نارام‭ ‬سين‮ ‬في‭ ‬متحف‭ ‬المتروبوليتان

الثلاثاء 2016/11/01
أجزاء ورسوم للقطعة الأكادية المسروقة من العراق في متحف الميتروبوليتان بطريقة غير شرعية

في ‭ ‬العام2003‭ ‬ أقام‭ ‬متحف‭ ‬المتروبوليتان‭ ‬في‭ ‬نيويورك‭ ‬عرضًا‭ ‬آثاريًّا‭ ‬كبيرًا‭ ‬ومهمًّا؛‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬فنون‭ ‬المدن‭ ‬الأولى‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬جرى‭ ‬عرض‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬بلاد‭ ‬الرافدين‭ ‬‭(‬العراق‭ ‬الحالي‭)‬،‭ ‬تتوسطها‭ ‬بقايا‭ ‬أثر‭ ‬نادر‭ ‬من‭ ‬الحجر‭ ‬الجيري‭ ‬يعود‭ ‬للفترة‭ ‬الأكدية،‭ ‬يظهر‭ ‬فيه‭ ‬نارام‭ ‬سين؛‭ ‬حفيد‭ ‬العاهل‭ ‬الأكدي‭ ‬سرجون‭. ‬وهو‭ ‬جالس‭ ‬كملك‭ ‬وإله‭ ‬بجانب‭ ‬الإلهة‭ ‬عشتار؛‭ ‬إلهة‭ ‬الحب‭ ‬والخصوبة‭ ‬والحرب‭ ‬عند‭ ‬سكان‭ ‬العراق‭ ‬القديم‭. ‬أثر‭ ‬كهذا‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬ذُكر‭ ‬في‭ ‬الأوساط‭ ‬الآثارية‭ ‬العالمية‭ ‬قبل‭ ‬هذا‭ ‬المعرض،‭ ‬ويبدو‭ ‬وكأنه‭ ‬قد‭ ‬سقط‭ ‬من‭ ‬السماء‭ ‬وسط‭ ‬باحة‭ ‬المتحف‭ ‬النيويوركي‭ ‬العريق؛‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬تاريخ‭ ‬أو‭ ‬سجلّ‭ ‬يوثق‭ ‬له‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬تاريخ‭ ‬التنقيب‭ ‬والاكتشاف‭ ‬أو‭ ‬الجهة‭ ‬التي‭ ‬اكتشفته‭ ‬وبعثة‭ ‬التنقيب،‭ ‬ولم‭ ‬يوضع‭ ‬أي‭ ‬تحذير‭ ‬أمامه‭ ‬مثلاً‮ ‬‭ ‬ينبه‭ ‬الزائر‭ ‬‮«‬احذر‭ ‬من‭ ‬فضلك‭ ‬فهذه‭ ‬القطعة‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬مسروقة‭ ‬أو‭ ‬مهربة‭ ‬من‭ ‬وطنها‭ ‬الأم‮»‬‭.‬

تُظهر‭ ‬الصور‭ ‬أعلاه‭ ‬معلومات‭ ‬تفصيلية‭ ‬عن‭ ‬الأثر‭ ‬موضوع‭ ‬المقال،‭ ‬ويبدو‭ ‬فيها‭ ‬العاهل‭ ‬نارام‭ ‬سين‭ ‬جالسا‭ ‬في‭ ‬أعلى‭ ‬زقورة‭ ‬بمرتبته‭ ‬الملوكية‭ ‬والإلهية،‭ ‬وتجلس‭ ‬قبالته‭ ‬الإلهة‭ ‬عشتار‭ ‬آلهة‭ ‬الحب‭ ‬والحرب‭ ‬بطاقية‭ ‬الألوهية‭ ‬وأبهة‭ ‬الأسلحة‭ ‬التي‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬كتفيها،‭ ‬وإلى‭ ‬الأسفل‭ ‬يقف‭ ‬جمع‭ ‬من‭ ‬آلهة‭ ‬وبشر‭ ‬يؤدون‭ ‬فروض‭ ‬الولاء‭ ‬والطاعة‭.‬

تم‭ ‬افتتاح‭ ‬هذا‭ ‬المعرض‭ ‬بمقتنيات‭ ‬بعضها‭ ‬مثير‭ ‬للجدل‭ ‬والريبة،‭ ‬وبتزامن‭ ‬غريب‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬النكبة‭ ‬التي‭ ‬حلت‭ ‬بالأوساط‭ ‬الآثارية‭ ‬والعلمية‭ ‬جراء‭ ‬نهب‭ ‬المتحف‭ ‬العراقي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2003،‭ ‬بعيد‭ ‬دخول‭ ‬القوات‭ ‬الأميركية‭ ‬الغازية‭ ‬لبغداد‭. ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬تعالي‭ ‬الأصوات‭ ‬بضرورة‭ ‬ممارسة‭ ‬الحزم‭ ‬في‭ ‬الاتِّجار‭ ‬غير‭ ‬المشروع‭ ‬بالآثار‭ ‬المنهوبة‭ ‬خصوصًا‭ ‬من‭ ‬العراق،‭ ‬فإن‭ ‬الوقائع‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬أثبتت‭ ‬العكس،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬الاتجار‭ ‬على‭ ‬أشده،‭ ‬بل‭ ‬وبلغت‭ ‬الجرأة‭ ‬الوقحة‭ ‬للمقتنين‭ ‬للقطع‭ ‬المريبة‭ ‬إلى‭ ‬الاتفاق‭ ‬مع‭ ‬متاحف‭ ‬عريقة‭ ‬كالمتروبوليتان‭ ‬لعرضها‭ ‬في‭ ‬توقيت‭ ‬يتزامن‭ ‬مع‭ ‬كارثة‭ ‬نهب‭ ‬المتحف‭ ‬العراقي‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬جراء‭ ‬احتلالها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أميركا‭ ‬نفسها‭.‬

في‭ ‬حالات‭ ‬كهذه،‭ ‬تبرز‭ ‬أسئلة‭ ‬أخلاقية‭ ‬لا‭ ‬بدّ‭ ‬من‭ ‬طرحها،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭: ‬هل‭ ‬يجوز‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬مقتني‭ ‬هذه‭ ‬القطع‭ ‬أيًّا‭ ‬من‭ ‬كان؟‭ ‬وهل‭ ‬يجوز‭ ‬عرضها‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬لأغراض‭ ‬البحث‭ ‬العلمي؟‭ ‬وهل‭ ‬يجوز‭ ‬البحث‭ ‬في‭ ‬قطعة‭ ‬مسروقة‭ ‬وغير‭ ‬قانونية‭ ‬وكأنها‭ ‬مولود‭ ‬غير‭ ‬شرعي؟

