فضاء‭ ‬سوداني.. قراءة‭ ‬في‭ ‬‮\'‬صور‭ ‬زنكوغرافية‭ ‬ليوم‭ ‬عادي‮\'‬

الخميس 2017/06/01

القصة ‭ ‬موضوع‭ ‬قراءتنا‭ ‬‮«‬صور‭ ‬زنكوغرافية،‭ ‬ليوم‭ ‬عادي‮»‬‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬قصصه‭ ‬المتميزة‭ ‬التي‭ ‬حملتها‭ ‬مجموعته‭ ‬‮«‬لهذا‭ ‬الصمت‭ ‬صليل‭ ‬غيابك‮»‬‭. ‬وكنا‭ ‬قد‭ ‬قدمنا‭ ‬قبل‭ ‬عدة‭ ‬سنوات،‮ ‬‭ ‬متابعات‭ ‬نقدية‭ ‬حول‭ ‬قصته‭ ‬‮«‬ذات‭ ‬صفاء،‭ ‬ذات‭ ‬نهار‭. ‬سادس‭ ‬أخضر‮»‬‭ ‬‮ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬قصته‭ ‬‮«‬نشيد‭ ‬التماسك‮»‬‭ ‬تمهيدا‭ ‬لنشرها‭ ‬في‭ ‬أدب‭ ‬ونقد‭ ‬وقتها‭. ‬ولكن‭ ‬يبدو‭ ‬أنها‭ ‬ضاعت،‭ ‬مع‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الكتابات‭ ‬التي‭ ‬تضيع‭ ‬في‭ ‬المنافي،‭ ‬فسمة‭ ‬المنافي‭ ‬التنقل‭ ‬الدائم‭ ‬وعدم‭ ‬الاستقرار‭.‬

الوظيفة‭ ‬التي‭ ‬يلعبها‭ ‬الوصف‭ ‬في‭ ‬النص‭ ‬القصصي‭ ‬ظلت‭ ‬تجد‭ ‬اهتماما‭ ‬مستمرا‭ ‬لدور‭ ‬هذه‭ ‬الوظيفة‭ ‬في‭ ‬التفسير‭ ‬والترميز‭ ‬معا‭ ‬–‭ ‬فهي‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬حلية‭ ‬للأسلوب‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬يعتبرها‭ ‬النقد‭ ‬القديم،‭ ‬ولا‭ ‬هي‭ ‬بمثابة‭ ‬تجميل‭ ‬للقصة‭ ‬فحسب‭-‬‭ ‬إذ‭ ‬يتحرك‭ ‬الوصف‭ ‬فيما‭ ‬يحيط‭ ‬بالشخصية،‭ ‬أو‭ ‬المكان‭ ‬ليكشف‭ ‬عبر‭ ‬توصيفه‭ ‬المكان،‭ ‬أو‭ ‬الأشياء‭ ‬التي‭ ‬توجد‭ ‬فيه،‭ ‬عن‭ ‬التركيب‭ ‬النفسي‭ ‬للشخصية،‭ ‬مشتغلا‭ ‬في‭ ‬التبرير‭ ‬لسلوكها‭ ‬‭-‬الشخصية‭-‬‮ ‬فوظيفة‭ ‬الوصف‭ ‬رمزية‭ ‬وسببية،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬أيضا‭ ‬نتيجة‭ ‬إذ‭ ‬يعتبر‭ ‬الوصف،‭ ‬عنصرا‭ ‬ذا‭ ‬أهمية‭ ‬حيوية،‭ ‬في‭ ‬العرض،‭ ‬بخلاف‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬عليه،‭ ‬في‭ ‬العصور‭ ‬القديمة،‭ ‬وقد‭ ‬انتهى‭ ‬هذا‭ ‬التطور‭ ‬إلى‭ ‬غلبة‭ ‬العنصر‭ ‬الروائي‭ ‬في‭ ‬القصة،‭ ‬إذ‭ ‬وظف‭ ‬له‭ ‬العنصر‭ ‬الوصفي‭ ‬الذي‭ ‬فقد‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يتمتع‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬استقلال،‭ ‬مقابل‭ ‬اكتسابه‭ ‬للأهمية‭ ‬الدرامية،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬المحاولات‭ ‬القصصية‭ ‬المعاصرة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تحرير‭ ‬الوصف‭ ‬من‭ ‬سطوة‭ ‬الحكاية‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬بناء‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بـ‮»‬الحكايات‭ ‬الوصفية‮»‬‭.‬

