المختصر

يتعامل “أريت فارتايان” في روايته “وقت الذهاب” مع داخل النفس الإنسانية، فيدعو في هذه الرواية بطريقة لم يعهدها من قبل في رواياته السابقة، إلى مواجهة النفس الإنسانية.
الأحد 2018/07/01

الأخوات الثلاث

تُعد إجلال أيدن واحدة من كاتبات الجيل الجديد الذي يخطو بقوة وثقة داخل المشهد الإبداعي التركي. أصدرت من قبل روايتين لاقتا رواجا على المستوي النقدي، وأيضا على المستوي الجماهيري، حيث حققتا نسبة توزيع عالية.

ترصد إجلال أيدن في روايتها الأخيرة “الأخوات الثلاث” حكاية ثلاث فتيات هن: توركان ودونوش وداريا؛ ثلاث أخوات تتبدّل بهم سفينة الحياة بصعوباتها. تكشف عبر هذه العلاقات والمصائر المتبدّلة عن التحولات التي حدثت على مستوى الواقع.

الرواية بدأت أحداثها في أحد أزقة أيوليك إحدى مقاطعات “بالي كثير” على بحر إيجه، ثمّ تمتدّ إلى مدينة إسطنبول وتتسع رؤيتها لتكون رواية ذات طابع قومي. الرواية اجتماعية في المقام الأول، تعتني بالعلاقات الأسرية، والعلاقات المتوترة بين الجميع، سواء على مستوى صلة القرابة أو العلاقات الذكورية، ومن هذه الزواية تتصل بالقضايا النسوية، ومشاكل المرأة في المجتمع الذكوري، وإن كان بسرد سلس مشوّق، وعلاقات عاطفية وأسرية قوية.

وقت الذهاب

يتعامل “أريت فارتايان” في روايته “وقت الذهاب” مع داخل النفس الإنسانية، فيدعو في هذه الرواية بطريقة لم يعهدها من قبل في رواياته السابقة، إلى مواجهة النفس الإنسانية، بحكاية تمزج بين الواقع والخيال، وإن كان يحكمها منطق القلب.

عبر بطل الرواية سليم رجل الأعمال الناجح وعلاقته بزوجته التي تخونه، يلتقي في إحدى رحلات الطبيعة مع فتاة شابة ناضجة، ومع المشاعر الجديدة التي راحت تغمره منذ أن التقى بهذه الفتاة التي تدعى “زمردة”، أخذ يفكر في أن يطلق زوجته، مع أن زمردة دخلت حياته في وقت متأخر، إلّا أنّها استطاعت أن تغمره بفيضها، فرأى النور في داخله.

حالة المشاعر المختلطة التي يعيشها الزواجان، تنفذ إلى داخل النفس وحيرتها بين ما يحقق السعادة وما يجعلها أسيرة الحزن، ومن ثم كانت صعوبة اتخاذ القرار. فالعشق مهما كانت ضريبته لكن في النهاية يُحرر الإنسان من كلّ المخاوف وكذلك الأوهام.

أجمل أغنية

تقترب الكاتبة والصحافية أرجومنت أكدنيز في روايتها “أجمل أغنية” الصّادرة عن دار “كور كتاب”، من مأساة اللاجئين السوريين، فتفسح المجال لما يعايشه اللاجئون السوريون في محنتهم، وتسعى عبر روايتها إلى أن تكون صوتهم المفقود ونقله إلى الآخرين.

لا تقف الكاتبة عند قضايا السوريين وإنما توسّع المجال لكلّ المعذبين. فتتردد داخل الرواية أصوات جامعي القمامة، والأطفال بائعي المناديل في المترو، والعمال الذين يتصببون عرقا في الورش المعتمة الوسخة، والسيدات اللاتي يحملن عبء الحرب على أكتافه.

فتسرد عن الطفولة المسروقة ممثلة في رفيق وخالد وكريمة، الذين لم يكن أحد منهم يتخيّل أنه سيأتي يوم ويعيش في تلك الأراضي التي ستشهد نضجهم، بعد أن فروا من أهوال الحرب والقنابل التي لا يعرفون مصدرها، فروا من الحرب وأهوالها، ليعيشوا حياة لا تقل ذلا عن الحرب وأهوالها؛ حيث الشوارع المملوءة بالوجوه غير المعروفة، والورش والمصانع والنفايات الورقية. كل شيء سيتبدّد بحياة سعيدة وسط الرفاق ومشاجراتهم، دون أن يفارقهم أمل العودة، ووفقا لأحدهم “لا أريد شيئا آخر! أستطيع العيش في كوخ مع أطفالي. يكفي أن تنتهي الحرب“.