إنَّ‭ ‬القطعة‭ ‬العائدة‭ ‬للملك‭ ‬نارام‭ ‬سين‭ ‬هي‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬ثماني‭ ‬قطع‭ ‬تم‭ ‬عرضها‭ ‬وإدخالها‭ ‬في‭ ‬الكتالوج‭ ‬الرسمي،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬تفتقر‭ ‬إلى‭ ‬السجل‭ ‬المتحفي‭ ‬والتنقيبي‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬سنحاول‭ ‬استقصاء‭ ‬موضوع‭ ‬المشروعية‭ ‬في‭ ‬عرض‭ ‬لقى‭ ‬آثارية‭ ‬كهذه‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬توثيق‭ ‬تنقيبي‭ ‬أو اقتناء‭ ‬شرعي،‭ ‬حيث‭ ‬سيتم‭ ‬إجراء‭ ‬حوارات‭ ‬وطرح‭ ‬أسئلة‭ ‬مع‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬المتحف‭ ‬والعرض،‭ ‬وكذلك‭ ‬الاستعانة‭ ‬بآراء‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬المختصين‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬المتحف‭.‬

وجهة‭ ‬نظر‭ ‬مدير‭ ‬متحف‭ ‬المتروبوليتان

كانت‭ ‬البداية‭ ‬مع‭ ‬مدير‭ ‬متحف‭ ‬المتروبوليتان؛‭ ‬فيليب‭ ‬دي‭ ‬مونتيبلو؛‭ ‬وعند‭ ‬سؤاله‭ ‬عن‭ ‬موضوع‭ ‬السجلات‭ ‬التنقيبية‭ ‬والمتحفية‭ ‬للقطع‭ ‬المريبة‭ ‬صرَّح‭ ‬بقوله‭ ‬‮«‬القرار‭ ‬بضم‭ ‬هذه‭ ‬القطع‭ ‬الأثرية‭ ‬المريبة‭ ‬في‭ ‬عرض‭ ‬‘فنون‭ ‬المدن‭ ‬الأولى’‭ ‬ليس‭ ‬عاديا‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬مُرحَّبًا‭ ‬به‭ ‬أيضا‮»‬‭. ‬وقد‭ ‬أشار‭ ‬بكل‭ ‬ثقة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬مصدر‭ ‬معلومات‭ ‬يوثّق‭ ‬تاريخ‭ ‬القطعة‭ ‬التنقيبي‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬الجزم‭ ‬بأنها‭ ‬مسروقة،‭ ‬بل‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬مجاميع‭ ‬خاصة‭ ‬قديمة‭ ‬تظهر‭ ‬للسطح‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر‮»‬‭!. ‬وأضاف‭ ‬دي‭ ‬مونتيبلو‭ ‬‮«‬إنه‭ ‬ينبغي‭ ‬اعتبارها‭ ‬فرصة‭ ‬ذهبية‭ ‬للجمهور‭ ‬والباحثين؛‭ ‬نظرًا‭ ‬لظهورها‭ ‬من‭ ‬عالم‭ ‬العتمة‭ ‬إلى‭ ‬النور،‭ ‬ونحن‭ ‬نطبق‭ ‬قواعد‭ ‬صارمة‭ ‬تختص‭ ‬بالقطع‭ ‬الأثرية‭ ‬والفنية‭ ‬لتثبيت‭ ‬عائديتها‭ ‬ومنبعها‭.. ‬إلخ‭. ‬ولا‭ ‬نشجِّع‭ ‬الاتجار‭ ‬غير‭ ‬المشروع‭ ‬بالآثار‭ ‬والأعمال‭ ‬الفنية،‭ ‬ولكننا‭ ‬نحاول‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬أن‭ ‬نشجع‭ ‬أصحاب‭ ‬المجاميع‭ ‬الخاصة‭ ‬لعرض‭ ‬ما‭ ‬لديهم‭ ‬لغرض‭ ‬تعميم‭ ‬الفائدة‭ ‬للجمهور‭. ‬نحن‭ ‬متحف‭ ‬فنون‭ ‬وفي‭ ‬موقع‭ ‬المسؤولية،‭ ‬فنحن‭ ‬نتعامل‭ ‬بأعمال‭ ‬ذات‭ ‬أبعاد‭ ‬إنسانية‭ ‬وثقافية‭ ‬ومعرفية‭ ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬الالتزام‭ ‬الأخلاقي‮»‬‭.‬

في‭ ‬النهاية‭ ‬يبدو‭ ‬دي‭ ‬مونتيبلو‭ ‬واثقا‭ ‬مما‭ ‬هو‭ ‬بصدده‭ ‬فيقول‭ ‬‮«‬لستُ‭ ‬نادما‭ ‬على‭ ‬إشراك‭ ‬قطعة‭ ‬نارام‭ ‬سين‭ ‬والقطع‭ ‬الأخرى‭ ‬مجهولة‭ ‬المصدر،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس؛‭ ‬اسمح‭ ‬لي‭ ‬بأن‭ ‬أقول‭ ‬إنها‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬التزامي‭ ‬أن‭ ‬أشرك‭ ‬قطعا‭ ‬كهذه‭ ‬في‭ ‬العرض‮»‬‭.‬

قصة‭ ‬القطعة‭ ‬ومقتنيها

وجدت‭ ‬قطعة‭ ‬نارام‭ ‬سين‭ ‬طريقها‭ ‬لمعرض‭ ‬المدن‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬المتروبوليتان‭ ‬بجهود‭ ‬ثلاثة‭ ‬شركاء‭ ‬عالميين‭ ‬من‭ ‬مقتني‭ ‬التحف‭ ‬والأعمال‭ ‬الفنية،‭ ‬وهم‭ ‬جوناثن‭ ‬روزين‭ ‬أحد‭ ‬أكبر‭ ‬مقتنيي‭ ‬الأعمال‭ ‬الأثرية‭ ‬الرافدينية‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬ودونالد‭ ‬هانسن؛‭ ‬آثاري‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬نيويورك،‭ ‬وجوانا‭ ‬آروز‭ ‬مسؤول‭ ‬تنظيم‭ ‬المعارض‭ ‬في‭ ‬المتروبوليتان‭.‬

روزين؛‭ ‬مقتني‭ ‬الآثار؛‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬العقد‭ ‬السادس‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬الآن‭ ‬ويترأس‭ ‬مؤسسة‭ ‬عقارية،‭ ‬كان‭ ‬يمارس‭ ‬هو‭ ‬وزوجته‭ ‬جينيت‭ ‬هواية‭ ‬اقتناء‭ ‬الأختام‭ ‬الأسطوانية‭ ‬والألواح‭ ‬الرافدينية‭ ‬منذ‭ ‬مدة‭ ‬طويلة،‭ ‬وقد‭ ‬تبرَّعا‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬القطع‭ ‬الآثارية‭ ‬المقتناة‭ ‬للمتاحف‭ ‬ومراكز‭ ‬البحوث‭.‬