الراوي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القصة‭ ‬‮«‬صور‭ ‬زنكوغرافية‭ ‬ليوم‭ ‬عادي‮»‬‭.. ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬غير‭ ‬العادي‭ ‬في‭ ‬واقع‭ ‬الأمر،‭ ‬فالمفارقة‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬مثل‭ ‬البلاد،‭ ‬محل‭ ‬هذه‭ ‬الوقائع‭ ‬يعد‭ ‬عاديا‭! ‬نتاج‭ ‬تراكم‭ ‬العسف‭ ‬والقمع‭ ‬الناهضين‭ ‬في‭ ‬التجسس‭ ‬وحركة‭ ‬أجهزة‭ ‬الأمن‭! ‬كما‭ ‬قالت‭ ‬اللغة‭ ‬الوصفية‭ ‬المشحونة‭ ‬بالوقائع‭ ‬والأحداث‭ ‬والانفعالات‭!‬‮ ‬يتم‭ ‬تقديم‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬عبر‭ ‬الوصف‭ ‬‭-‬منذ‭ ‬الاستهلال‭-‬‭ ‬الدقيق،‮ ‬لصور‭ ‬واقعية‭ ‬مشحونة‭ ‬ومحتقنة‭ ‬لمشاهد‭ ‬من‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭. ‬تصف‭ ‬حالة‭ ‬متوترة‭ ‬لبطل‭ ‬المشهد‭ ‬الأول‭ ‬‮«‬انحنى‭ ‬بزاوية‭ ‬حادة‭ ‬نحو‭ ‬الأرض‭. ‬جهدت‭ ‬يده‭ ‬اليمنى‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬جادة‭ ‬لالتقاط‭ ‬كتاب‭ ‬من‭ ‬وسط‭ ‬الكتب‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تفترش‭ ‬الأرض،‭ ‬بطريقة‭ ‬حاول‭ ‬فارشها‭ ‬أن‭ ‬تبدو‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان،‭ ‬متسقة‭. ‬وبأسلوب‭ ‬فوضوي‭ ‬أقرب‭ ‬للتشنج،‭ ‬واتحاد‭ ‬عشوائي‭ ‬مع‭ ‬قدميه‭ ‬النابت‭ ‬منهما‭ ‬ساقان‭ ‬مرتجفتين،‭ ‬راحت‭ ‬يده‭ ‬اليسرى‭ ‬تحاول‭ ‬منعه‭ ‬الانكفاء‭ ‬على‭ ‬وجهه‭. ‬حينما‭ ‬كانت‭ ‬اليد‭ ‬اليمنى‭ ‬تلامس‭ ‬الكتاب‭ ‬امتدت‭ ‬ثلاث‭ ‬من‭ ‬أصابعها‭ ‬بالانكماش‭ ‬نحو‭ ‬الراحة‭. ‬وبينما‭ ‬أفلح‭ ‬الإبهام‭ ‬والسبابة‭ ‬في‭ ‬التقاطه،‭ ‬تحولت‭ ‬الزاوية‭ ‬الحادة‭ ‬إلى‭ ‬منفرجة‭.. ‬فإلى‭ ‬وضع‭ ‬طبيعي‮»‬‭.‬

فعبر‭ ‬هذا‭ ‬المقطع‭ ‬الوصفي‭ ‬نستطيع‭ ‬تحسس‭ ‬مدى‭ ‬اهتمام‭ ‬بائع‭ ‬الكتب‭ ‬بالنظام‭. ‬ومدى‭ ‬الجهد‭ ‬الذي‭ ‬يبذله‭ ‬هذا‭ ‬المشتري‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الكتاب‭. ‬حيث‭ ‬يعبر‭ ‬الوصف‭ ‬عن‭ ‬حالته‭ ‬النفسية‭.. ‬حالة‭ ‬التوق‭ ‬لتحقق‭ ‬الامتلاك‭ ‬للكتاب‭. ‬فالوصف‭ ‬هنا‭ ‬يقدم‭ ‬لنا‭ ‬موضوع‭ ‬الاستهلال‭ ‬وفضاءه‭ ‬وأشياءه،‭ ‬في‭ ‬بطانة‭ ‬من‭ ‬الحمى‭ ‬والمقاومة‭.‬

