ذاهبون إلى البحر لنتعلم الغرق

33  قصيدة
الثلاثاء 2022/11/01
تخطيط: حسين جمعان

أسف عملاق

أنحني بهاتفي الذكيّ

محاولاً تصوير أسراب النمل

وهي تنظم سيرها المزدحم

على طريق سريع

بين بلاطتين؛

من الأعلى

لا يبدو أنها تتجه إلى مكان؛

من الأسفل

لا يبدو أنني أتجه إلى مكان؛

فجأة تخاطبني نملة بأسف عملاق:

لكم أنت حزين أيها الكائن

الذي لا يُرى

إلا بالعين المجردة.

 

ليل

ليلي طويل

كليل عاشق

ونومي خفيف

كنوم حارس.

 في الظلمة التي تعضّني

مثلما تعضّ ضبعة شبلها،

أتوجّس من قفار تدركني

ومن رمال أكنسها بالذكرى.

كم مرة

يضيّع الغريب الطريق

ليجد الطريق

كم سراباً يتوهّم

قبل أن يصل إلى البيت؟

تفسير بقعة سوداء على سقف

غيوم تأتي وتمضي

ثم تأتي وتأتي

وتمطر

ثم تمضي وتمضي

ثم لا تمطر

وأنت تجلس وحيداً،

في وحشتك.

في الخارج عالم

يواصل نصب الأفخاخ.

 

صمت

الطفل إياه،

صامتاً في المنامات،

يقف قبالتي

وينظر

ليس إليّ

ولكن من خلالي

حيث

لا عينان تصلان.

 

نظرات الغريب

في المركز التجاري، في الشارع، وحتى في المصعد،

تلتفت فجأة

وتجد غريباً ينظر إليك؛

يستمر الأمر ثانية أو اثنتين،

قبل أن ينتهي بابتسامة سريعة

متبادلة

أو بكلمة تدلّ على التصالح بعد سوء فهم،

وقد يستمرّ الأمر حتى بعد أن تغادر؛

عينا الغريب تواصلان التحديق بك في المنام.

 

هواء

الأرجوحة لم تعد هنا،

لكنّ يد أبي

ما زالت

في الهواء

الذي هبّ بنا

تحت سماء بعيدة.

 

نحت الأيام

هنا، على هذه الطاولة، أمام هذا الضوء الناقص،

قبل الكلمات وبعدها،

يحدث شيء، كالعادة،

أقلّ من أن يُروى

بأيّ لغة صرفاً

كالحبّ

كالألم.

الكلمات، هزيلة، تمضي إلى مصائرها،

هنا، في هذا الهولوكوست الليليّ حيث كلّ شيء عرضة للغبار، أشياء كثيرة تنهض؛

صور، في ذروتها، في ذروة حضيضها، كرة في تحليقها الدائم بين هواءين، تسقط من يديك، وتسقط من عينيك، ثم تختفي.

لا بأس بأن تسميها الذكرى

وتنشغل بنسيانها.

لأنّ كلّ شيء وارد

مثلما يذوب حجر في بئر،

مليارات النظرات الضائعة،

دوماً،

بين مسافتين؛

أحياناً

نظرة

تسقط

من السقف

كأنها شعلة ترتعش،

نكوّر أيدينا على نظرة

كي لا تنطفئ.

هذا نحت الأيام.

نتنقّل بين الغرف، بين ضوء في المطبخ، وضوء في غرفة النوم، حيث أشياء نحسبها عادية، حذاء عند السرير، سرير في لحظة تأمّل، نافذة ساهمة، فرشاة أسنان في كوب زجاجي، قميص ليلة ماضية ملقى على الكنبة، أشياء تنزاح من أماكنها بقوة لمسات لا مرئية، هجرات جماعية تحدث طوال الوقت داخل هذه الجدران الغفل.

ومن يستطيع القول إذن

لا سماء تنمو الآن داخل هذا الدرج،

لا غيوم تزحف

على هذا الجدار،

لا شعوب تولد، وتنقرض،

في ظلّ المشجب الواقف، كتمثال؟

عالم يتكرّر بلا نهاية، وليس مهماً، بعد الآن قياس المسافة بين حياتين، لأنك مهما فعلت لن تستعيد رعشة الطفل في أول يوم مدرسي، ولن تفهم لمسة يد الأم على شعره. لا معجزة تستطيع محو تلك الأمسية أو إعادتها إلى الحياة؛ حياة بأكملها تحتشد في حساء، في لثغة، في لحظة عابرة، في هواء.

كأننا منذ البداية كنا نعرف أن الكلمات مجرد قطار بطيء يقود إلى صمت؛ أمي الآن، في الثلاثين، وأنا في الخمسين، نجلس ونتبادل النظرات، عبر طاولة المطبخ؛

بيننا ستارة قديمة

تتقمّص موجة

بيننا غرفة

تتسلق الصيف

بيننا وردة

تتعلم الأسى.