وقد‭ ‬رفض‭ ‬روزين‭ ‬المحاولات‭ ‬المستمرة‭ ‬لإجراء‭ ‬أيّ‭ ‬لقاء‭ ‬صحافي‭ ‬أو‭ ‬إصدار‭ ‬أيّ‭ ‬تصريح‭ ‬علني‭ ‬يخص‭ ‬مجموعة‭ ‬مقتنياته‭. ‬وقد‭ ‬أكَّد‭ ‬محاميه‭ ‬هارولد‭ ‬كرنفيلد؛‭ ‬أن‭ ‬روزين‭ ‬لم‭ ‬يصدر‭ ‬سابقا‭ ‬أيّ‭ ‬تصريح‭ ‬علني‭ ‬يتعلق‭ ‬بمجموعاته،‭ ‬لكنه‭ ‬أصدر‭ ‬بيانًا‭ ‬أوضح‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬قطعة‭ ‬نارام‭ ‬سين‭ ‬وقطعتين‭ ‬أخريين‭ ‬بلا‭ ‬وثائق‭ ‬تعزز‭ ‬أصلها‭ ‬أو‭ ‬تاريخ‭ ‬اكتشافها،‭ ‬تمّت‭ ‬إعارتها‭ ‬لمتحف‭ ‬المتروبوليتان،‭ ‬وأنه‭ ‬كمستشار‭ ‬قانوني‭ ‬لروزين‭ ‬راضٍ‭ ‬عن‭ ‬الوضع‭ ‬القانوني‭ ‬لهذه‭ ‬القطع‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬أصل‭ ‬وقانونية‭ ‬عملية‭ ‬الاقتناء،‭ ‬لكنه‭ ‬لم‭ ‬يعقّب‭ ‬على‭ ‬موضوع‭ ‬تاريخ‭ ‬اقتناء‭ ‬هذه‭ ‬القطع‭.‬

ولكن‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬اتهام‭ ‬روزين‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بأيّ‭ ‬تهمة‭ ‬اقتناء‭ ‬غير‭ ‬مشروعة،‭ ‬بسبب‭ ‬غياب‭ ‬الأدلة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭. ‬وربما‭ ‬كانت‭ ‬قطعة‭ ‬نارام‭ ‬سين‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬قديمة‭ ‬ولم‭ ‬تظهر‭ ‬سابقا‭ ‬في‭ ‬المعارض‭. ‬ومن‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬روزين؛‭ ‬كغيره‭ ‬من‭ ‬المقتنين؛‭ ‬يأخذ‭ ‬في‭ ‬الحسبان‭ ‬الاعتبارات‭ ‬والمخاطر‭ ‬المترتّبة‭ ‬على‭ ‬اقتناء‭ ‬أيّ‭ ‬قطعة‭ ‬بلا‭ ‬ماضٍ‭ ‬صريح‭.‬

وجدت‭ ‬قطعة‭ ‬نارام‭ ‬سين‭ ‬طريقها‭ ‬لمعرض‭ ‬المدن‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬المتروبوليتان‭ ‬بجهود‭ ‬ثلاثة‭ ‬شركاء‭ ‬عالميين‭ ‬من‭ ‬مقتني‭ ‬التحف‭ ‬والأعمال‭ ‬الفنية،‭ ‬وهم‭ ‬جوناثن‭ ‬روزين‭ ‬أحد‭ ‬أكبر‭ ‬مقتنيي‭ ‬الأعمال‭ ‬الأثرية‭ ‬الرافدينية‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬ودونالد‭ ‬هانسن؛‭ ‬آثاري‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬نيويورك،‭ ‬وجوانا‭ ‬آروز‭ ‬مسؤول‭ ‬تنظيم‭ ‬المعارض‭ ‬في‭ ‬المتروبوليتان

فالمقتنون‭ ‬يتفهّمون‭ ‬صعوبة‭ ‬المهمّة‭ ‬وشح‭ ‬المعروض؛‭ ‬في‭ ‬بحثهم‭ ‬عن‭ ‬القطع‭ ‬ذات‭ ‬التأصيل‭ ‬التنقيبي‭ ‬وشهادات‭ ‬الميلاد‭ ‬الصريحة،‭ ‬وذلك‭ ‬بسبب‭ ‬القوانين‭ ‬والتشريعات‭ ‬الحكومية‭ ‬الكثيرة‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬التنقيب؛‭ ‬إلا‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬فرضها‭ ‬على‭ ‬البعثات‭ ‬التنقيبية‭. ‬ولذا‭ ‬فإن‭ ‬المنفذ‭ ‬الوحيد‭ ‬المتبقي‭ ‬يكون‭ ‬عبر‭ ‬المزادات‭ ‬وتجار‭ ‬الأنتيكات‭ ‬والمعارض‭. ‬وهذه‭ ‬عادةً‭ ‬تعرض‭ ‬قطعًا‭ ‬متبقية‭ ‬أو‭ ‬متداولة‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬بعيد‭ ‬سابق‭ ‬للتشريعات‭ ‬المنظمة‭ ‬لأعمال‭ ‬البعثات‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬التنقيب‭. ‬وهذه‭ ‬تشكل‭ ‬تحديات‭ ‬للمستثمرين‭ ‬والمقتنين‭ ‬المندفعين‭ ‬بشراهة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السوق‭.‬

إن‭ ‬المطّلع‭ ‬على‭ ‬حجم‭ ‬المتداول‭ ‬من‭ ‬المقتنيات‭ ‬الآثارية‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭ ‬سيصاب‭ ‬بالذهول‭. ‬فالتقديرات‭ ‬الإيطالية‭ ‬تقدر‭ ‬حجم‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬سرقته‭ ‬كل‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬المواقع‭ ‬الرومانية‭ ‬والتوسكانية‭ ‬بما‭ ‬يعادل‭ ‬متحفا‭ ‬آثاريا‭ ‬كاملا‭. ‬وبعد‭ ‬حرب‭ ‬الخليج‭ ‬عام‭ ‬1991؛‭ ‬تحوَّلت‭ ‬الأنظار‭ ‬إلى‭ ‬مهد‭ ‬الحضارات‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬العراق‭ ‬وعانت‭ ‬أمهات‭ ‬المدن‭ ‬السومرية‭ ‬من‭ ‬عبث‭ ‬العصابات‭ ‬الدولية‭ ‬المدعومة‭ ‬بلوبيات‭ ‬المقتنين‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬الثري‭.‬

