الأسطوري‭ ‬والبوليسي

الأحد 2017/01/01

يسلك ‭ ‬الكاتبُ‭ ‬الإيطالي‭ ‬أنطونيكى‭ ‬تابوكي‭ ‬في‭ ‬روايته‭ ‬“إزابيل”‭ ‬‭(‬الصادرة‭ ‬من‭ ‬دار‭ ‬الساقي‭ ‬2016‭)‬‭ ‬مساراً‭ ‬مميزاً‭ ‬إذ‭ ‬تتداخلُ‭ ‬الثميات‭ ‬البوليسية‭ ‬والأسطورية‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬تمرير‭ ‬النتف‭ ‬التأريخية‭ ‬عن‭ ‬حقبة‭ ‬حكم‭ ‬الدكتاتور‭ ‬سالازار‭ ‬في‭ ‬تضاعيف‭ ‬عمله،‭ ‬يتلقى‭ ‬القارئ‭ ‬من‭ ‬العنوان‭ ‬إشارات‭ ‬تعينهُ‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تتمركز‭ ‬حوله‭ ‬الرواية،‭ ‬إذ‭ ‬تتلخصُ‭ ‬الموضوعة‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬مصير‭ ‬شخصية‭ ‬حملت‭ ‬الرواية‭ ‬اسمها‭ ‬“إزابيل”‭ ‬التي‭ ‬يُعد‭ ‬اختفاؤها‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬مُلتبسة‭ ‬محركاً‭ ‬أساسيا‭ ‬في‭ ‬تعاقب‭ ‬الأحداث،‭ ‬ويستمرُ‭ ‬غيابها‭ ‬فعليا‭ ‬حتى‭ ‬الفصل‭ ‬الأخير‭ ‬قبل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬النهاية‭ ‬كلُ‭ ‬ما‭ ‬تقرأهُ‭ ‬عبارةً‭ ‬عن‭ ‬روايات‭ ‬الآخرين‭ ‬حول‭ ‬شخصية‭ ‬إزابيل‭ ‬المعروفة‭ ‬في‭ ‬المنظمة‭ ‬السرية‭ ‬بماغدا،‭ ‬وهي‭ ‬نشأت‭ ‬من‭ ‬أسرة‭ ‬إقطاعية‭ ‬ذات‭ ‬تقاليد‭ ‬أُرستقراطية‭ ‬غير‭ ‬أنَّ‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يمنعها‭ ‬من‭ ‬الانتماء‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬ثورية،‭ ‬ونشر‭ ‬مقالات‭ ‬في‭ ‬الصحف‭ ‬ضد‭ ‬النظام‭ ‬الدكتاتوري‭ ‬كما‭ ‬نظمت‭ ‬لقاءات‭ ‬شعرية،‭ ‬وتلك‭ ‬الفعاليات‭ ‬تبدأُ‭ ‬عقب‭ ‬موت‭ ‬والديها‭ ‬بحادثة‭ ‬السير‭. ‬من‭ ‬هنا‭ ‬تنفحُ‭ ‬حياة‭ ‬البطلة‭ ‬على‭ ‬مرحلة‭ ‬مختلفة‭.‬

سر‭ ‬الاختفاء

يكتسبُ‭ ‬عاملُ‭ ‬الشخصية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬موقعاً‭ ‬محورياً‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬قوام‭ ‬أساسي‭ ‬في‭ ‬ترتيب‭ ‬مكونات‭ ‬السرد‭ ‬الأُخرى،‭ ‬إذ‭ ‬أوكل‭ ‬المؤلف‭ ‬بدور‭ ‬إسنادي‭ ‬للشخصيات‭ ‬التي‭ ‬تتمثلُ‭ ‬مهمتها‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬صورة‭ ‬إزابيل‭ ‬وإبانة‭ ‬مصيرها،‭ ‬وفي‭ ‬ذلك‭ ‬يتبنى‭ ‬الكاتبُ‭ ‬تقنية‭ ‬تعدد‭ ‬الرواة،‭ ‬عوضاً‭ ‬من‭ ‬انفراد‭ ‬راوِ‭ ‬واحد‭ ‬بسرد‭ ‬حكاية‭ ‬إزابيل‭ ‬تتشارك‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬ذات‭ ‬خلفيات‭ ‬واهتمامات‭ ‬مُختلفة‭ ‬في‭ ‬الإدلاء‭ ‬برأيها‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الشخصية‭ ‬مُتعددة‭ ‬الأبعاد‭ ‬فهي‭ ‬تقامُ‭ ‬حفلات‭ ‬موسيقية‭ ‬مُنكهة‭ ‬بطعم‭ ‬البُورجوازية‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬وتَنضمُّ‭ ‬إلى‭ ‬الحزب‭ ‬الشيوعي‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬مونيكا‭ ‬هي‭ ‬صديقة‭ ‬إزابيل‭ ‬تروي‭ ‬جانباً‭ ‬من‭ ‬شخصيتها‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬الأخيرة‭ ‬طالبة‭ ‬في‭ ‬معهد‭ ‬إسكرافاز‭ ‬دوأمور‭ ‬ديفينو‭ ‬ومن‭ ‬ثمَّ‭ ‬تُشير‭ ‬إلى‭ ‬مكانة‭ ‬إزابيل‭ ‬بين‭ ‬أقرانها‭ ‬فهي‭ ‬درست‭ ‬في‭ ‬الثانوية‭ ‬الفرنسية‭ ‬مأوى‭ ‬الأفكار‭ ‬المعارضة‭ ‬للفاشية.

