تباين

الاثنين 2015/06/01
تخطيط لـ حسين جمعان

تمتد يده إلى دفائنها الدافئة، يده الأخرى تداعب شعرها العاطر، تستيقظ فتنتها، يهيج شذاها، يتقاطر عرقها، تتحسس بلسانها كل جاف لتلعقه، اِلتوت منتفضة بالتفاتها إليه، كان يئن وأنفاسه تحاول اللحاق بخفقه المضطرب، تقترب منه أكثر، يصد عنها متذكراً أباها بعد رفقة طويلة دامت خمسين عاما!

أمّارة..!

تجوس شهوته الثائرة بعينيها المتلهفة ما برز من مفاتنها الظاهرة عفوياً، ويغض الطرف خجلا عند ردها على ندائه:

هاه بابا أنا يعرف يصلح كل شيء..!

متذكراً أنها خادمة صغيريه التوأم وزوجته المقعدة.

انتظار

صمت يطرز المكان بخيوطه، وشاشة بلازما تسيطر بحجمها الكبير على الجدار المقابل، واضطراب حركة الحضور مع أنفسهم تجذبه عن متابعة الشاشة، فيعيد ترتيب نظراته للعرض مع وجوههم، كي يستبين تصنيف الأسماء والتفاصيل التي يقرأها، فتعيد الشاشة له العرض من جديد، وتشرح له.. الانفصام، الوسواس، القلق، الاكتئاب، العدوانية، التوحد، الزهايمر؛ ولعينيه قراءة أخرى!

طعم التراب

ضاقت الأرض بما رحبت، فبثت السلطات خطة جديدة، سُتنهي المأساة وتقضي على الساقط والمتسلل والمختفي، في الصباح الباكر انتشرت أجهزة الأمن للبحث عنهم، مضى النهار يطويها طيا، وعند المساء أعلن قائد الحملة عن خلو المدينة منهم، حيث تم تفتيشها بدقة ولم يُعثر على أثر لهم، وكانت المدينة خالية إلا من رجال الأمن!

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.