وباعتراف‭ ‬معظم‭ ‬الآثاريين‭ ‬والمتاجرين‭ ‬بالأثر‭ ‬الرافديني،‭ ‬فإن‭ ‬أغلب‭ ‬ما‭ ‬يظهر‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬يفتقر؛‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان؛‭ ‬إلى‭ ‬أيّ‭ ‬وثائق‭ ‬تنقيبية‭ ‬أو‭ ‬متحفية‭ ‬بسبب‭ ‬الانقطاع‭ ‬الذي‭ ‬حصل‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬التنقيبات‭ ‬للبعثات‭ ‬الأجنبية‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬منذ‭ ‬سبعينات‭ ‬القرن‭ ‬المنصرم‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬عام‭ ‬1992‭ ‬حين‭ ‬ظهرت‭ ‬القطع‭ ‬الجديدة‭ ‬فجأة‭.‬

وليس‭ ‬روزين‭ ‬بغريب‭ ‬على‭ ‬الأبواب‭ ‬الخلفية‭ ‬لأسواق‭ ‬الآثار،‭ ‬ففي‭ ‬أوائل‭ ‬تسعينات‭ ‬القرن‭ ‬المنصرم‭ ‬تقدمت‭ ‬الحكومة‭ ‬التركية‭ ‬بشكوى‭ ‬تخص‭ ‬عملية‭ ‬تداول‭ ‬قطعة‭ ‬أثرية‭ ‬معروضة‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬المعارض‭ ‬في‭ ‬نيويورك‭ ‬بالتعاون‭ ‬بين‭ ‬روزين‭ ‬وزميله‭ ‬روبرت‭ ‬هيشت،‭ ‬وهو‭ ‬تاجر‭ ‬أنتيكات‭ ‬وتحف‭ ‬تحوم‭ ‬حوله‭ ‬الشكوك‭ ‬بخصوص‭ ‬بعض‭ ‬المبيعات‭ ‬لمتحف‭ ‬المتروبوليتان‭. ‬وقد‭ ‬وافق‭ ‬روزين‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬القطعة‭ ‬لتركيا،‭ ‬وكلاهما‭ ‬نفى‭ ‬معرفته‭ ‬بعدم‭ ‬مشروعية‭ ‬تداول‭ ‬القطعة‭.‬

في‭ ‬العقد‭ ‬التسعيني،‭ ‬تبرع‭ ‬روزين‭ ‬بعدة‭ ‬قطع‭ ‬رافدينية‭ ‬الهوية‭ ‬مجهولة‭ ‬الأصل‭ ‬لمتحف‭ ‬المتروبوليتان،‭ ‬وقد‭ ‬اشتملت‭ ‬على‭ ‬أختام‭ ‬أسطوانية‭ ‬ورقيمات‭ ‬مسمارية،‭ ‬وتبرّع‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬العقد‭ ‬بجزء‭ ‬كبير‭ ‬منها‭ ‬إلى‭ ‬جامعة‭ ‬كورنيل‭ ‬في‭ ‬نيويورك،‭ ‬بدواعي‭ ‬أنها‭ ‬قطع‭ ‬مشروعة‭ ‬التداول‭ ‬ولا‭ ‬غبار‭ ‬على‭ ‬تملّكها‭ ‬وتداولها‭ ‬بحسب‭ ‬تصريح‭ ‬البروفيسور‭ ‬ديفيد‭ ‬أوونال؛‭ ‬المتخصص‭ ‬في‭ ‬دراسات‭ ‬الشرق‭ ‬الأدنى‭ ‬في‭ ‬كورنيل‭.‬

كان‭ ‬الباحث‭ ‬الآثاري‭ ‬دونالد‭ ‬هانسن؛‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬نيويورك؛‭ ‬قد‭ ‬زار‭ ‬روزين‭ ‬في‭ ‬منزله‭ ‬في‭ ‬نيويورك‭. ‬وحين‭ ‬مرَّ‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬المحتويات‭ ‬من‭ ‬مجموعته‭ ‬الآثارية‭ ‬الخاصة،‭ ‬وقعت‭ ‬عيناه‭ ‬بالصدفة‭ ‬على‭ ‬كسرة‭ ‬نارام‭ ‬سين‭ ‬المثلثة‭ ‬الشكل‭ ‬من‭ ‬الحجر‭ ‬الجيري؛‭ ‬والتي‭ ‬يبلغ‭ ‬أقصى‭ ‬عرض‭ ‬لها‭ ‬حوالي‭ ‬10‭ ‬إنجات‭. ‬وما‭ ‬أثار‭ ‬اهتمام‭ ‬الباحث‭ ‬حينئذٍ؛‭ ‬بحسب‭ ‬مقالةٍ‭ ‬له؛‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬القطعة‭ ‬النادرة‭ ‬تبيِّن‭ ‬الملك‭ ‬نارام‭ ‬سين‭ ‬وهو‭ ‬يعتمر‭ ‬التاج‭ ‬الملكي‭ ‬بالقرن‭ ‬الإلهي‭ ‬المقدس‭ ‬وجهًا‭ ‬لوجه‭ ‬مع‭ ‬الإلهة‭ ‬الرافدينية‭ ‬عشتار؛‭ ‬وقد‭ ‬تكدَّس‭ ‬تحتهما‭ ‬أربعة‭ ‬أسرى‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬يبرز‭ ‬عظمة‭ ‬وتجبر‭ ‬الملك‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬أوج‭ ‬مجده‭. ‬وتعتبر‭ ‬هذه‭ ‬من‭ ‬القطع‭ ‬الأكدية‭ ‬الملكية‭ ‬النادرة،‭ ‬إنها‭ ‬قطعة‭ ‬تاريخية‭ ‬عظيمة‭ ‬ومتميزة‭ ‬وأعتقد‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬التعريف‭ ‬بها‭.‬

في‭ ‬صيف‭ ‬العام‭ ‬2002‭ ‬وضع‭ ‬هانسن‭ ‬مقالة‭ ‬تحليلية‭ ‬للقطعة؛‭ ‬مكوّنة‭ ‬من‭ ‬خمس‭ ‬عشرة‭ ‬صفحة؛‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬في‭ ‬حب‭ ‬عشتار‮»‬،‭ ‬ونشرت‭ ‬في‭ ‬لندن،‭ ‬سيكون‭ ‬لها‭ ‬الأثر‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬تقييم‭ ‬هذه‭ ‬القطعة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الآثاري‭ ‬والمالي،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬أوضح‭ ‬بلا‭ ‬لبس‭ ‬أنها‭ ‬مجهولة‭ ‬المصدر‭.‬


