهرة‭ ‬لغوية‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬غرابة‭ ‬ولمعانا‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬عن‭ ‬الظواهر‭ ‬الكونية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتكرر،‭ ‬أو‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتكرر‭ ‬إلا‭ ‬نادرا،‭ ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬إلها‭ ‬شعريا‭ ‬خالقا‭ ‬بامتياز،‭ ‬وكان‭ ‬يجمع‭ ‬في‭ ‬بوتقة‭ ‬أصابعه‭ ‬شهوة‭ ‬الحس،‭ ‬ولذة‭ ‬الخيال،‭ ‬وجنون‭ ‬السياسة،‭ ‬ولهفة‭ ‬العشاق،‭ ‬ويخلق‭ ‬نصّه‭ (‬غير‭ ‬المصنوع‭) ‬ببداهة‭ ‬خزّاف،‭ ‬أو‭ ‬حنكة‭ ‬ودقة‭ ‬صائغ‭ ‬معتّق،‭ ‬ليقول‭ ‬ببساطة‭ ‬الكلمة‭ -‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬استبدالها‭ ‬بسواها‭- ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬ببساطة‭ ‬ودهشة‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬الحديث،‭ ‬ويترك‭ ‬المتلقي‭ ‬معلّقا‭ ‬بآخر‭ ‬حرف‭ ‬عالق‭ ‬في‭ ‬لسانه،‭ ‬ينتظره‭ ‬أن‭ ‬يجيء،‭ ‬لتكتمل‭ ‬تلك‭ ‬الدهشة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تنسكب‭ ‬مرة‭ ‬واحدة،‭ ‬بل‭ ‬تتدرّج‭ ‬في‭ ‬ذهنية‭ ‬المتلقي‭ ‬مع‭ ‬تواتر‭ ‬الصوّر‭ ‬الشعرية،‭ ‬وانسكابها‭ ‬في‭ ‬لوحة‭ ‬المعنى‭ ‬حتى‭ ‬تكتمل‭ ‬اللوحة‭ ‬الأكبر‭ (‬النص‭).‬

لقد‭ ‬فعل‭ ‬نزار‭ ‬قباني‭ ‬فعلته‭ ‬الكبرى،‭ ‬واقترف‭ ‬جرائمه‭ ‬القصوى‭ ‬في‭ ‬بنائية‭ ‬النص‭ ‬المخاتل،‭ ‬وأعاد‭ ‬في‭ ‬مجموعاته‭ ‬الشعرية‭ ‬نسج‭ ‬التاريخ‭ ‬الشعري‭ ‬العربي‭ ‬بأكمله،‭ ‬وصالح‭ ‬المتلقي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عصور‭ ‬اللغة‭ ‬والكلام،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬مستويات‭ ‬الثقافة‭ ‬والوعي،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬جوانب‭ ‬التلقي‭ ‬إيروتيكيا‭ ‬وعذريا،‭ ‬سياسيا‭ ‬واجتماعيا،‭ ‬داخليا‭ ‬وخارجيا،‭ ‬فكان‭ ‬كل‭ ‬متلقي‭ ‬يجد‭ ‬ضالته‭ ‬بين‭ ‬أفياء‭ ‬كلماته‭ ‬المظلِة‭ ‬المضلِّلة،‭ ‬وكل‭ ‬باحث‭ ‬عن‭ ‬وفرة‭ ‬المعنى،‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬خصوبة‭ ‬الرؤى،‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬جمالية‭ ‬الكلمة‭ ‬سيجد‭ ‬ما‭ ‬يريد‭ ‬وربما‭ ‬في‭ ‬نص‭ ‬واحد‭.‬

لقد‭ ‬أكمل‭ ‬نزار‭ ‬قباني‭ ‬حلقات‭ ‬الشعر‭ ‬الناقصة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬اللغة‭ ‬العربية،‭ ‬وآخى‭ ‬بين‭ ‬النخبة‭ ‬والشارع‭ ‬وبين‭ ‬العشق‭ ‬والأنثى،‮ ‬‭ ‬وبين‭ ‬اللغة‭ ‬والجسد‭ .‬