‬طبعاً‭ ‬هذا‭ ‬الملمح‭ ‬من‭ ‬حياة‭ ‬إيزابيل‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬تماسك‭ ‬وحدة‭ ‬الرواية‭ ‬كما‭ ‬يعللُ‭ ‬رغبة‭ ‬الشخصية‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬التيار‭ ‬اليساري‭ ‬المُعادي‭ ‬لدكتاتورية‭ ‬سالازار،ومن‭ ‬ثمَّ‭ ‬ينتقلُ‭ ‬خيط‭ ‬السرد‭ ‬إلى‭ ‬شخصية‭ ‬الجدة‭ ‬بريجيدا‭ ‬تيسيرا‭ ‬فهي‭ ‬بدورها‭ ‬أيضاً‭ ‬تقدم‭ ‬صورة‭ ‬عن‭ ‬طفولة‭ ‬إزابيل‭ ‬ومعاناتها‭ ‬مع‭ ‬مرض‭ ‬الربو‭ ‬وغياب‭ ‬والديها‭ ‬فالبتالي‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬تكفلت‭ ‬بها‭ ‬لاشتغال‭ ‬الوالد‭ ‬بالتجارة‭ ‬كما‭ ‬الأمُ‭ ‬منكبةً‭ ‬في‭ ‬مهمات‭ ‬دينية‭ ‬في‭ ‬الأبرشية،‭ ‬هكذا‭ ‬تتالت‭ ‬الروايات‭ ‬عن‭ ‬إزابيل‭ ‬هنا‭ ‬ما‭ ‬يجدر‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬المروي‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬فصول‭ ‬الرواية‭ ‬له‭ ‬موقع‭ ‬داخل‭ ‬المنظومة‭ ‬السردية‭ ‬ماعدا‭ ‬الفصل‭ ‬الأول،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬تنقلُ‭ ‬بعض‭ ‬الشخصيات‭ ‬شهادة‭ ‬غيرها‭ ‬عن‭ ‬إزابيل‭ ‬وازدياد‭ ‬نشاطاتها‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬التنظيم‭ ‬السري‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬إيراد‭ ‬أخبار‭ ‬صحافية‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬موت‭ ‬البطلة‭ ‬منتحرة‭ ‬داخل‭ ‬السجن،‭ ‬لا‭ ‬تنتهي‭ ‬القصة‭ ‬عند‭ ‬الجدة‭ ‬كما‭ ‬تترك‭ ‬مونيكا‭ ‬مكانها‭ ‬لراو‭ ‬آخر‭ ‬وتتبدل‭ ‬البيئة‭ ‬وتستمرُ‭ ‬رحلة‭ ‬التقصي‭ ‬وراء‭ ‬أثر‭ ‬إزابيل‭.‬

