أعلام العنصرية الفرنسية

الثلاثاء 2022/02/01
لوحة: حسن موسى

قد يستغرب بعضهم نبرة العداء السافر التي يلهج بها زعماء اليمين المتطرف في فرنسا صباحَ مساء للمسلمين بعامة والعرب بخاصة، لاسيما من قبل المدعو إريك زيمور، ولكنهم قد لا يعلمون أن هذا الخطاب ساكن في وجدان جانب هامّ من الفرنسيين، لا يُستثنى منهم حتى الكتاب والمفكرون. ولئن كان زيمور هذا كاتبًا تافهًا ودخيلا على السياسة لا وزن له إلا لدى العنصريين أمثاله، فإن أعلاما كبارا قبله سلكوا السلوك نفسه. الغريب أن منهم من شهد له الجميع بمواقفه الإنسانية، وأدبه الرفيع، وفكره المستنير، ودفاعه عن المستضعفين والمضطهدين والمسلوبة حقوقهم، ولكنه تغاضى عن كل ذلك حين تعلق الأمر بعلاقة الغرب مع الآخر، وخاصة العربي.

من أبرز هؤلاء إرنست رينان (1823 – 1892)، الذي كان مرجعا لكثير من الباحثين العرب في القرن الماضي. فمنذ مطلع خمسينات القرن التاسع عشر، بدأ يتحدث عن العرق، تلك العبارة التي عدّها الفيلسوف والشاعر الألماني يوهان غوتفريك هيلدر (1744 – 1803) تنتمي إلى ما أسماه “فلسفة البياطرة”، ويضفي عليها ملامح أخلاقية أو دينية موروثة أو فطرية. ويفخر بأن الحضارة الغربية، التي هي حضارة الامتياز بلا منازع، تعلو على كل الحضارات الأخرى، فهي في رأيه امتداد لإرث مضاعف، إرث الفكر العقلاني الذي ابتكره الإغريق، وإرث الالتزام الأخلاقي لديانة التوحيد الكونية الذي جاء به اليهود. ويؤكد بأن العرقين، الهندوأوروبي والسامي (يقصد اليهود تحديدا) هما فخر الإنسانية، ويضعهما في قمة هرم تتكون قاعدته من الأعراق الدّنيا، تلك الأعراق المتوحشة التي لا تقبل التطور، فظلت في طفولة أبدية لكي تكون شاهدا على ما حدث في الأيام الأولى من تاريخ البشرية. ومن ثَمّ، لم يكن رينان يحمل سوى الاحتقار تجاه تلك الشعوب “البدائية”، التي صارت تعرف اليوم بالشعوب التي “ليست لها كتابة”.

فوق أولئك البرابرة الذين لا يزالون يعمّرون أفريقيا وأميركا وشمال آسيا، يضع رينان طبقة وسطى من شعوب كانت وما زالت ماهرة في الفنون والتجارة، قادرة على ابتكار كتابة وإقامة نظام سياسي، كالصّينيين في الشرق الأقصى، والمصريين القدامى في الشرق الأوسط وأسلاف الساميين في آسيا الغربية والهندوأوربيين في أوروبا. تلك الشعوب أسمى من الأعراق الدنيا، ولكنها دون “الأعراق الكبرى” لأنها لم تستعمل العقل الاستدلالي والعلم الوضعي، ولم يبلغ فنّها الكلاسيكية الهلّينيّة، مثلما ظل نظام الحكم فيها استبداديّا ودياناتها شركيّة وحسّيّة وأخلاقها تجارية جشعة وغير مستقرة.