وهو‭ ‬في‭ ‬جرأته‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬رفعت‭ ‬في‭ ‬وجهه‭ ‬كل‭ ‬أصابع‭ ‬الاتهام،‭ ‬وكل‭ ‬رايات‭ ‬الظلاميين،‭ ‬جعل‭ ‬النص‭ ‬جسدا‭ ‬أنثويا‭ ‬رائعا‭ ‬يتهادى‭ ‬بخفة‭ ‬رشا،‭ ‬ورشاقة‭ ‬راقصة‭ ‬باليه‭ ‬جذلى‭ ‬بالحلم‭ ‬والموسيقى،‭ ‬وجعل‭ ‬الجسد‭ ‬نصا‭ ‬لغويا‭ ‬مشغولا‭ ‬ببهاء‭ ‬العبارة‭ ‬وإشراقة‭ ‬المعنى‭ ‬اللاموارب،‭ ‬واللامنتقص‭.‬

لقد‭ ‬ألّه‭ ‬نزار‭ ‬قباني‭ ‬الجسد‭ ‬واحتفى‭ ‬به،‭ ‬وتمادى‭ ‬في‭ ‬كشف‭ ‬مستور‭ ‬لغاته‭ ‬ومناطقه،‭ ‬وأحرج‭ ‬المتوهمين‭ ‬وسدنة‭ ‬التغييب،‭ ‬والفصاميين‭ ‬الذين‭ ‬يميلون‭ ‬لاستحضار‭ ‬سري‭ ‬لمكنوناته‭ ‬الفضية،‭ ‬والتمرغ‭ ‬في‭ ‬غاباته‭ ‬الوعرة،‭ ‬والتلذذ‭ ‬بمواربة‭ ‬أفعاله‭ .‬

كما‭ ‬ألّه‭ ‬المرأة‭/ ‬الأنثى‭ ‬وجعلها‭ ‬معبودة‭ ‬النص‭ ‬والعاشق‭ ‬معا،‭ ‬فهو‭ ‬يتبتّل‭ ‬في‭ ‬محرابها‭ ‬ليلا‭ ‬ونهارا،‭ ‬ويكتحل‭ ‬بأوجاعها‭ ‬ويتلبس‭ ‬هيئتها‭ ‬ليأتي‭ ‬نصه‭ ‬أنثويا‭ ‬يحاكيها‭ ‬ألما‭ ‬شفيفا‭/ ‬ووجعا‭ ‬طريا،‭ ‬وأحاسيس‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لأحد‭ ‬أن‭ ‬يكتبها‭ ‬بصدق‭ ‬الأنثى‭ ‬وحقيقية‭ ‬أوجاعها‭ ‬سواه‭.‬

فقد‭ ‬كان‭ ‬نزار‭ ‬قباني‭ ‬شاعرا‭ ‬عاشقا،‭ ‬جعل‭ ‬أنثاه‭ ‬تتصدر‭ ‬نصه‭ ‬تارة،‭ ‬ويتصدرها‭ ‬هذا‭ ‬النص‭ ‬تارة‭ ‬أخرى،‮ ‬‭ ‬فإما‭ ‬أن‭ ‬يكتبها‭ ‬النص‭ ‬وإما‭ ‬أن‭ ‬تكتبه‭ ‬هي‭.‬