القصة‭ ‬كلها‭ ‬تنهض‭ ‬في‭ ‬مناخ‭ ‬العسف‭ ‬والرقابة‭ ‬والخوف‭. ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يعتمل‭ ‬في‭ ‬الوجدان‭ ‬من‭ ‬حذر‭ ‬وترقب‭ ‬الاعتقال‭.. ‬فهذه‭ ‬الحمى‭ ‬تتحكم‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬بطل‭ ‬القصة‭ ‬وهو‭ ‬ينتظر‭ ‬الحافلة‭ ‬أو‭ ‬يركبها‭ ‬متخللا‭ ‬الزحام،‭ ‬باحثا‭ ‬عن‭ ‬موطئ‭ ‬قدم،‭ ‬أو‭ ‬وهو‭ ‬يستيقظ‭ ‬من‭ ‬نومه‭ ‬ليمضي‭ ‬إلى‭ ‬مساعدة‭ ‬عم‭ ‬خضر‭ ‬أو‭ ‬لعب‭ ‬الدومينو‭ ‬مع‭ ‬عم‭ ‬جابر‭ ‬أو‭ ‬وهو‭ ‬يتبادل‭ ‬المثاقفة‭ ‬مع‭ ‬أصدقائه‭ ‬حول‭ ‬الكتابة‭ ‬والكتاب‭ ‬والموسيقى‭ ‬والغناء‭ ‬والحياة‭ ‬والناس،‭ ‬والوضع‭ ‬الاجتماعي‭-‬الاقتصادي‭ ‬المأزوم،‭ ‬الذي‭ ‬يتخلل‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭.. ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬اعتقاله‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬السادس‭.‬

تمر‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المشاهد‭ ‬عبر‭ ‬الوصف،‭ ‬متخللة‭ ‬الوحدات‭ ‬السردية‭ ‬الصغرى،‭ ‬بروح‭ ‬البوح‭ ‬المعطون‭ ‬في‭ ‬التساؤل،‭ ‬محمولة‭ ‬على‭ ‬أكتاف‭ ‬اللغة‭ ‬المجازية‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تحتويه‭ ‬على‭ ‬طاقة‭ ‬انفعال‭ ‬لتشكل‭ ‬مجالا‭ ‬ديناميا‭ ‬يمثل‭ ‬فيه‭ ‬البطل‭ ‬الذي‭ ‬تعرفنا‭ ‬عليه‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬الاستهلال،‭ ‬مركزا‭ ‬لأحداث‭ ‬ووقائع‭ ‬الفضاء‭ ‬القصصي،‭ ‬إذ‭ ‬يلقي‭ ‬بظلاله‭ ‬على‭ ‬مشاهد‭ ‬الحياة‭ ‬الأخرى‭ ‬‮«‬كان‭ ‬ركاب‭ ‬عربة‭ ‬البوكس‭ ‬صامتين،‭ ‬يحاولون‭ ‬تجنب‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬بعضهم،‭ ‬بالالتفات‭ ‬يمينا‭ ‬أو‭ ‬يسارا،‭ ‬أو‭ ‬بانكفاء‭ ‬رؤوسهم‭ ‬على‭ ‬صدورهم،‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬اختلاس‭ ‬النظر،‭ ‬بين‭ ‬لحظة‭ ‬وأخرى،‭ ‬إلى‭ ‬وجهي‭ ‬فتاتين‭ ‬كانتا‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬الركاب‭.‬