لم أكن أعرف أنني سأكفّ تماماً عن البكاء.

لم أكن أعرف أيضاً أنني سأقف في كل وقت، أمام كوب مهجور في المغسلة،

أمام لوح زبدة في الثلاجة،

أبكي،

وأبكي

وأبكي

أفتح عينيّ فأرى كل شيء ولا أرى. أمشي طويلاً في صحراء المساء، على آثار أقدام تمحو نفسها، فأصل ولا أصل، وأظلّ أنتظر ولو همسة تعيدني إلى تلك الوجوه التي ضاعت في عتمة المرايا

أبواب تفضي إلى أبواب

ونوافذ إلى نوافذ

ويكفي

أن تشيح بيدك

في الهواء الصرف

لينبت وجه

يلوح ثابتاً كحجر،

ثم يختفي.

 

الحارات

كانت لنا شرفات صغيرة

لا تتسع لأكثر من شخصين،

في أزقة ضيقة،

وغسيل منشور بين سماءين

لوحة حلم بها أجداد

لم يسمع بهم أحد،

وجارات بتنانير قصيرة ملونة

يعجنّ مسراتهن الغامضة

في نميمة الصباح.

كانت لنا سيقان فتيات صغيرات

على سلالم تفضي إلى ظلمة دامسة

كليالي الحرب

كأمل بعيد

بأن تسقط علينا أسماؤنا مع ثمار الأشجار،

أو بأن يحدث شيء حقيقيّ،

في وقت آخر من اليوم.

 

ذرائع واهية

رجل على كرسيّ خشبيّ

ينتظر شيئاً ما

ولو وريقة شجر

تسقط من لا مكان؛

ذريعة أخرى واهية

لانتظار طويل.

Thumbnail

الطريق إلى الهاتف

حين تستيقظ ستجد رقماً غريباً

في هاتفك

هذا ألمي يفسّر نفسه

بعد منتصف الليل.

– أنا الآن في مدينة خالية من الجدران

أساعد أهل المدينة

على فهم أبعادهم الكاملة

بين الجبال والأنهار والحقول

(سأتصل بك فور انتهاء هذه المهمة)

إذن، حين يرتعش الحساء على الطاولة

وتهطل من السقف أصابع القديسين المشوبة بالأدعية

سأعرف أنك اتصلت بي.

– هذه المدينة بلا قمر

ولا غيوم

ولا أمطار

سكانها يتعرّفون الوقت

عبر تبادل النظرات

(….)

– ركبت قطار الليل السريع

وأنا الآن في الطريق إلى الهاتف

الذي تركته قبل ساعة

في جيب قميص ينزف لسبب غامض

في الخزانة.

نظرات أطفالنا بين الخرائب

ليست إلى أسفل

ولا إلى أعلى.

دائماً شاخصة

ثابتة

واضحة

دائماً صوب نهايات

لم يرها أحد.

*****

امرأة على جسر

أيّ عتمة الآن

أن تجدي نفسك نائمة هنا.

أحدهم غطاك بملاءة

لكنه نسي قدميك.

صفارات تلحّ

وتبحثين في رأسك عن أغنية

كانت المرأة الأخرى

المرأة التي كنتِ،

تدندنها بلا صوت.

تتمدّدين على الإسفلت.

السماء تحت ملاءة.

تدركين، الآن،

أنك لا أحد.

 

الذين رأوا الضوء

الذين رأوا الضوء

لم يروا

عيون أطفالنا

وهي تنظر إليهم من بعيد

حزينة

ساخرة

ميتة

عيون أطفالنا

وهي تحملق

من وراء القرون

في وجوه

الذين زعموا

أنهم رأوا الضوء.

 

خروج صامت

بصمت هائل

خرجوا.

من وقت إلى آخر

يلتفت أحدهم

ويسأل جاره الأقرب

عن الوقت.

من وقت إلى آخر

تبرز يد

تلوّح لهم

من تحت الأنقاض.

 

ذاهبون إلى البحر لنتعلم الغرق

باب على بحر

نوافذ على الإسفلت.

ليلة أخرى

جديدة كشفتين حمراوين،

قديمة كسرد،

شهية كعلبة سردين

في خيال جائع

برشاقة حصوة طائشة

بنهم بعوضة

نقفز في الماء

لا أحد ينتظرنا

على الضفة الأخرى.

 

محاولة لوصف صباح

لا فائدة في أن تقول: “القتل”

وتكتفي بوصف بليغ للخواء الجماعي

أن تقول: “الدم”

وتكتفي بصمت مستفيض كليل مجازيّ

أن تقول: “الألم”

وتكتفي بعينين مغمضتين كميت في صلاة

تكتفي بالقول:

هذا الصباح جارح

كجريمة تشتعل مثل ثمرة على شجرة

وحولها تحتشد

فراشات ملونة.