وحين‭ ‬قيل‭ ‬إن‭ ‬نزار‭ ‬قباني‭ ‬شاعر‭ ‬المرأة،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬غاية‭ ‬الحمد‭ ‬للمرأة‭ ‬وللشعر‭ ‬معا،‭ ‬فمن‭ ‬ذا‭ ‬الذي‭ ‬تصدى‭ ‬لإشكاليات‭ ‬عبورها‭ ‬المؤججة‭ ‬بالحزن‭ ‬والوجع‭ ‬والظلم،‭ ‬وأي‭ ‬نص‭ ‬احتفى‭ ‬بها‭ ‬بكل‭ ‬جوانبها‭ ‬جسدا‭ ‬وروحا،‭ ‬فرحا‭ ‬ووجعا،‭ ‬طفلة‭ ‬وأنثى‭ ‬كما‭ ‬فعل‭ ‬نزار‭ ‬قباني،‭ ‬فأي‭ ‬اتحاد‭ ‬خلقه‭ ‬نزار‭ ‬بين‭ ‬الشعر‭ ‬والأنثى،‭ ‬وأي‭ ‬معادلة‭ ‬عصيّة‭ ‬على‭ ‬التمازج‭ ‬إلا‭ ‬بين‭ ‬يدي‭ ‬نصه‭ ‬كانت‭ ‬بين‭ ‬الجسد‭ ‬والنص‭.‬

لقد‭ ‬جعل‭ ‬نزار‭ ‬الثوري‭ ‬الروح‭ ‬النص‭ ‬ساحته‭ ‬الأكثر‭ ‬حدة‭ ‬وجرأة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العشق‭ ‬والنقد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والتحدي‭ ‬الثوري،‭ ‬والرفض‭ ‬السياسي،‭ ‬فأخذ‭ ‬العشق‭ ‬بين‭ ‬يديه‭ ‬أشكالا‭ ‬أكثر‭ ‬ولعا‭ ‬من‭ ‬جسد‭ ‬ميت،‭ ‬ليصبح‭ ‬نصا‭ ‬شهيا‭ ‬كحديقة‭ ‬غناء‭ ‬مملوءة‭ ‬بثمار‭ ‬الجوز‭ ‬والخوخ‭ ‬والرمان‭ ‬أو‭ ‬كثورة‭ ‬مفعمة‭ ‬بالحزن،‭ ‬والدمع‭ ‬والرفض،‭ ‬وليصبح‭ ‬النص‭ ‬امرأة‭ ‬معشوقة،‭ ‬وأخرى‭ ‬موجوعة،‭ ‬وطفلة‭ ‬تتشاقى‭ ‬بين‭ ‬حروف‭ ‬النص،‭ ‬ولعوب‭ ‬تقامر‭ ‬العشق‭ ‬بالكلمة،‭ ‬وكلها‭ ‬أشكال‭ ‬حية‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬الميتة،‭ ‬مسكوت‭ ‬أو‭ ‬متغافل‭ ‬عنها،‭ ‬أحياها‭ ‬نزار‭ ‬قباني‭ ‬بشهية‭ ‬فاتح،‭ ‬ليجعل‭ ‬بذلك‭ ‬نصه‭ ‬الشعري‭ ‬ساحة‭ ‬حرب،‭ ‬وشهادة‭ ‬موت،‭ ‬وزغرودة‭ ‬أم‭ ‬على‭ ‬شهيدها‭ ‬البطل،‭ ‬وصرخة‭ ‬مظلوم‭ ‬في‭ ‬مجتمعات‭ ‬القهر،‭ ‬ومظاهرة‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬العدالة‭ ‬الناقصة‭ ‬والجوع‭ ‬المستتر،‭ ‬والبغي‭ ‬المظلل‭ ‬بأسماء‭ ‬مستعارة‭.‬

إن‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬قدمه‭ ‬نزار‭ ‬قباني‭ ‬للنص‭ ‬الشعري‭ ‬هو‭ ‬تخليصه‭ ‬من‭ ‬ربقة‭ ‬المواربة،‭ ‬وثقل‭ ‬الأطر‭ ‬التاريخية‭ ‬والجغرافية،‭ ‬ومن‭ ‬رنين‭ ‬الزيف‭ ‬المقنن،‭ ‬وحدبة‭ ‬الكذب‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تتكئ‭ ‬على‭ ‬ظهور‭ ‬أغلب‭ ‬النصوص‭ ‬فتجعلها‭ ‬واضحة‭ ‬الانحناء‭.‬