لوح أكادي قديم يمثل آرام سين المنتصر على أعدائه

مديرة‭ ‬العرض‭ ‬وأمينة‭ ‬المتحف

في‭ ‬النهاية‭ ‬كانت‭ ‬المسؤولية‭ ‬النهائية‭ ‬في‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬المتروبوليتان‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬جوانا‭ ‬آروز؛‭ ‬أمينة‭ ‬متحف‭ ‬المتروبوليتان؛‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬عرض‭ ‬قطعة‭ ‬نارام‭ ‬سين‭ ‬في‭ ‬‮«‬المدن‭ ‬الأولى‮»‬‭ ‬من‭ ‬عدمها‭. ‬وعند‭ ‬محاولة‭ ‬الاستفهام‭ ‬منها‭ ‬واللقاء‭ ‬بها؛‭ ‬رفضت‭ ‬أمانة‭ ‬المتحف‭ ‬عرض‭ ‬اللقاء‭ ‬الصحافي،‭ ‬ولكنها‭ ‬وافقت‭ ‬على‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬أسئلة‭ ‬مكتوبة‭.‬‭ ‬وقالت‭ ‬إنها‭ ‬علمت‭ ‬بأمر‭ ‬القطعة‭ ‬عبر‭ ‬مقالة‭ ‬هانسن،‭ ‬وإنها‭ ‬أعجبت‭ ‬بطريقة‭ ‬القراءة‭ ‬للقطعة‭ ‬والعرض‭ ‬الذي‭ ‬قدَّمه‭ ‬هانسن‭ ‬مؤكدا‭ ‬فيه‭ ‬وجهة‭ ‬النظر‭ ‬التاريخية‭ ‬الخاصة‭ ‬بسيادة‭ ‬الإمبراطورية‭ ‬الأكدية‭ ‬على‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬الشرق‭ ‬الأدنى‭ ‬القديم‭.‬

وكما‭ ‬هو‭ ‬الاختلاف‭ ‬الدائر‭ ‬بين‭ ‬الآثاريين؛‭ ‬فإن‭ ‬المتاحف‭ ‬لها‭ ‬وجهات‭ ‬نظر‭ ‬متباينة‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬التعامل‭ ‬بالقطع‭ ‬ذات‭ ‬المصادر‭ ‬المبهمة‭. ‬والخط‭ ‬الفاصل‭ ‬بين‭ ‬كلا‭ ‬الفريقين‭ ‬هو‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المتاحف‭ ‬‭(‬كالمعهد‭ ‬الشرقي‭ ‬في‭ ‬بنسلفانيا‭ ‬ومتحف‭ ‬شيكاغو‭ ‬والمتحف‭ ‬البريطاني‭ ‬واللوفر‭)‬؛‭ ‬لها‭ ‬فرق‭ ‬وبعثات‭ ‬تنقيبية‭ ‬مستمرة‭ ‬وتتعامل‭ ‬بحساسية‭ ‬مع‭ ‬القطع‭ ‬مجهولة‭ ‬المصدر،‭ ‬وتطالب‭ ‬بوثائق‭ ‬صريحة‭ ‬ومثبتة‭ ‬بالسجلات‭ ‬التنقيبية‭ ‬أو‭ ‬المتحفية‭ ‬وأنها‭ ‬لا‭ ‬تنتمي‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬1990‭. ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬من‭ ‬متحف‭ ‬المتروبوليتان؛‭ ‬الذي‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬قطعه‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التبرع‭ ‬من‭ ‬المهتمين‭ ‬بالشراء‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬المجاميع‭ ‬الخاصة‭ ‬كروزين‭ ‬والعائلات‭ ‬الثرية‭ ‬المهتمة‭ ‬بالاقتناء‭ ‬كهواية‭.‬

يُطبِّق‭ ‬متحف‭ ‬المتروبوليتان؛‭ ‬بحسب‭ ‬مسؤوليه؛‭ ‬معايير‭ ‬جادة‭ ‬لتملك‭ ‬الآثار‭ ‬والأعمال‭ ‬الفنية‭ .‬لكنهم‭ ‬ربما‭ ‬يكونون‭ ‬أقل‭ ‬تحسسا‭ ‬حينما‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بالمعارض‭ ‬المؤقتة‭ ‬‮«‬كالمدن‭ ‬الأولى‮»‬،‭ ‬فهم‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬كهذا‭ ‬يعتمدون؛‭ ‬بحسب‭ ‬دي‭ ‬مونتيبلو؛‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يُوفِّره‭ ‬لهم‭ ‬المالكون‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬مقالات‭ ‬منشورة‭ ‬عن‭ ‬القطع‭.‬

وبسبب‭ ‬التقاطعات‭ ‬القانونية‭ ‬والاختلافات‭ ‬الكثيرة‭ ‬في‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬التي‭ ‬تحوم‭ ‬حول‭ ‬إثباتات‭ ‬العائدية‭ ‬ومصادر‭ ‬الاقتناء‭ ‬والإثباتات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالسرقة‭ ‬المحتملة‭ ‬من‭ ‬عدمها؛‭ ‬فإن‭ ‬المتحف‭ ‬يوازن‭ ‬بالنظرة‭ ‬للأمر‭. ‬وربما‭ ‬يختار‭ ‬ما‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬به‭ ‬فائدة‭ ‬متحققة‭ ‬أكثر‭ ‬بالسماح‭ ‬بعرض‭ ‬هذه‭ ‬القطع‭ ‬من‭ ‬عدمه،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬فائدة‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬ذكرها،‭ ‬هي‭ ‬أنَّ‭ ‬فرصة‭ ‬العرض‭ ‬ستكون‭ ‬إشهارًا‭ ‬لظهور‭ ‬ووجود‭ ‬قطعة‭ ‬كهذه،‭ ‬وعلى‭ ‬من‭ ‬يدَّعي‭ ‬الأحقية‭ ‬بملكيتها‭ ‬أن‭ ‬يتعرّف‭ ‬عليها‭ ‬وعلى‭ ‬مالكها‭ ‬الحالي‭ ‬والمباشرة‭ ‬بإجراءات‭ ‬التحقق‭ ‬من‭ ‬الملكية‭ ‬قانونيا‭.‬

