قصيدتان

الجمعة 2019/11/01
ما تراه يستسلم قبل؟

لعبة المقصلة

وُلِدتَ،

رافقتكَ السلامة

وُلِدتَ،

تعمّدتَ بالدّمِ

ماءُ الحيض لم يعُد مقدّسًا

ذو فقار الكلام

لم يكن قادرًا أن يُبقيك في قريتك الأولى

وَالحروف المتلاحقة لا تردُم حفرة

وَلا تجفّف الدمَ المتساقطَ منذ البداية

وُلدتَ حتى تتجدّدَ لعبةُ المقصلة

وَتبكيَ الغيومُ فوق التلال الأليفة

تَنطِقُ كرومًا ملونة

تجعل أقواسَ قزح ترقص زهوًا

حجارة سَوْداء تتمدد بنشوَتها

وَعند السطوحِ رقصُ الغسيل فوقَ الحبال

كَغزل البنات المعتّق.

ما تُراه يخرج أولًا؟

ما تُراه يستسلم قبل؟

الجسد المرميُّ كالرماد فوق الفراش

أم الجسدُ المرميُّ كالرماد عند حدود الصواعق

ما الذي يجمع نفسه أولًا؟

يربط ما تقطّع من حبال الوقت

مسحورًا بالمدينة المشعّة

بِخماراتها

وَأرصفة الحبّ فيها

بِيَديه

يُخفي أكوامَ الغيمِ القاتم

مبتسمًا

بِشهوة الربيع الجامحة...

خرجتَ

رافقتك السلامة

لا تنظر إلى الخلف بعدَها

لئلا تصير حجرًا

مقصودًا من آخر الأرض.

أبقى مبتسمًا

لا تُبعد عني هذه الكأس

وَلا تلك أو تلك أو تلك

زِدْها اقترابًا من قلبي

حتى لا أعودَ ذاك اليتيمَ الدّائم

زِدها قُربًا

حتى أعرفَ أنني لست مخلوقا من وَهمٍ

وَلا جالسًا على الأرضِ وحيدًا

في السّاحةِ المهجورة

دعِ السائلَ يتدفق

من فميَ إلى حنجرتي، فَرأسي

حتى أُصبحَ الماردَ

الخارجَ للتوِّ من المِصباح

دعِ الكأس تزداد قُربًا

حتى لا أنسى أبدًا أنني الماردُ المحبوب

لَم أشرد يومًا

وَلم أهرب

وَلم يُقفل بابٌ في وجهي

زِدها قُربًا

حتى يبقى وجهي مبتسمًا.

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.