هذا العدد
هذا الشهر كتابات أدبية وأخرى فكرية؛ قصائد ونصوص قصصية وأفكار وكذا دراسات ومقالات في قضايا ثقافية شاغلة، فضلا عن مراجعات وقراءات في كتب حديثة وإطلالة على ما جادت به دور النشر الغربية بالإنكليزية في قضايا تتصل بالشرق وبالعرب والمسلمين من نواح فكرية وسياسية وأدبية وتاريخية، وهي نافذة طالما شرعناها مع كل شهر على ثمرات المطابع، لاسيما في اللغتين الإنكليزية والفرنسية، ولسوف نتوسع في هذا المجال فنقدم قراءات موجزة لإصدارات مماثلة في اللغات الألمانية والإسبانية والإيطالية، ونتوسع في الرسائل الثقافية التي اعتدنا ان نشرعها في كل عدد على ما يجري شهريا من جدل في الحياة الفكرية الفرنسية في تشاكلها مع قضايا العرب والشرقيين والمسلمين عموما، لتشمل فضاءات ثقافية أوروبية وغربية أخرى.
حوار العدد مكرس لتجربة الكاتب المصري سعيد الكفراوي المتصوف في رحاب القصة القصيرة وأحد روادها العرب.
ملف العدد حمل عنوان «التلاعب بالعقول-ثقافة بعث الماضي ودفن المستقبل»، ويشارك فيه عشرون كاتباً عربياً من مصر، الجزائر، السودان، العراق، المغرب، تونس، سوريا، فلسطين، السعودية، رصدوا وقرأوا وحللوا علاقة الثقافة العربية بالعنف، وعلاقة المنظومة التعليمية والتربوية في العالم العربي بمشروعات الهيمنة على العقول وتلقين العنف وكراهية الآخر وهي سياسة تقاسمها المستبدون والظلاميون متسلحين بنصوص تأويلية للدين وأخرى تعيد إنتاج الماضي المتوهّم في خطابات معادية للحياة والمستقبل، بما يؤسس في الخلاصة لثقافة العنف والكراهية والانتحار والقطيعة داخل الثقافة الواحدة في مكوناتها المختلفة، وبينها وبين الثقافات الأخرى في العالم.
وبالتالي فإن مقالات الملف تتقصى وتقرأ ظواهر وحالات وموضوعات تصب كلها في ما يمكن اعتباره محاولات من تيارات ماضوية للهيمنة عبر شتى وسائل المعرفة وقنوات التواصل القديمة منها والمستحدثة، من المدرسة والجامعة والجامع والكتاب والنادي والصحيفة، وحتى شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع والصفحات الإلكترونية المختلفة، وكل ما يشكل إمكانات فاعلة في الوصول إلى الناشئة والشباب لاحتلال عقولهم والهيمنة على أفكارهم وخيالاتهم والعبث بها، وهو ما يحيل أصحابها إلى كائنات طيعة جاهزة لاستقبال الأفكار الماضوية بما تضمره من نزعات نكوصية وعداء للذات والآخر وقطيعة مع قيم العصر والتطلعات المستقبلية للأمم، وتحويل بعضهم إلى متفجرات بشرية تؤثر ثقافة الانتحار والموت على ثقافة الحياة والبناء.
في هذا العدد تخطو الجديد خطوة أخرى في ترجمة بيانها التأسيسي لجهة تناول القضايا الشائكة والأكثر إشكالية في مجتمعات الثقافة العربية.
المحرر