وحينما‭ ‬تركت‭ ‬العربة‭ ‬شارعا،‭ ‬ذا‭ ‬أشجار‭ ‬ضخمة‭ ‬وعتيقة،‭ ‬منتقلة‭ ‬إلى‭ ‬شارع‭ ‬ذي‭ ‬بنايات‭ ‬حديثة‭ ‬و‭ ‬سامقة،‭ ‬قالت‭ ‬إحدى‭ ‬الفتاتين‭ ‬للأخرى‭ ‬الجالسة‭ ‬بجوارها‭: ‬إنني‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬محاضرة،‭ ‬أزداد‭ ‬إعجابا‭ ‬واحتراما‭ ‬للدكتور‭ ‬مكي،‭ ‬أرأيت‭ ‬كيف‭ ‬ناقش‭ ‬اليوم،‭ ‬أزمة‭ ‬المثقف‭ ‬السوداني؟

ولكن‭ ‬ألا‭ ‬ترين‭ ‬معي،‭ ‬أن‭ ‬رؤيته‭ ‬للمسألة،‭ ‬كانت‭ ‬ممنهجة‭ ‬بصرامة،‭ ‬ومتطرفة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬اللازم؟

وهذا‭ ‬ما‭ ‬نحتاجه‭ ‬حقا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭.‬

‮ ‬معك‭ ‬حق‭. ‬ففي‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف،‭ ‬لسنا‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬للحلول‭ ‬الوسطى‭.‬

‮ ‬انتبهت‭ ‬أذنا‭ ‬شاب‭ ‬كان‭ ‬يجلس‭ ‬قبالة‭ ‬الفتاتين‭. ‬انتقل‭ ‬الانتباه‭ ‬إلى‭ ‬عينيه‭. ‬مسح‭ ‬وجهي‭ ‬الفتاتين‭ ‬بنظرة‭ ‬مستقيمة‭. ‬وبلا‭ ‬تفكير،‭ ‬وبطريقة‭ ‬آلية،‭ ‬تحولت‭ ‬نظراته‭ ‬إلى‭ ‬وميض‭ ‬غريب‭!‬

توقفت‭ ‬العربة،‭ ‬في‭ ‬المحطة‭ ‬النهائية‭. ‬نزل‭ ‬الركاب‭. ‬أشعل‭ ‬الشاب‭ ‬ذو‭ ‬النظرات،‭ ‬ذات‭ ‬الوميض‭ ‬الغريب،‭ ‬سيجارة‭ ‬ثم‭ ‬سار‭ ‬خلف‭ ‬الفتاتين‭. ‬وهكذا‭ ‬يختم‭ ‬راو‭ ‬القصاص‭ ‬يومه‭ ‬غير‭ ‬العادي،‭ ‬بمتابعة‭ ‬رجل‭ ‬الأمن‭ ‬للفتاتين‭!‬‮»‬‭.‬

‮ ‬إن‭ ‬غلبة‭ ‬الوصف‭ ‬في‭ ‬نص‭ ‬‮«‬صور‭ ‬زنكوغرافية‭ ‬ليوم‭ ‬عادي‮»‬‭ ‬على‭ ‬السرد،‭ ‬تأتي‭ ‬بإبراز‭ ‬عالم‭ ‬الأشياء‭ ‬وشحن‭ ‬هذه‭ ‬الشخصية،‭ ‬بمزيج‭ ‬من‭ ‬المشاعر‭ ‬المتناقضة‭ ‬لتكون‭ ‬الشخصية‭ ‬بهذا‭ ‬التركيب‭ ‬النفسي‭ ‬المعقد،‭ ‬معادلا‭ ‬موضوعيا‭ ‬لمتناقضات‭ ‬الواقع‭ ‬الحي‭ ‬المعيش،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬عبر‭ ‬وظيفة‭ ‬الوصف‭. ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تختم‭ ‬هذه‭ ‬القصة‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬في‭ ‬بنائها،‭ ‬على‭ ‬الوحدات‭ ‬السردية‭ ‬المقتطعة،‭ ‬من‭ ‬مشاهد‭ ‬الحياة‭ ‬الواقعية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬حركة‭ ‬الأحداث‭.‬

القصاص‭ ‬يمهد‭ ‬لكل‭ ‬حدث،‭ ‬بمناخاته‭ ‬الشعورية‭. ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬الشخوص‭ ‬أكثر‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬مصائرهم‭ ‬المأساوية‭.‬

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.