عودة المهزومين

الثلاثاء 2025/06/10
بريشة حسين جمعان

عودة المهزومين

 

لماذا لا نكتب للأعداء

نسألهم لماذا هم أعداؤنا؟

ولنكتب لهم

كلمات تحذرهم من دمائنا

كلمات تهزّ قلوبهم المحشوة بالأسنان

وتنفض أحقادهم من الأعماق المغطاة بالثياب

كلمات تذكرهم بسمائنا الواحدة

ودموع الأطفال التي يلتصق بها التراب

وتعِدهم بالثأر.

لنكتب لأعدائنا حتى وإن كان

الأعداء لا يقرؤون أبدا

لنكتب بكل عين وفم

بكل إصبع وحذاء  

وكل حجر يتذكرُ

لنكتب لهم ولو كلمة واحدة:

سنعود.

انقلاب الطاولة

 

لا أحد سيصدقك

إلا حين تسقط.

تتذكر من اعتصروا هذه الأرض

ليصنعوا لك أجدادا صغارا

هزيلين

مقتولين.

 

تتذكر جيدا أولائك الجبابرة الخائفين

من ينظفون بأكمامهم ألسنتهم من الدمِ

وقرونَهم الذهبيّة من التراب.

***

الأجداد المهزومون

ينتصرون بأسمائهم

ودمائهم الهاربة إلى ظلام أقل عتمةٍ (لعلّ)

ربما هناك غد طائش

يغيّر الأدوار

غد غاضب

يقلب الطاولة وما فوقها من ملاعق ورؤوس.

لابسوا الأحجار

أقيس البشر من حركات أصابعهم

وأعينهم

يمكنني أن أرى الموج في أحدهم

أو الحطب الذي لم يُقطع بعدُ.

 

ويمكنني أن ألمس الشباك برأس سمكة وزعانفها

والجدرانَ بعضمةٍ صغيرة تشبه الشوكة

ولا تمسكني الشباك ولا الجدران.

أتحرر كلما حلمت بأنني لن أصل.

الطرقات تخافُ

ولا أمانَ في الأعماق.

**** 

رأسي التائه

أفضل من سماء في نافذة

يدي الصغيرة

أقوى من قرون ثيرانٍ حرّة.

وعروقي على كل قطعةٍ يكسوها الشوك

أنا واحد من الأحفاد

لست أخاف إن طرحني أحدهم أرضا

أنا لا أنهزم أبدا

يا آباء كل الكائنات

يا لابسي الحجارة.

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.