تستطرد‭ ‬روز‭ ‬بالقول‭ ‬‮«‬إننا‭ ‬لو‭ ‬منعنا‭ ‬القطع‭ ‬مجهولة‭ ‬المصدر‭ ‬من‭ ‬المعرض‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬سيمنع‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدارسين‭ ‬والمهتمين‭ ‬من‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬قطعه‭ ‬ذات‭ ‬أهمية‭ ‬علمية‭ ‬وفنية،‭ ‬وقد‭ ‬تلقي‭ ‬الضوء‭ ‬مثلاً‭ ‬على‭ ‬حضارة‭ ‬بختاريا‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬من‭ ‬جديد؛‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬توقفت‭ ‬البعثات‭ ‬التنقيبة‭ ‬هناك‭ ‬جراء‭ ‬الحروب‭ ‬المستمرة‮»‬‭. ‬وفيما‭ ‬يخص‭ ‬مساهمة‭ ‬روزين‭ ‬بإعارته‭ ‬قطعة‭ ‬نارام‭ ‬سين‭ ‬وقطعة‭ ‬أخرى‭ ‬لختم‭ ‬أسطواني‭ ‬عن‭ ‬مترجم‭ ‬أكدي‭ ‬عمل‭ ‬مع‭ ‬أبناء‭ ‬إقليم‭ ‬ملوخا،‭ ‬فإنها‭ ‬اعتمدت‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬على‭ ‬تعريف‭ ‬وتقديم‭ ‬هانسن‭ ‬الذي‭ ‬تولى‭ ‬بنفسه‭ ‬أمر‭ ‬إصدار‭ ‬الكتالوج‭ ‬الخاص‭ ‬بهذا‭ ‬العرض‭.‬

يلخص‭ ‬بانيت‭ ‬برونسن‭ ‬‭(‬أمين‭ ‬القسم‭ ‬الآسيوي‭ ‬في‭ ‬المتحف‭)‬‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬بكل‭ ‬صراحة‭ ‬بقوله‭ ‬‮«‬المتبرّعون‭ ‬يودون‭ ‬أن‭ ‬يمنحوك‭ ‬أشياء،‭ ‬وبعض‭ ‬هذه‭ ‬الأشياء‭ ‬ستكتشف‭ ‬أنها‭ ‬مسروقة‭ ‬دون‭ ‬أدنى‭ ‬شك‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬طبقت‭ ‬عليها‭ ‬المعايير‭ ‬المعتمدة‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الأكاديمية‭ ‬والمتحفية‭ ‬الرصينة‮»‬‭.‬

آراء‭ ‬علماء‭ ‬الآثار‭ ‬والمختصين

‮ ‬قد‭ ‬يختلف‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬والباحثين‭ ‬مع‭ ‬وجهة‭ ‬النظر‭ ‬الرسمية‭ ‬لأمناء‭ ‬ومدراء‭ ‬متحف‭ ‬المتروبوليتان؛‭ ‬بخصوص‭ ‬المطاطيَّة‭ ‬في‭ ‬قرار‭ ‬العرض‭ ‬من‭ ‬عدمه،‭ ‬لأن‭ ‬قرارًا‭ ‬كهذا‭ ‬سيشجع‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬أعمال‭ ‬النبش‭ ‬والسرقة‭ ‬غير‭ ‬المشروعين‭ ‬للمواقع‭ ‬والمتاحف‭ ‬الآثارية‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬الأزمات‭ ‬والحروب،‭ ‬مما‭ ‬يعرض‭ ‬الإرث‭ ‬الثقافي‭ ‬لتلك‭ ‬البلدان‭ ‬لخطر‭ ‬كبير‭.‬

في‭ ‬تصريح‭ ‬لمدير‭ ‬متحف‭ ‬الآثار‭ ‬والأنثروبولوجيا‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬بنسلفانيا؛‭ ‬جيرميسا‭ ‬بلوف؛‭ ‬يقول‭ ‬فيه‭ ‬‮«‬أنا‭ ‬على‭ ‬قناعة‭ ‬شخصية‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هنالك‭ ‬مسألة‭ ‬أخلاقية‭ ‬ومهنية‭ ‬تتعلق‭ ‬بقبول‭ ‬المتحف‭ ‬عرض‭ ‬قطع‭ ‬كتلك‭ ‬المختصة‭ ‬بنارام‭ ‬سين‭ ‬في‭ ‬المتروبوليتان‭. ‬وعلى‭ ‬ثقة‭ ‬أيضًا؛‭ ‬ويشاركني‭ ‬بهذه‭ ‬القناعة‭ ‬زملائي‭ ‬الموظفون‭ ‬في‭ ‬المتحف؛‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬عدم‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬أيّ‭ ‬نقاش‭ ‬أو‭ ‬كتابة‭ ‬عن‭ ‬أيّ‭ ‬قطع‭ ‬أثرية‭ ‬مشكوك‭ ‬في‭ ‬عائديتها‭ ‬أو‭ ‬أنها‭ ‬مُقدَّمة‭ ‬بلا‭ ‬وثائق‭ ‬رسمية‭ ‬تعزِّز‭ ‬مصدرها‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يحصل؛‭ ‬بالعكس‭ ‬من‭ ‬ذلك؛‭ ‬سيخلق‭ ‬بيئة‭ ‬مواتية‭ ‬للنهب‭ ‬مستقبلاً،‭ ‬وبذا‭ ‬سنكون‭ ‬قد‭ ‬أسهمنا‭ ‬في‭ ‬كارثة‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬التراث‭ ‬الثقافي‭ ‬للشعوب؛‭ ‬بانتقالها‭ ‬من‭ ‬رحمها‭ ‬المحلي‭ ‬العضوي‭ ‬إلى‭ ‬الصالات‭ ‬الخاصة‭ ‬للمقتنين‭ ‬ومخازن‭ ‬المتاحف‭ ‬وصالات‭ ‬المزادات‭ ‬كقطع‭ ‬يتيمة‭ ‬منقطعة‭ ‬عن‭ ‬سياقها‭ ‬التاريخي‮»‬‭.‬

في‭ ‬مقابلة‭ ‬تلفزيونية‭ ‬مع‭ ‬بروفيسور‭ ‬الآثار‭ ‬اللورد‭ ‬كولن‭ ‬رينفيرو‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬كمبردج‭ ‬صرح‭ ‬بالقول‭ ‬‮«‬إن‭ ‬شراء‭ ‬مقتني‭ ‬الآثار‭ ‬للقطع‭ ‬المسروقة‭ ‬والمنهوبة‭ ‬يُعدّ‭ ‬بمثابة‭ ‬اشتراك‭ ‬في‭ ‬الجريمة‭ ‬مع‭ ‬السارق،‭ ‬لأنه‭ ‬الجهة‭ ‬التي‭ ‬تشجِّع‭ ‬على‭ ‬السرقة‭. ‬بينما‭ ‬يرفض‭ ‬بعض‭ ‬المقتنين‭ ‬والباحثين‭ ‬تعميمًا‭ ‬كهذا‭ ‬بالحكم‭ ‬بالشراكة،‭ ‬ويعتبرونه‭ ‬اتهاما‭ ‬لا‭ ‬مسوغ‭ ‬له‮»‬