 

شجرة الأقفال

كانوا موتى قبل أن أراهم.

قبل الوردة

والسكين

التي تصنع النهار

قبل الصور الفوتوغرافية

والصور العالقة

في الصور الفوتوغرافية

وقبل الشواطئ الغريبة

التي تطويها

أقدامهم

بلا رمل

ولا ذكريات

وكانوا

إذ يخوضون الليل،

مدركين أن هذه ليست ملابسهم

وأنهم أقل عرياً

من حافلة مهجورة في صحراء،

يتريثون

عند شجرة الأقفال

حيث ثمة دوماً رجل ما،

شيخ ما،

شبح ما

يجيد تفسير عروق الأشجار

حيث المياه

التي تقودهم دوماً

إلى أول الغرق.

Thumbnail

حتى تنتهي الحرب

ليل على ليل؛

بيت يتبدّد في برهة.

يدان تصفقان الغبار.

باب وحده في العراء.

سماء رصاصية

تطحن نظرات الأطفال.

أشلاء المدينة مدينة أخرى

تتعب من صورتها

ومن صخب الدموع في الجرار،

فتقفل على نفسها في المرآة،

وتغسل شعرها بماء دعاء مبهم.

 

الأسماء في نهاية الفيلم

أشعل غابة

لكنّ البيت يبقى في مكانه.

الصحراء فكرة؛

أجلس في المنتصف وبجانبي دلو معدنيّ،

أحلب غيمة مريضة حتى يهطل الدم بغزارة

ويغطي كلّ شيء.

في أحلامي أناس يركضون في أحلامهم.

الفيلم ينتهي بصورة مفاجئة

كشفرة مقصلة؛

على صفحة السماء

تبدأ أسماؤنا بالظهور

طيوراً سوداً

تتهيّأ للإقلاع.

 

ترجمة

لأترجم عينيك

أستعين بقواميس العصور الأولى

بسحر بيروت الخفيّ

وبأفكار ماطرة

عن مدن ورجال،

بآذان الفجر في “علمات”

وبما ترويه أقدام الأطفال للفراشات

في “حقل الريس”.

 

حب

يد لم تعد هنا. في الماء وفي الوحشة، لم تعد هنا، مرة أخرى، في الماء…

في الليل المكرّر، صوت يتلو الغياب؛ أمعاء البيت تتحرّك. جوع مستبدّ يسكن أفواه الحشرات وكل ما يقبع في الرطب من الأمكنة.

هناك، في السقف، في طبقات الكلس القديمة، مدن تنهض وتندثر، أعشاب تنمو من فرط الحنان.

يدي تمتد إلى الهواء؛ ماذا تعني يد وحيدة تمتد إلى الهواء؟

ماذا يعني أن أشهق وحيداً على السرير؟

ماذا يعني أن أتنفّس لأساعد اليوم في زحفه البطيء نحو الصباح؟

في غيابك، يتضاعف غيابي.

تنقص أسبابي

الناقصة أصلاً.

يد وحيدة تمتد في العتمة؛

رجل، كلّ مساء، يقطع محيطات البيت، ويعود متعباً، وبلا عينين.

أعرف أنني أفشل غالباً في قول ما أريد بكلمات بسيطة:

كلمات من قبيل: إنني

الآن

مجرد

طفل

يتيم

يلتهمه

البرد

على

رمل

شاطئ

بعيد

عنك.

 

تكرار أليف

(إلى ياسمينة)

تريدك أن تروي لها الحكاية بالطريقة نفسها؛

الحبكة، الترتيب، الأسماء، التفاصيل، الأبطال،

كل شيء يجب أن يكون مطابقاً للمرة السابقة،

الأهم من هذا كله، تريد النظرة نفسها في عينيك،

والرعشة نفسها في صوتك،

والقمر والنجوم وراء كتفيك،

وأزيز الحشرات البعيدة

والضجيج الخفي في المبنى المجاور

تريده أن يعود كاملاً؛

هكذا تعرف الطفلة أن العالم ما زال ينبض،

وأن قلبك ما زال هناك

حيث تركته البارحة.

 

شجرة سعيدة تظن نفسها رجلاً

يحمل الطفلة ويرفعها عالياً.

تسأله الطفلة: “هل أنت شجرة؟”.

“هذا صحيح، أنا شجرة، وأنت تفاحة”.

“لا”، تقول الطفلة، “أنت شجرة وأنا عصفور”.

“لا”، يقول الرجل، “أنت شجرة وتفاحة وعصفور، وأنا رجل سعيد في غرفة مع طفلة مشاغبة”.

