شمسٌ تضيء وجه الذئب

الجمعة 2021/10/01
لوحة: فيصل لعيبي

فلترسمُ الخطوط الملوّنة بين الأرواحِ بالطباشير

      لتوزّع على أفواه المارة

                حادقةً

                أو باهتة

غير أنّ للفراغات بين بودرتها قاعٌ موجعٌ كقلب الهاوية.

الشمسُ حادّةٌ إن هربت من الجبل

      حادّةٌ إن جاءت في الزوال

      وحادّةٌ إن لاحقت البحر؛

….

إنّه الدم الذي يشرُّ من أنياب الذئب يضيء

إنّه الدم الذي يجرحُ آخر نوتةٍ في ترنيمةِ الجدار الحديدي أيّها العميان المصطدمون به كالدجاجات، والعميانُ كغيومٍ ضلّت الأرض؛

عجباً

لو لم يبحلقوا في الشمس لما ضلّوا.

عواءٌ بوجه الخنجرِ الذي مزّق جسدَ المنزل الآمن؛

عواءٌ للبرق السريع عندما خطفت نعجة الجار؛

عواءٌ لأجل الدم فيما النهارُ يخفّفُ حرّه لئلا يجف؛

عواءٌ لأجلِ النجوم

      لأجلِ الشهبُ

      والطائراتُ المضيئة بالأحمرِ والأخضر؛

عواءٌ نحو دهاليز معتمة لا تضيئها المرايا

      تحشرجُ فيها أصوات الزيز

      وصرخات النساءِ في الأسرّة

      وأغاني البوب الخافتة

                وشويطُ التبغِ؛

عواءٌ ينتظرُ ملامح المقامرين وهم يخرجون من بيوت البوكر غير الشرعيّة؛

عواءٌ كإخراسِ الحياة

      لئلّا تتلو مستجدّات النهار على مسامع الموتى.

لا تبيع الشمسُ درجةً من تلوّن وجهها الفاقع

ألوانٌ مزرقّةٌ أوّل النهار

      مصفرّةٌ أوسطه

                محمرّةٌ آخره

كلّ هذا ليغيّر الذئب مواعيد ابتساماته القاسية؛

أخبرونا بهدوءٍ عمّن يبيعون ما لا يباع، عمّن لعابهم يتبخّر على إسفلت الطرقات الحارق وأبوابهم موصدةٌ تهرّب شقوقها رائحة عفونة

لوحة: فيصل لعيبي
لوحة: فيصل لعيبي

أخبرونا

كلّ

ما

شيطن

الضحك

بهدوءٍ

وقسوة.

لا أوراق في الريح هذا الخريف

لا خريف في مراسم وداع الشهداء

لا وداعَ لأحدٍ عند عتبةِ الطريق

لا طريق تقفلُ بابها لمتسوّل

لا متسوّل يطلبُ قرشاً لشراء حذاء

لا حذاء يطيرُ في منحدرٍ ترابي

لا منحدر فوق جبلٍ لا زال يحتفي بالرماد

لا رماد مخلوقٌ من عدم

لا عدم أتى من شيء

لا شيء……….

ما من سيرةٍ ترويها الأسوار القديمة للوجوه الحنطيّة الفتيّة: ما قيل جاء بمثابة أغانٍ اتخذت من خرمشات الحجارة مقاعد لمؤخّراتها، تلك الأغاني التي تمدّ رؤوسها للشمس جارحةً جسد الهواء وأعينُ هذه الوجوه. الأغاني مصابةٌ بانفصامٍ أُكرهت عليه، تلتفتُ حولها فترى آذاناً صمّاء يعيدُ أصحابها تمثيل حرب البسوس، وتلتفتُ إلى نفسها فترى آذاناً مفتوحةً يحملُ أصحابها القيثارات والنايات ويصعدون بها نحو السماء.

من يصمّ أذنيه تلطعه الحياة

من يشرّعهما تلطعه الحياة.

الشمسُ تبتسمُ للذئبِ عندَ كلّ موسيقى،

الشمسُ تضيء وجه الذئب

      وقت السحر

      ووقتَ يتجرأ على القفز فوق كتفِ السياج،

الشمسُ ترسم وجه الذئب في جسدها الدافئ، لكنّها تنتظرُ انقشاعَ السحبِ السميكة من أمامها، أمامها الخربِ والمدهون بالعويلِ المقلوبِ لقططِ القمامة؛

لن يمسّ شيئاً ابتسامتها

                التي

                تكبرُ

                كلّما

                ابتلع

                الذئبُ

                سرنمة أغنية..

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.