يعتقد‭ ‬الباحث‭ ‬الذي‭ ‬رصد‭ ‬قطعة‭ ‬نارام‭ ‬سين‭ ‬أنها‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬القالب‭ ‬المستخدم‭ ‬على‭ ‬زخرف‭ ‬الدروع‭ ‬التي‭ ‬يحملها‭ ‬محاربو‭ ‬الملك‭. ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬يُمكن‭ ‬لأحد‭ ‬الآن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬متيقنًا‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الأمر،‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬توفر‭ ‬تفاصيل‭ ‬عن‭ ‬موقع‭ ‬اللقية‭ ‬التي‭ ‬ربما‭ ‬كانت‭ ‬أجزاء‭ ‬أخرى‭ ‬منها‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬مدفونة‭ ‬تحت‭ ‬الأرض‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬نعنيه‭ ‬بالانقطاع‭ ‬عن‭ ‬السياق،‭ ‬فهو‭ ‬كمن‭ ‬يقوم‭ ‬بتصدير‭ ‬أحد‭ ‬حيوانات‭ ‬الباندا‭ ‬من‭ ‬حاضنتها‭ ‬الطبيعية‭ ‬في‭ ‬الصين‭ ‬إلى‭ ‬إحدى‭ ‬دول‭ ‬غرب‭ ‬أفريقيا‭ ‬ويطلب‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬تتعايش‭ ‬وتنمو‭ ‬بشكل‭ ‬طبيعي‭.‬

لطالما‭ ‬رحَّب‭ ‬الباحثون‭ ‬والدارسون‭ ‬الآثاريون‭ ‬برغبة‭ ‬المقتنين‭ ‬المحمومة‭ ‬لامتلاك‭ ‬القطع‭ ‬الآثارية،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬منهم‭ ‬كان‭ ‬يرفض‭ ‬رسميًّا‭ ‬ويدعو‭ ‬إلى‭ ‬تقنين‭ ‬الاقتناء‭ ‬غير‭ ‬المشروع‭ ‬للإرث‭ ‬الثقافي‭ ‬والحضاري‭ ‬للأمم‭ ‬الأخرى‭. ‬ولكنهم‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬لا‭ ‬يطمئنون‭ ‬إلى‭ ‬تغلب‭ ‬الحس‭ ‬التجاري‭ ‬والمرابحة‭ ‬من‭ ‬جراء‭ ‬تداول‭ ‬هذه‭ ‬القطع‭ ‬وتشجيع‭ ‬النباشين‭ ‬والسُّرَّاق‭ ‬وعمليات‭ ‬التهديم‭ ‬في‭ ‬مواطن‭ ‬الحضارة‭.‬

في‭ ‬مقابلة‭ ‬تلفزيونية‭ ‬مع‭ ‬بروفيسور‭ ‬الآثار‭ ‬اللورد‭ ‬كولن‭ ‬رينفيرو‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬كمبردج‭ ‬صرح‭ ‬بالقول‭ ‬‮«‬إن‭ ‬شراء‭ ‬مقتني‭ ‬الآثار‭ ‬للقطع‭ ‬المسروقة‭ ‬والمنهوبة‭ ‬يُعدّ‭ ‬بمثابة‭ ‬اشتراك‭ ‬في‭ ‬الجريمة‭ ‬مع‭ ‬السارق،‭ ‬لأنه‭ ‬الجهة‭ ‬التي‭ ‬تشجِّع‭ ‬على‭ ‬السرقة‭. ‬بينما‭ ‬يرفض‭ ‬بعض‭ ‬المقتنين‭ ‬والباحثين‭ ‬تعميمًا‭ ‬كهذا‭ ‬بالحكم‭ ‬بالشراكة،‭ ‬ويعتبرونه‭ ‬اتهاما‭ ‬لا‭ ‬مسوغ‭ ‬له‮»‬‭.‬

‮ ‬لخبراء‭ ‬القانون‭ ‬المتخصصين‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الآثار‭ ‬والنوادر‭ ‬المتحفية‭ ‬رأيٌ؛‭ ‬يلخصه‭ ‬جون‭ ‬هنري‭ ‬ميريمان‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬ستانفورد،‭ ‬بالقول‭ ‬‮«‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تشجيع‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬القطع‭ ‬الأثرية‭ ‬في‭ ‬موطنها‭ ‬الأصلي‭ ‬هو‭ ‬هدف‭ ‬نبيل‭ ‬يؤيده‭ ‬العقلاء‭ ‬والحكماء،‭ ‬فإن‭ ‬الدعوات‭ ‬الأخلاقية‭ ‬للعلماء‭ ‬والباحثين‭ ‬تبدو‭ ‬مثالية‭ ‬ربما‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬يجب،‭ ‬لأن‭ ‬ما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬هؤلاء‭ ‬المقتنون‭ ‬وهواة‭ ‬الآثار‭ ‬والمتاحف‭ ‬هو‭ ‬بحد‭ ‬ذاته‭ ‬عمل‭ ‬سامي‭ ‬الهدف،‭ ‬لأنهم‭ ‬ينقذون‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬وضع‭ ‬اليد‭ ‬عليه،‭ ‬ويحتفظون‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬مخازن‭ ‬أمينة‭ ‬لا‭ ‬تطاله‭ ‬يد‭ ‬العبث‭ ‬والتهديم‭ ‬ويتمكنون‭ ‬من‭ ‬إتاحة‭ ‬فرصة‭ ‬دراسته‭ ‬وتحليله‭ ‬وعرضه‭ ‬على‭ ‬الجمهور‭ ‬وبذا‭ ‬فهم‭ ‬يستثمرون‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬نبيلة‭ ‬أيضا‭ ‬تنبغي‭ ‬الإشادة‭ ‬بها‮»‬‭.‬

عند‭ ‬سؤال‭ ‬جين‭ ‬والديوم؛‭ ‬رئيسة‭ ‬المعهد‭ ‬الأركيولوجي‭ ‬الأميركي‭ ‬وهو‭ ‬أكبر‭ ‬هيئة‭ ‬آثارية‭ ‬أميركية‭ ‬عن‭ ‬الموضوع؛‭ ‬صرّحت‭ ‬بالقول‭ ‬‮«‬من‭ ‬المتعارف‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الآثارية‭ ‬أن‭ ‬أيّ‭ ‬تقييم‭ ‬أو‭ ‬رأي‭ ‬رصين‭ ‬يتقدم‭ ‬به‭ ‬آثاري‭ ‬معروف‭ ‬وذو‭ ‬مكانة‭ ‬مرموقة؛‭ ‬بشكل‭ ‬مقالة‭ ‬أو‭ ‬دراسة‭ ‬عن‭ ‬قطعة‭ ‬معينة؛‭ ‬يعتبر‭ ‬بمثابة‭ ‬شهادة‭ ‬أو‭ ‬وثيقة‭ ‬تسجيل‭ ‬لهذه‭ ‬القطعة‭ ‬رغم‭ ‬غموض‭ ‬مصدرها‭ ‬تنقيبيا‭ ‬أو‭ ‬متحفيا‭. ‬لهذا‭ ‬السبب‭ ‬يتحاشى‭ ‬الآثاريون؛‭ ‬وبحزم؛‭ ‬إعطاء‭ ‬أيّ‭ ‬رأي‭ ‬بخصوص‭ ‬القطع‭ ‬غامضة‭ ‬النسب،‭ ‬ولكون‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬الأخلاقي‭ ‬يتفق‭ ‬مهنيًّا‭ ‬مع‭ ‬مقررات‭ ‬المعهد‭ ‬الأركيولوجي‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬1970،‭ ‬إذ‭ ‬منع‭ ‬أعضاءه‭ ‬من‭ ‬نشر‭ ‬أو‭ ‬تداول‭ ‬أيّ‭ ‬معلومات‭ ‬بخصوص‭ ‬القطع‭ ‬غامضة‭ ‬النسب‭ ‬في‭ ‬دوريات‭ ‬ومجلات‭ ‬المعهد‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬جلسات‭ ‬مؤتمراته‭ ‬السنوية‮»‬‭.‬