الثورة‭ ‬بالموسيقى

تتعاقبُ‭ ‬حلقات‭ ‬الرواية‭ ‬وتتعقدُ‭ ‬الحبكة‭ ‬الدرامية‭ ‬عندما‭ ‬يلتقي‭ ‬إيزلوفاكي‭ ‬بالمغنية‭ ‬والعازفة‭ ‬تيكس‭ ‬فالأخيرة‭ ‬أميركية‭ ‬شجعتها‭ ‬إيزايبل‭ ‬على‭ ‬الاهتمام‭ ‬بموهبتها‭ ‬الموسيقية‭ ‬وعزف‭ ‬موسيقى‭ ‬الجاز‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬كان‭ ‬النظام‭ ‬في‭ ‬البرتغال‭ ‬يروج‭ ‬لموسيقى‭ ‬الفادو‭ ‬الحزينة،‭ ‬وفي‭ ‬ذلك‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأنظمة‭ ‬الفاشية‭ ‬تدجّنُ‭ ‬مشاعر‭ ‬الإنسان‭ ‬وتستغل‭ ‬الموسيقى‭ ‬لتكريس‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الكآبة‭ ‬لدى‭ ‬مواطنيها،‭ ‬تقتنع‭ ‬تيكس‭ ‬بما‭ ‬نشرت‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬الجرائد‭ ‬عن‭ ‬انتحار‭ ‬إزابيل‭ ‬فيما‭ ‬يُباغتها‭ ‬إيزلوفاكي‭ ‬بعدم‭ ‬عثوره‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬الوفاة‭ ‬لإيزابيل‭ ‬بعدما‭ ‬نبش‭ ‬سجل‭ ‬الوفيات‭ ‬في‭ ‬البلدية،‭ ‬وبذلك‭ ‬نكون‭ ‬أمام‭ ‬مفصل‭ ‬جديد‭ ‬للرواية،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يخلو‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬الغموض‭ ‬خصوصا‭ ‬عندما‭ ‬يتذكرُ‭ ‬المتلقي‭ ‬حضور‭ ‬مونيكا‭ ‬في‭ ‬قداس‭ ‬لموت‭ ‬صديقتها‭ ‬إزابيل‭.


أنطونيو تابوكي يمزج بين العنصرين الأسطوري والبوليسي في روايته الجديدة

وما‭ ‬يُضفي‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬التشويق‭ ‬على‭ ‬السرد‭ ‬هو‭ ‬رواية‭ ‬حارس‭ ‬سجن‭ ‬كاشييس‭ ‬آلميدا،‭ ‬فالأخير‭ ‬يعتبرُ‭ ‬نفسه‭ ‬مساهماً‭ ‬في‭ ‬النضال‭ ‬ضد‭ ‬الدكتاتورية‭ ‬كونه‭ ‬مُساعدا‭ ‬للثوار‭ ‬المُعتقلين‭ ‬كما‭ ‬يعترفُ‭ ‬بما‭ ‬كان‭ ‬يجنيه‭ ‬من‭ ‬مردود‭ ‬مادي‭ ‬عن‭ ‬مُساعدته‭ ‬للمسجونين،‭ ‬ويكشفُ‭ ‬السجّانُ‭ ‬عن‭ ‬تحايله‭ ‬على‭ ‬السلطات‭ ‬لإخراج‭ ‬إيزابيل‭ ‬من‭ ‬السجن‭ ‬وذلك‭ ‬عندما‭ ‬تنتحر‭ ‬إحدى‭ ‬سجينات‭ ‬ترافق‭ ‬إيزابيل‭ ‬المُنتحرة‭ ‬مدعية‭ ‬أنها‭ ‬أُختها‭ ‬وهذا‭ ‬يكون‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬آلميدا،‭ ‬وبذلك‭ ‬ينسحبُ‭ ‬السجان‭ ‬من‭ ‬متن‭ ‬الحكاية‭ ‬ويتسلسلُ‭ ‬السردُ‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يظهرَ‭ ‬تياغو‭ ‬المُصور‭ ‬فينزلُ‭ ‬إيزلوفاكي‭ ‬إلى‭ ‬معتكفه‭ ‬ليحصل‭ ‬على‭ ‬صورة‭ ‬لإيزابيل،‭ ‬كما‭ ‬يخبره‭ ‬تياغو‭ ‬عن‭ ‬سفر‭ ‬مجهولة‭ ‬المصير‭ ‬إلى‭ ‬ماكاو‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يتلقى‭ ‬أي‭ ‬تأكيد‭ ‬عن‭ ‬بقاء‭ ‬إزابيل‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭ ‬ومن‭ ‬ثمَّ‭ ‬ينحو‭ ‬العملُ‭ ‬منحى‭ ‬فنتازياً‭ ‬بدخول‭ ‬إيزلوفاكي‭ ‬إلى‭ ‬مغارة‭ ‬وتحاوره‭ ‬مع‭ ‬الحشرات.