الموت الأحمر

يسرد ميرتش دميراي عن بطله “كهرمان أوداباش”؛ هو ممثل مسلسلات في الأربعين من عمره يعيش حياته اليومية وقد قطع آماله من كل ما يتعلق بالحياة والعلاقات. كهرمان الطفل الذي ولد نتيجة لزواج كانت نهايته محزنة، لم يكن يرغب في رؤية ماضيه، لم يكن يقبل عروض تمثيل جديدة.

وفي ليلة قام بقضائها مع امرأة كان معجبا بها، لكن لسوء حظه يحضر زوج تلك المرأة، فلا يجد حلا للهروب من المأزق إلا بأن يلقي بنفسه من الشرفة. ويجد في الطريق دراجة، ومع أنه لم يركب دراجة في طفولته، إلا أن فضوله يدفعه إلى ركوبها، ويغامر، لكنه يبدأ في الإسراع أكثر وأكثر عندما لمس المكابح، ويشعر بالثقة حتى وإن استصعب الأمر في البداية.

وبينما هو يستمر في رحلته التي بدأت من إسطنبول على طول ضفاف إيجه، يكسبه كل شخص قابله في تلك المواقف خبرات جديدة تصله بماضيه الذي لم يكن يعلمه عن نفسه. رواية الموت الأحمر رغم أنها تنتمي إلى رواية المغامرات، إلا أن فلسفتها واضحة، حيث يريد المؤلف عبر بطله أن يقول؛ لا يستطيع الإنسان أن ينفصل عن ماضيه، فالماضي هو المشكّل لحاضرنا.

ليلى والمجنون

كتاب

عن دار نشر كوستورت صدرت رواية “ليلى والمجنون” لبوراق أكساك في 272 من القطع المتوسط، وأحداث الرواية يستنبطها المؤلف من الشّاهنامة للنظامي. وفي الأصل أحداث الرواية مقتبسة من الحكاية الشفاهية العربية ذائعة الصيت، التي نقلت كثيرا في أعمال فارسية عن النظامي. المؤلف لا يستيعد الحكاية المعروفة بأحداثها، وإنما يصبغ عليها حكاية عصرية أبطالها الأخ إسماعيل، والبقال أردال، والأب إسكندر، والسارق ياووز، وكامل.

ليلى والمجنون مولودان في نفس المستشفى وفي نفس اليوم، ومع أنهما يعيشان في نفس الحيّ إلا أنهما لم يلتقيا حتى ذلك اليوم، حيث تطلب الأم من ابنها بأن يتعقبها، ويعرف مَن هي. حكايات ومسارات مختلفة تتشابه في قصة الحب المستحيل الذي كانت الصحراء شاهدة عليه، والآن صار الواقع المعاصر الذي وضع عراقيل لا تقل عن الماضي.

كيف تدخل امرأة في حياة رجل عادي، لكن مع تشابك الأحداث سيتضح أن الحكاية أكبر من مجرد حب. في الحقيقة يعود بوراق أكساك بهذه الحكاية إلى نهاية سلسلة المغامرات التي قدمها من قبل، حيث تضم السلسلة التي استمرت 104 حلقات، وعند كتابتها في كتاب كما يقول كان الأمر شديدا ومكثفا.

القرنفل الذابل

بعد روايتي “الفيروزة” و”طيور التين” يعود سنان أك يوز في روايته الجديدة “القرنفل الذابل” التي حققت أعلى مبيعات عند طرحها مؤخرا في إسطنبول، ليطرح عبرها تساؤلا مفاده: هل يصعب فقدان التجربة أو الأحلام؟

الرواية ثرية بمشاعر متناقضة تجمع بين الحزن من العشق، وكذلك الحزن من الحرب، كما تكشف الرواية وجه الحرب المؤلم، ورائحة الحرب وهي تختلط برائحة الحب، دون أن يغفل آثار الحرب والدمار.

فالبطلان اللذان كانا قد وعدا بعضهما البعض تحت شجرة الصفصاف بأنهما سيصنعان منزلا، سقطا في ظل السعادة عندما غزا النازيون بلادهما، حتى غدا الحب دون انعدام الجنسية، الحب هو القارب الذي يسير بهما.