لمالكوم‭ ‬راسل؛‭ ‬وهو‭ ‬آثاري‭ ‬بدرجة‭ ‬بروفيسور‭ ‬من‭ ‬كلية‭ ‬ماساتشوستس‭ ‬للفنون،‭ ‬رأي‭ ‬بموضوع‭ ‬‮«‬مصدر‭ ‬الملكية‭ ‬والعائدية‭ ‬القانونية‮»‬‭ ‬ربما‭ ‬لا‭ ‬يرضى‭ ‬به‭ ‬الجميع،‭ ‬يلخصه‭ ‬بالقول‭ ‬‮«‬معرض‭ ‬‘فنون‭ ‬المدن‭ ‬الأولى’‭ ‬كان‭ ‬حالة‭ ‬عادية‭ ‬لمعروضات‭ ‬بقطع‭ ‬منتقاة‭ ‬من‭ ‬مجاميع‭ ‬خاصة،‭ ‬فإلى‭ ‬جانب‭ ‬قطعة‭ ‬نارام‭ ‬سين‭ ‬العراقية‭ ‬هنا؛‭ ‬كسِتِّ‭ ‬قطع‭ ‬أخرى‭ ‬جاءت‭ ‬من‭ ‬أفغانستان‭ ‬ويُشَكُّ‭ ‬بأمر‭ ‬عائديتها‭ ‬أيضًا،‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬إحداها؛‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال؛‭ ‬أعارتها‭ ‬شيلبي‭ ‬وايت‭ ‬‭(‬إحدى‭ ‬أمينات‭ ‬متحف‭ ‬المتروبوليتان‭ ‬التي‭ ‬تدور‭ ‬حول‭ ‬مجموعتها‭ ‬الآثارية‭ ‬الخاصة‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الشكوك‭)‬‮ ‬‭ ‬في‭ ‬1999‭. ‬وكانت‭ ‬قد‭ ‬أوضحت‭ ‬في‭ ‬مقالة‭ ‬لها‭ ‬أنها‭ ‬اقتنتها‭ ‬من‭ ‬تاجر‭ ‬أنتيكات‭ ‬عام‭ ‬1990،‭ ‬وكانت‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬مزرية؛‭ ‬ربما‭ ‬بسبب‭ ‬كونها‭ ‬مُنقَّبًا‭ ‬عنها‭ ‬حديثا‭ ‬‭(‬بعد‭ ‬الاضطرابات‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭)‬‭. ‬وتستطرد‭ ‬في‭ ‬مقالتها‭ ‬لتقول‭ ‬‮«‬فقط‭ ‬تخيَّل‭ ‬لو‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬القطعة‭ ‬وقطعًا‭ ‬أخرى‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬الإبقاء‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬المتاحف‭ ‬المحلية‭ ‬في‭ ‬كابل‭ ‬مثلا‭!‬‮»‬‭. ‬فالكثير‭ ‬من‭ ‬القطع‭ ‬النفيسة‭ ‬في‭ ‬متحف‭ ‬كابل‭ ‬إما‭ ‬أنها‭ ‬قد‭ ‬دمّرت‭ ‬أو‭ ‬أصبحت‭ ‬ضحية‭ ‬من‭ ‬ضحايا‭ ‬الحرب‭ ‬المستعرة‭ ‬هناك‭. ‬وقد‭ ‬تكون‭ ‬إحدى‭ ‬هذه‭ ‬القطع‭ ‬التي‭ ‬بحوزتنا‭ ‬قد‭ ‬سرقها‭ ‬أحد‭ ‬المقاتلين‭ ‬الأفغان؛‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬تمويل‭ ‬لحربه‭ ‬مع‭ ‬السوفييت‭.‬

‭ ‬متحف‭ ‬الميتروبوليتان‭: ‬‭ ‬تأسس‭ ‬في‭ ‬1870،‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬نيويورك‭ ‬يحوي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليوني‭ ‬قطعة‭ ‬فنية‭ ‬وأثرية‭ ‬ويعتبر‭ ‬أكبر‭ ‬متاحف‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭.‬

•‭ ‬الاسم‭ ‬‮«‬نارام‭ ‬سين‮»‬‭ ‬ويعني‭ ‬اسمه‭ ‬‮«‬محبوب‭ ‬الإله‭ ‬سين‮»‬‭ ‬وسين‭ ‬هو‭ ‬إله‭ ‬القمر،‭ ‬الذي‭ ‬حكم‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬2261‭-‬‭ ‬2224‭ ‬ق‭.‬م،‭ ‬ولقب‭ ‬بـ‮»‬ملك‭ ‬الجهات‭ ‬الأربع‮»‬‭ ‬حيث‭ ‬وصلت‭ ‬الإمبراطورية‭ ‬الأكدية‭ ‬في‭ ‬عهده‭ ‬أوج‭ ‬عظمتها‭ ‬وتوسعها‭.‬

•‭ ‬الاسم‭ ‬‮«‬سرجون‮»‬‭ ‬من‭ ‬الأصل‭ ‬الأكدي‭ ‬‮«‬شارّو‭-‬‭ ‬كينو‮»‬؛‭ ‬وتعني‭: ‬الملك‭ ‬الحقيقي‭ ‬أو‭ ‬الشرعي‭ ‬؛‭ ‬وهو‭ ‬مؤسس‭ ‬أول‭ ‬إمبراطورية‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬وعاصمتها‭ ‬مدينة‭ ‬أكد‭ ‬وسط‭ ‬العراق‭ ‬الحالي،‭ ‬والذي‭ ‬حكم‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2334–‭ ‬2279‭ ‬ق‭.‬م‭.‬

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.