وانطلاقا من دروس التاريخ المعاصر، الذي شهد تصاعد التوسع الأوروبي، لا يشك رينان أن الحركة سوف تتواصل وتكرس انتصار العرق الهندوأوروبي حامل العقل ووريث الكونية التي صاغها الساميون. وقد قاده إيمانه بالتفاوت بين الأعراق عام 1848 إلى تصور زوال الأعراق الدنيا، حيث كتب يقول “بما أن العرق الآري والعرق السّامي منذوران لغزو العالم وقيادة الجنس البشري إلى الوحدة، فإن البقيّة لا يمكن أن ينظر إليها العرقان إلا بوصفها عقبة أو مُلحَقة أو محل تجريب”. وكتب أيضا “لقد بيّنت الفيلولوجيا (فقه اللغة) المقارنة بيقين كبير وحدة العرق الهندوأوروبي، بيد أن هذا العرق مدعوّ بطبيعة الحال إلى هضم بقية الأعراق الأخرى، فتوحيدها سيكون في عيون المستقبل توحيدًا للجنس البشري”. أي أنه يتصور إبادة إثنية على طريقة الأوروبيين حين غزوا أميركا.

بقي رينان على تلك القناعة حتى أواخر حياته، ففي رسالة وجّهها عام 1870 إلى المؤرخ الألماني ديفيد فريدريخ ستراوس (1808 – 1874) المتخصص في علم اللاهوت، واصل اعتبار اختلاف الأعراق حقيقة لا غبار عليها، حيث كتب يقول “نرفض المساواة بين الأفراد والمساواة بين الأعراق ونعتبرها خطأ جوهريّا”. وكتب في مقدمة “حوارات وشذرات فلسفية” عام 1876 “البشر ليسوا متساوين، والأعراق ليست متساوية”، كما هنّأ فردينان دو ليسيبس عام 1885 وشكره لكونه تجنّب الأخذ بـ”أحكام الأيديولوجيين الغلاة الذين يعتقدون أن كل الأعراق متساوية.”

لوحة: حسن موسى
لوحة: حسن موسى

ولم يكتف رينان بالتنظير للتفوق العرقي الغربي، بل كان يدعو أيضا إلى استعمار تلك الأعراق التي يعتبرها دنيا، وهو ما يبدو جليّا في كتابه “إصلاح فكري وأخلاقي” الذي ألفه عام 1871 عقب هزيمة نابليون الثالث أمام الجيوش البروسية، حيث قال “إن أمة لا تستعمِر سيكون مآلها حتما الاشتراكية وحرب الغنيّ ضد الفقير. إن غزو عرق أسمى لبلاد من عرق أدنى كي يستقر فيه ويحكمه ليس أمرا صادما بالمرة… وإذا كانت الغزوات بين الأعراق المتساوية مذمومة، فإن إحياء الأعراق السامية للأعراق الدنيا يندرج ضمن العناية الأهلية بالبشرية. إن رجل الشعب عندنا نبيل أُسقِطت رتبتُه، ويده الصلبة جُعلت للسيف لا لأداة حقيرة. اسكبوا هذا النشاط النهم على بلدان، مثل الصين، تدعو إلى الغزو الأجنبيّ… كل واحد له دوره. لقد خلقت الطبيعة عرق عمال، هو العرق الصيني الذي يملك مهارة يدوية عجيبة دون أدنى إحساس بالشرف… احكموه بالعدل، وسوف يرضى؛ وعرقَ عملة الأرض، هو العرق الزنجي، كونوا طيّبين معه وإنسانيين وكل شيء سوف يسير على ما يرام؛ وعرق أسياد وجنود هو العرق الأوروبي.”