الغازي مصطفى كمال أتاتورك

كتاب

تقترب حكاية “الغازي مصطفى كمال أتاتورك” لإيلبر أورطايلي، من السيرة الذاتية الأدبية، ويتناول فيها المؤلف حياة القائد الغازي مصطفى كمال أتاتورك من كل الجوانب، التاريخية والنفسية وأيضا الاجتماعية.

يبدأ بتتبع هذه المسيرة منذ نشأتها، ذاكرا الأصول العائلية لمصطفى كمال، وكذلك يتطرق المؤلف إلى تعليم أتاتورك العسكري في “اقابينده”، وسنوات الدير، وعصر النواب، والاتحاد والترقي، والسلطان عبدالحميد الثاني، وأنور باشا، وضياء جوك ألب، وطرابلس غرب، وحروب البلقان، وسنوات صوفيا.

ويستعرض الاتفاقيات التي تمت في الحرب العالمية الأولى في الجبهة بين دول الائتلاف الثماني وبين الجيش التركي، والنصر في “جاناق قلعة”، وكوت العمارة، ومندروس، والأمير الأخير وحيدالدين.

يستعرض المؤلف عبر الراوي الأنا الذي يسرد على لسان أتاتورك العديد من الأحداث المهمة، كصراعه مع “إينونو”، ومؤتمر “لوزان” وصولا إلى إعلان الجمهورية. يصف المؤلف أتاتورك بأنه حامي تركيا الحديثة. ومع المعلومات التاريخية التي أوردها المؤلف إلا أن أسلوبه يقترب من الأدبية التي تقرب النص إلى الأعمال الذاتية.

صرخة خطاف

أحمد أوميت واحد من الأسماء الروائية التركية التي صارت لها مقروئية كبيرة داخل تركيا، وكذلك في العالم العربي بعد ترجمة بعض أعماله مثل: اغتيال السلطان، وباب الأسرار. تتميّز أعماله بالحس البوليسي والتشويقي. وفي روايته الجديدة “صرخة خطّاف” يسود هذا العالم بكل أجوائه عبر حكاية معاصرة عن الواقع المتأزم حيث الحروب واللجوء، وهو ما أدّى إلى شيوع تجارة خطف الأطفال.

هنا يتتبع مصير مجرم محترف تسبب في قتل 12 شخصا، ومع الأسف لم يتم القبض عليه، ثمّ تتكرّر الحوادث مرة ثانية في عام 2017. عبر هذه الحادثة ينسج حكاية متخيّلة عاكسا من خلالها مشاهد مؤلمة وواقع مرير للعديد من الشخصيات الهاربة من جحيم الحروب. عبر البحث والتنقيب الذي يجيده أحمد أوميت نكتشف أن هؤلاء المجرمين هم نتاج طفولة بائسة، وبالأحرى نتاج خطايا الآخرين.

حالة موت العشق

كتاب

“حالة موت العشق” رواية للكاتبة بنار شاغلايان، وهي رواية رومانسية، بسيطة في موضوعها وكذلك في لغتها. محور الرواية الأساسي الحب، وكيفية فناء العاشق في معشوقه عبر حكاية نهير التي ذابت من أجل كآن منذ النظرة الأولى التي صارت عشقا.

تبدأ الحكاية عندما كانت نهير تعمل بالتدريس، وبينما هي كانت جالسة على مقعد في حديقة المدرسة التقت بكآن. من بعد ذلك اليوم لا يتخلى كآن عن النظر إليها أو يتخلّى عن التفكير فيها. إلى جانب استمراره في المدرسة كمدرس نفسي.

كآن كان يعمل كمستشار في مراكز التأهيل. بعد النظرات التي يرمق بها كآن نهير يقرر فى النهاية الحديث معها. لم يجد مقابلة جيدة، فيختلق الأسباب للتحدث إليها. بعد فترة تحدث بعض الحوادث داخل المدرسة تعمق العلاقة بينهما، ومنها حادثة انتحار إحدى الطالبات. وهو ما أكسب كآن مكانة داخل قلب نهير. ومع توطد العلاقة بينهما، ترفض نهير أن تذهب مع كآن إلى المملكة المتحدة عندما جاءته منحة؛ لأنها لا تستطيع أن تترك عائلتها.

أكثر أو المزيد

أكثر، هو عنوان رواية الكاتب الشاب هاكان جونداي، رواية بوليسية من نوع ما على الرغم من الأحداث الاجتماعية، تبدأ الرواية هكذا “لو لم يكن أبي قاتلا لما استطاع أن يحكي لي هذه القصة ولما كنت أنا هنا لأرويها لكم“.