إنه‭ ‬رائد‭ ‬الحداثة،‭ ‬وفاتح‭ ‬بلاد‭ ‬الشعر،‭ ‬وسيد‭ ‬القصيدة‭ ‬التي‭ ‬تخاطب‭ ‬الجميع‭ ‬فتنزل‭ ‬الشعر‭ ‬بمظلة‭ ‬قزحية‭ ‬إلى‭ ‬الأرض‭ ‬والشارع‭ ‬والناس،‭ ‬وترفعهم‭ ‬بمناطيد‭ ‬ملونة‭ ‬إلى‭ ‬سماءة‭ ‬الضاجة‭ ‬بالألعاب‭ ‬النارية‭ ‬ليلتقيا‭ ‬معا‭ ‬عشاقا‭ ‬ومحبين‭.‬

نزار‭ ‬قباني‭ ‬هو‭ ‬تلك‭ ‬الدهشة‭ ‬الخضراء‭ ‬التي‭ ‬نمت‭ ‬في‭ ‬أرواحنا‭ ‬الطفلة‭ ‬حينما‭ ‬عانقنا‭ ‬قصائده‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬–‭ ‬نحن‭ ‬الخارجين‭ ‬من‭ ‬رحم‭ ‬مجتمعات‭ ‬الكذب‭ ‬والخوف‭- ‬لنجد‭ ‬نصه‭ ‬يخاصر‭ ‬أنثى‭ ‬بين‭ ‬حروفه،‭ ‬ويجاهرنا‭ ‬برقصة‭ ‬عاشقين‭ ‬في‭ ‬متن‭ ‬نصه،‭ ‬وناسكين‭ ‬ملتهين‭ ‬بالصلاة‭ ‬بين‭ ‬حروفه‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الآن،‭ ‬بل‭ ‬قد‭ ‬يتجاسر‭ ‬على‭ ‬النص‭ ‬فيسميه‭ ‬بأسماء‭ ‬الجسد‭ ‬الأشهى‭ ‬والأكثر‭ ‬تلغيما‭ ‬في‭ ‬الذاكرة‭ ‬العربية‭ ‬كـ»طفولة‭ ‬نهد‮»‬‭ ‬أو‭ ‬«نهد‭ ‬مغرور‮»‬‭. ‬ليحقق‭ ‬للشعر‭ ‬تلك‭ ‬التوأمة‭ ‬اللغوية‭ ‬بين‭ ‬جسدية‭ ‬النص‭ ‬ونصية‭ ‬الجسد‭.‬

نزار‭ ‬قباني‭ ‬هو‭ ‬البوابة‭ ‬الأمامية‭ ‬الأولى‭ ‬للشعر‭ ‬العربي‭ ‬المعاصر،‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬دخل‭ ‬منها‭ ‬كل‭ ‬شاعر‭ ‬عاصره‭ ‬أو‭ ‬جاء‭ ‬بعده،‭ ‬وربما‭ ‬يدخلها‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يكتب‭ ‬الشعر‭ ‬العربي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يشاء‭ ‬الله،‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬التسليم‭ -‬في‭ ‬عصرنا‭ ‬هذا‭- ‬بمدة‭ ‬المكوث‭ ‬في‭ ‬أنهارها‭ ‬العذبة،‭ ‬ومتاهاتها‭ ‬اللينة‭ ‬اللدنة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تفضي‭ ‬إلى‭ ‬عذوبة‭ ‬وبساطة‭ ‬لغوية‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تناسب‭ ‬كائن‭ ‬هذا‭ ‬العصر‭ ‬المنشق‭ ‬من‭ ‬ماديته‭ ‬ورماديته،‭ ‬والمضرّج‭ ‬بالوجع‭ ‬والوحدة‭ ‬والضبابية‭.‬

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.