أي أن رينان عاش يؤمن بسيادة العرق الأبيض على بقية الأعراق، ويدعو صراحة إلى غزو الأعراق السفلى، لانتشالها مما هي فيه من بدائية وتخلف واستبداد. وهو ما سار عليه علَم آخر ذائع الصيت هو فكتور هوغو (1802 – 1885)، الذي تأثرنا برواياته ذات البعد الإنساني العميق، وخاصة “البؤساء”، وأعجبنا بمواقفه من تسلط الحاكم الجائر، فضلا عن مواهبه المتعددة، كالشعر والمسرح وحتى الفن التشكيلي. غير أنه لم يخف هو أيضا عنصريته حين تعلق الأمر بالشعوب غير الأوروبية. وإذا كان بعض المهتمين قد عزوا خطابه، الذي ألقاه وهو في سنّ السابعة والسبعين ودعا فيه إلى احتلال أفريقيا، إلى سنّه المتقدّمة، فإنهم يغفلون عما قاله وهو في عنفوانه حين قابل عام 1841 الجنرال سيئ الصيت توما روبير بوجو (1784 – 1839) “غزوتنا الأخيرة هي شيء مفيد وعظيم!”، ولم يكن يجهل ما تناقلته الأخبار عن عمليات البطش والتنكيل التي قام به ذلك الجنرال السّفّاح ضدّ الشعب الجزائري الأعزل، بل إنه شجعه لأنه يعتبر ما قام به أعمالا ضرورية، حيث كتب يقول “ما ينقص فرنسا في الجزائر هو قليلٌ من الوحشية.”

ورغم تقدمه في السن، وحيازته مكانة مرموقة في عالم الأدب لم تبوئه لأن يكون ضمير أمته فقط بل ضمير الإنسانية جمعاء، لم يتخل عن عنصريته الكامنة في ركن ما من شخصيته المعقدة، ففي خطبة ألقاها عام 1879 على شرف فكتور شولشر (1804 – 1893) الذي يعده الفرنسيس أحد آباء قانون إلغاء العبودية عام 1848، استهلها بمغالطة تاريخية تشي بمركزية الذات الغربية “البحر المتوسط هو بحيرة حضارة، وليس اعتباطا أن له على إحدى ضفتيه العالم القديم، وعلى الضفة الأخرى العالم المجهول، أي الحضارة من جهة، والبربرية من جهة أخرى… أيُّ أرض هي أفريقيا تلك! لآسيا تاريخها، ولأميركا تاريخها، حتى أستراليا لها تاريخها؛ أما أفريقيا فليس لها تاريخ. يغلّفها نوع من الأسطورة الفضفاضة والمظلمة. روما لامستها، كي تمحوها”. أي أنه في لحظة خيلاء زوّر التاريخ على طريقة زيمور حاليّا، فمحا من ذاكرته حضارات فاقت الحضارة الأوروبية مثل مصر الفرعونية وسوريا في العهود القديمة ثم في عهد الخلافة الأموية وقرطاج التي كانت قوة عظمى وسبقت روما إلى إقامة أول جمهورية في التاريخ، وكان دستورها أفضل الدساتير في ذلك الوقت بشهادة أرسطو، فضلا عن دور العلماء العرب والمسلمين في نهضة أوروبا التي كانت ترزح تحت نير الجهل والتخلف والأوبئة والتعصب الديني. كما تجاهل الممالك التي سادت في أفريقيا قبل الغزو الاستعماري الغربي بشتى مكوناته، مثل إمبراطورية مالي (1230 – 1545) ومملكة بينين التي دامت من القرن الثاني عشر إلى زمن احتلالها من قبل بريطانيا عام 1897، وإمبراطورية والو أو جولوف (السنغال حاليا) وقامت هي أيضا في القرن الثاني عشر ودامت حتى غزو الاستعمار الفرنسي، أو إمبراطورية الحبشة (1270 – 1975) التي عمّرت نحو سبعة قرون.

كلّ ذلك يكذّب ما ذهب إليه هوغو، ولكنه يصر عليه في إطار حشد للرأي العام شمل مختلف الطبقات السياسية والثقافية، كانت الغاية منه تصوير الغزو الاستعماري كعمل حضاري ضروري لإخراج الشعوب الأفريقية من التخلف والهمجية والعبودية. يقول هوغو “أفريقيا النّفور هذه ليس لها سوى ملمحين: إن كانت مأهولة فهي بربرية؛ وإن كانت قاحلة فهي وحشية؛ ولكنها لن تتهرب بعد اليوم”. أي أن الغرب لا يرى مناصا من احتلالها كي يحضّر أهلها ويعمّر أراضيها ويأخذ بيدها إلى الحضارة والتقدم، إذ يقول في استعلاء عنصري بغيض “في القرن التاسع عشر، جَعل الأبيضُ من الأسود إنسانًا؛ في القرن العشرين، سوف تجعل أوروبا من أفريقيا عالَمًا. إعادةُ إنشاء أفريقيا جديدة، جعلُ أفريقيا القديمة طيّعةَ الانقياد إلى الحضارة، ذلك هو المشكل. وأوروبا سوف تحلّه.”