الرواية مروية بلسان صبي في العاشرة من عمره. اسمه غازا، يعمل مع والده في تهريب الناس إلى أوروبا. تتماس الرواية مع الواقع الراهن بعد حالات اللجوء والهروب إلى أوروبا من قبل هؤلاء من أفغانستان أو العراق أو سوريا، وعبر المهربين الذين يتعامل معهم والد غازا الذي يستقبل اللاجئين في مكان آمن، هو “خزان ما” إلى أن تتم عملية تسفيرهم من جديد إلى اليونان أولا ثم إلى أوروبا. يسرد الراوي طرائق الإيواء حتى تتم عملية التهريب عبر شاحنات الخضار.

ويصف الراوي حال هؤلاء البائسين القادمين من بلادهم بلا شيء سوى أكياس من النايلون، وما يتعرض لهم هؤلاء من أخطار كما شرح الأب لهم عندما كاد يموت في واحدة من الرحلات. يدين الراوي الجميع ليس فقط من يشاركون في التهريب من مافيا، وإنما كذلك الحكومات والأفراد بلا استثناء.

أحبني من داخلك

كتاب

لا تختلف رواية أحمد باطمان الجديدة “أحبني من داخلك” عن التيمة الأساسية المشتركة في رواياته السابقة، فالعشق هو العنوان الأكبر الجامع لكل أعماله السابقة. تدور أحداث الرواية حول شخصيتين “جوتشلو وجونيش” وهما توأم.

تميزت شخصية جوتشلو بأن ثقته في نفسه محدودة، وهي صفة تنافي اسمه الذي أعطاه له والده بمعنى القوي، ودائم التوتر حتى أنّه لا يتحدث إذا توتر. ومع حالته النفسية إلا أنه مفعم بالأمل في ما يتعلق بإيجاده للعشق، هو مؤمن بالتغير الدائم والمؤثر في الحياة وفي البيئة المحيطة سواء بطريقة إيجابية أو سلبية.

أزمته الحقيقية تتمثل في طفولته حيث هو في العاشرة من عمره توفيت والدته. وقد حضر جوتشلو جنازة أمه، ومع أنه لم يستطع أن يكون قويا بقدر اسمه، لكنه يؤمن بأنه سوف يعتاد على أشياء عجيبة للحياة بطريقة تجعلكم تتعجبون. يرتبط بتوأمه جونيش أكثر بعد وفاة والدتهما، وظلت جونيش هي الأمانة الوحيدة التي بقيت من والدته.

فورايا

تتخذ الكاتبة عائشة كولين من شخصية مرجعية بطلة لروايتها فورايا. فالبطلة هي شخصية حقيقية لعبت دورا مهما في فترة تأسيس الجمهورية، حيث عندما بدأت الحرب تشتد كان أتاتورك يعقد الاجتماعات السرية في منزل والدها، وهناك يتعرّف عليها، ثمّ يتولّى قيادة الجيش، ويتزوّج بعد مدة من السيدة لطيفة صديقتها المقربة، مع أنّ الرواية تتطرق إلى حياة فورايا التي تتزوج في سنّ صغير، وتدخل في حالة اكتئاب خاسرة طفولتها بسبب تصرفات زوجها السيئة، ويتحقق لها الزواج مرة ثانية من أحد أصدقاء أتاتورك المقربين جدا “قيليتش علي” بالرغم من اعتراض عائلتها. تسرد الرواية حكاية فورايا وعلاقتها بزوجها، ثمّ مرضها الذي على إثره يتمّ ادخالها إلى المستشفى، لإصابتها بمرض السّل.

وتبقى في المنزل لما يقارب العام بهدف العلاج. ومع بداية تقدم المرض تجلس في مستشفى بسويسرا. وبينما تتلقى العلاج تجد نفسها تهتم بفن السيراميك بتوجيه من خالتها الرسامة “فخر النساء”. ومع إرسالها إلى فرنسا لتلقي العلاج تتداخل مع السيراميك وتفتتح معرضا وتصبح فنانة سيراميك مشهورة، وتصبح أول سيدة فنانة للسيراميك في الجمهورية التركية.

وخلال تلقيها العلاج كانت تنشغل بمرضها وأيضا بالسيراميك وتتلقى المنح والجوائز. أصبحت حياتها المتبقية موجهة للفن والسراميك، ثمّ تتوفى وهي في عمر السابعة والثمانين.

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.