“لا”، تقول الطفلة، “أنت روبوت يظنّ نفسه رجلاً، وأنا غرفة صغيرة يلعب فيها الأطفال”.

“أين ذهب الروبوت؟”.

“الروبوت في الخارج يلعب مع العصفور”.

“والشجرة؟”.

“الشجرة في الغرفة تلعب مع الأطفال”.

الرجل يتكلم بصوت روبوت.

تسأله الطفلة: “هل أنت روبوت؟”.

“لا، أنا شجرة تظنّ نفسها رجلاً سعيداً”.

 

أمي

أمي لم تكبر

كانت طفلة

صارت

حديقة أطفال.

 

باقي أيامنا

تفوتني رؤية شيء ما؛

فجوات. مساحات شاغرة. مخطّطة بوجودها السابق. مثلث بين العينين والدماغ

بين الزمن والذاكرة؛ يبتلع كلّ شيء.

كفي تلمس جداراً. أصلّي لكي يبقى أثر ما؛ أيّ أثر.

الأرض تنجرف تحت قدميّ

نهراً من حصى.

هل سيحفظ وجهكِ هذه اللمسة؟

هل ستحفظ يداك نظراتي الضائعة التي رحت تصطادينها كالفراشات في فضاء الغرفة؟

في النهاية، لن يكون هناك أحد. فقط أنت وأنا.

بملعقة واحدة، نطعم بعضنا باقي أيامنا.

 

البحث عن الأشياء الضائعة

في نهاية الرحلة

بعد استعادة الأحداث،

وطرح الأسئلة،

بعد استعراض الاحتمالات،

وفتح الأدراج،

بعد النظر أسفل الكنبات

وقلب أحشاء البيت

مرة بعد مرة بعد مرة

نرتمي بعيون ذابلة وأيد يائسة،

عاجزين عن قول أو فعل المزيد،

شاعرين بألم فادح في الذاكرة والمخيلة،

مدركين أخيراً أننا أضعنا حقاً

ما ظننا قبل قليل

أننا كنا نبحث عنه.

 

شجار منزلي

حين نتشاجر

تخبّئ طفلتنا أذنيها

في الخزانة

وعينيها في الستارة

وتقف وسط الغرفة

تفرد ذراعيها الواسعتين

فيمتلئ البيت بالفراشات.

***********

كل مساء أسلمك قلبي

كل مساء أسلمك قلبي

شارعاً منهكاً من وطئ الخطوات

شجرة تئن تحت أجنحة العصافير

نهراً ملّ مجراه

رملاً يستنفد الوقت

كل صباح تعيدين إليّ قلبي

مراهقاً أخرق

يمضي

بعينين جائعتين

إلى أول الحب.

 

Thumbnail

عجلات

نهارٌ دافئٌ

كضوءِ الثالثةِ عصراً.

لكنكِ لستِ هنا.

متعباً من ساعة

لستِ فيها،

أتمدّدُ على كنبةِ

خلفَ نافذة،

أغمضُ عينيّ،

وأحلمُ

بقربك.

 

انتظار

بين جلبة أناسٍ بعيدينَ،

وبكاءِ طفلِ الجيران،

همهمة التلفزيون في الغرفة المجاورة،

وضجة عصافير يوم الأحد،

أسمعُ عجلاتَ سيّارتك

تتقدّمُ ببطءٍ

على الرملِ والحصى.

أرسلُ قلبي ليفتحَ الباب.

 

الخريطة

لا يحتاج الغريب خريطة كي لا يصل مرة أخرى

يقول الغريب: تلك الأسنان الأليفة في مشط أمي وجهة كافية

وذلك الدبوس الخفيّ

في شعر أختي

بوصلة

والنجوم ما زالت تلمع في سترة أبي المعلقة

والريح ما زالت نائمة في منديل جدتي القديم

والمطر لا يزال يغني

في حقيبة المدرسة المخبّأة تحت السرير.

 

أنام في حضنك الصغير

(إلى ياسمينة)

أنام في حضنك الصغير،

متكوّماً على نفسي،

تغمرني مياه وشمس

وتبتعد بي

نحوك

بالونات ملونة.

 

حين نصل

النعاس، هنا، عيوننا.

الكلمات المنسية شفاهنا.

المرآة أرض الذين خرجوا

ولم يصلوا.

أقدامنا تحفر

وفي  أيدينا

تنبت الأغصان.

 

الرحلة

لم نصل إلى الأغنية؛

كنا في الطريق إلى آخر المساء،

حين تعطلت السيارة فجأة،

وانغرزت العجلات في الطين

كوجوه أسلافنا،

السيارات ظلت تعبر طوال الليل،

ومعها الأضواء.

أين تركنا عيوننا

في الرحلة الماضية؟

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.