ووسط وابل من التصفيق الحار، ختم تغنيه بالكولونيالية التي يعتبرها الحل الوحيد لفضّ مشاكل أوروبا، بقوله “هيّا، أيّتها الشعوب! استولي عليها. ممّن؟ من لا أحد. خذي هذه الأرض من الرّب. الرّبّ يهب الأرض للبشر، الرّبّ يهب أفريقيا لأوروبا. خذيها. وإذا كان الملوك يأتون بالحرب، فلتأتي بالوئام… لا تأخذيها بالغزو بل لأجل الأخوّة. صبّي فائضك في أفريقيا، لتحلي مشاكلك الاجتماعية، اجعلي من عمّالك مالكين.”

هكذا دعا هوغو إلى غزو أفريقيا وجعل أراضيها ملكا للمستوطنين، رغم أنه كان على علم منذ سنين بالجرائم الفظيعة التي يقترفها جنود الاستعمار في الجزائر. ففي أكتوبر 1852 كان صرّح قائلا في معرض انتقاده لبعض الملامح العسكرية “الجنرال أدولف لو فلو قال لي مساء أمس، ليس من النادر أثناء عمليات الهجوم والغزو أن نرى جنودًا يلقون من النوافذ بأطفال يتلقّفهم جنود آخرون في الأسفل بحراب بنادقهم”. وإن لم يُدن تلك الأعمال الوحشية إطلاقا حتى وفاته، فإنه لم يحرّض عليها، كما فعل المفكر والسياسي ألكسيس دو توكفيل (1805 – 1859) الذي حاز شهرته عن كتاب “عن الديمقراطية في أميركا”، في ظل تعتيم تامّ على مواقفه من الاستعمار الفرنسي للجزائر، لم يظهر إلا في مطلع الستينات حين أشرف ريمون آرون على طبع أعماله الكاملة، بما فيها نصوصه الكولونيالية في دار غاليمار.

توكفيل الذي عُدّ رسول الديمقراطية الليبرالية الحديثة، وأحد مؤسسي علم الاجتماع، أدان العمليات الوحشية التي ارتكبها الإسبان الكونكيستادور في حق شعوب القارة الأميركية، بشقيها الأوسط والجنوبي، ودافع عن الأميركان معتبرا أنهم أقروا دستورا يضمن حقوق الهنود الحمر وعاملوهم حسب رأيه معاملة إنسانية. يقول في هذا الصدد “الإسبان يطلقون كلابهم على الهنود، ينهبون العالم الجديد دون تمييز ولا شفقة، ولكن لا يمكن تحطيم كل شيء، فالهيجان له حدود. فيما سلوك الأميركان تجاه الهنود يتنفس أصفى حبّ للأشكال والمساواة. ولئن عجز الإسبان بوحشية لا مثيل لها عن إبادة الهنود أو منعهم من مشاركتهم في حقوقهم، فإن الأميركان حققوا هذا الحل المضاعف بسهولة عجيبة وهدوء وشرعية دون سفك دماء ولا خرق مبدأ واحد من مبادئهم الأخلاقية”. ويخلص إلى القول “لا يمكن الكف عن تدمير البشر إلا باحترام أفضل لقوانين الإنسانية.”