ومرة‭ ‬أخرى‭ ‬يؤكد‭ ‬له‭ ‬صوت‭ ‬مجهول‭ ‬عن‭ ‬انتحار‭ ‬إيزابيل‭ ‬وهي‭ ‬شربت‭ ‬قارورتين‭ ‬من‭ ‬الحبوب،‭ ‬بعد‭ ‬المرور‭ ‬بحلقة‭ ‬الشاعر‭ ‬يصلُ‭ ‬الراوي‭ ‬المتبني‭ ‬لضمير‭ ‬المُتكلم‭ ‬إلى‭ ‬جبال‭ ‬الألب‭ ‬هنا‭ ‬يتعرف‭ ‬على‭ ‬ليز‭ ‬فالأخيرة‭ ‬من‭ ‬جانبها‭ ‬تشرع‭ ‬بسرد‭ ‬قصتها‭ ‬وألمها‭ ‬المبرح‭ ‬حين‭ ‬أخذت‭ ‬منها‭ ‬الحياة‭ ‬ابنها‭ ‬ومحاولاتها‭ ‬في‭ ‬حقل‭ ‬الفيزياء‭ ‬لإدراك‭ ‬سبب‭ ‬وجود‭ ‬حياة‭ ‬مُنتظمة‭ ‬على‭ ‬كوكب‭ ‬الأرض‭ ‬فعلاً،‭ ‬فهي‭ ‬تُقْنعك‭ ‬بحديثها‭ ‬حول‭ ‬المجرات‭ ‬والكوسمولوجيا‭ ‬عن‭ ‬إلمامها‭ ‬بالشؤون‭ ‬العلمية،‭ ‬كما‭ ‬لديها‭ ‬معرفة‭ ‬بالثقافة‭ ‬الهندية‭ ‬وطقوساتها‭ ‬العجائبية،‭ ‬وما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬نصوصها‭ ‬الموروثة‭ ‬عن‭ ‬ضرورة‭ ‬اهتداء‭ ‬الإنسان‭ ‬بلغة‭ ‬الترميز‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬الضياع،‭ ‬زيادة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬تؤكد‭ ‬لإيزالوفاكي‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬عملية‭ ‬البحث‭ ‬بحد‭ ‬ذاتها‭ ‬دون‭ ‬انتظار‭ ‬النتيجة،‭ ‬وما‭ ‬تتوصل‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المحادثة‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬العلم‭ ‬لا‭ ‬يُعوضُ‭ ‬عن‭ ‬الميثولوجيا‭ ‬الشعبية‭ ‬أياً‭ ‬كانت‭ ‬درجة‭ ‬مصداقيتها،‭ ‬لأن‭ ‬الإنسان‭ ‬لا‭ ‬يعيشُ‭ ‬بالحقيقة‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬تعبير‭ ‬نيتشة‭.‬

في‭ ‬نهاية‭ ‬الرواية‭ ‬تختفي‭ ‬الحدود‭ ‬بين‭ ‬عالم‭ ‬الأموات‭ ‬وعالم‭ ‬الأحياء،‭ ‬وذلك‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬لقاء‭ ‬إيزلوفاكي‭ ‬بالقديس‭ ‬شافييز‭ ‬الذي‭ ‬شاع‭ ‬الخبر‭ ‬بأنه‭ ‬ضاع‭ ‬في‭ ‬الهند،‭ ‬كما‭ ‬تستحضر‭ ‬إيزابيل‭ ‬وتعودُ‭ ‬من‭ ‬العدم‭ ‬وذلك‭ ‬بعدما‭ ‬يضع‭ ‬صاحب‭ ‬الكمان‭ ‬صورة‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬الدائرة‭ ‬ويعزف‭ ‬سوناتا‭ ‬الوادع‭ ‬لبيتهوفن،‭ ‬إذ‭ ‬تخبر‭ ‬إيزابيل‭ ‬الراوي‭ ‬عن‭ ‬رقود‭ ‬جثتها‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬المقابر‭ ‬بينما‭ ‬روحها‭ ‬مُنطلقة،‭ ‬وفي‭ ‬ذلك‭ ‬تلميح‭ ‬إلى‭ ‬ثنائية‭ ‬الروح‭ ‬والجسد‭. ‬وبذلك‭ ‬تُقفل‭ ‬الحلقة‭ ‬وتتناسلُ‭ ‬الحكايات‭ ‬الشيقة‭ ‬ضمن‭ ‬هذا‭ ‬العمل،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يظل‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬هو‭ ‬قصة‭ ‬إيزابيل‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬يتعرف‭ ‬المتلقي‭ ‬على‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬البرتغال‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬سالازار‭.‬

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.