وبصرف النظر عن هذه المغالطة التي يعرفها اليوم الخاص والعام، يحار الباحث في فهم موقفه من عرب الجزائر، ودعوته الصريحة إلى التنكيل بهم. فقد أيد بصريح العبارة في مراسلاته وتدخلاته في البرلمان ومذكراته استراتيجيا الجنرال بوجو، الذي ابتدع غرف الغاز قبل النازيين، إذ دأب على حشر مئات الرجال والنساء والأطفال في كهوف أو مغاور وإضرام النار فيهم كي يموتوا اختناقا، فضلا عن حرق الحقول والمحاصيل وتدمير البيوت والقتل والتمثيل بالجثث، وكانت استراتيجيته تقوم على فكرة مفادها “للانتصار على بلاد ليس لها جيش واضح، ينبغي مهاجمة الأهالي المدنيين”. وتوكفيل يؤمن بجدوى هذه السياسة لإنهاء الغزو في أسرع وقت ممكن، وتخفيف الحمل عن الدولة والجيش، لأن عدم خنق الأهالي بالدخان سوف يطيل الحرب ويعرّض أمن المستوطنين، وبالتالي يكرّس سلطة العسكر في الجزائر، ويخلق نظاما خانقا للحريات، سوف يثني المستوطنين الأوروبيين عن البقاء.

كتاب

في كتاب “اشتغال على الجزائر” الذي حرره في أكتوبر 1841، بعد مهمة قضاها هناك، جاء في فصل “أي نوع من الحرب يمكن وينبغي أن نخوضها ضد العرب”: “غالبا ما سمعت في فرنسا رجالا أحترمهم، ولكني لا أوافقهم، ينعتون حرق المحاصيل، وإفراغ المطامير، والقبض على رجال غير مسلحين، ونساء وأطفال من الأفعال السيئة. هي في رأيي ضرورات تثير السخط، ولكن كل شعب يريد خوض حرب ضد العرب مرغم على الخضوع إليها”. وأضاف “أعتقد أن شرع الحرب يسمح لنا بأن ندمر البلاد، ينبغي أن نفعل ذلك إما بإتلاف المحاصيل في فترة الحصاد، أو بالقيام في كل الأوقات بهجومات سريعة، أي بعمليات نهب وتخريب، هدفها الاستيلاء على الرجال أو القطعان، وبذلك نغذي الحرب بالحرب”. ففي اعتقاده أن فرنسا لا يمكن أن تضع حدا لانحطاطها واستعادة مجدها إلا بالهيمنة على الجزائر وسائر البلدان الأفريقية والسيطرة على المتوسط، لأن الحرب والاستعمار هما علاج للأمراض السياسية والاجتماعية التي تنهش فرنسا. وكانت فكرته القارة أنه ينبغي الهيمنة لفرض الاستيطان، وينبغي الاستيطان لضمان ديمومة الهيمنة، “أولا، كي نظهر للعرب ولجنودنا ألا وجود في البلاد لعقبات يمكن أن توقفنا. ثانيا، لكي ندمّر كل ما يشبه تجمعا متواصلا للأهالي، بعبارة أخرى كل مدينة، وأعتقد أن من أولى المهام ألا نترك في مجالات عبدالقادر مدينة قائمة أو هي بصدد الإنشاء” كما يقول. أي أنه كان يؤيد سياسة بوجو بلا تحفظ، ويدعو إلى نهب البلاد وقتل أهاليها وتشريدهم، والاستيلاء على أراضيهم لخلق مستوطنات تجعل عودة أصحابها مستحيلة.

فكيف يمكن أن يكون توكفيل في الوقت نفسه بطل الديمقراطية والحريات، ومساندًا لأعمال شنيعة تدخل اليوم في خانة “الجرائم ضد الإنسانية”؟ لا تفسير لذلك سوى تلك العنصرية الكامنة في نفسه، ونفس رينان وهوغو، ولو بدرجات متفاوتة.

صحيح أن من الكتاب والمفكرين من أدانوا الكولونيالية مثل أندري جيد وأناتول فرانس وجان بول سارتر وسواهم كثير، ولكن هذا لا ينفي أن العنصرية كامنة في نفوس جانب كبير من الفرنسيين كمون النار في الحجر، فهي من الأشياء المكتومة، التي تتفجر أحيانا بشكل بشع، لاسيما عند اقتراب الانتخابات، كما هي الحال الآن.

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.