هذا العدد

السبت 2017/04/01
لوحة: وليد المصري

تنفرد "الجديد" في هذا العدد بنشر ملف فكري يتناول فيه عدد من الكتاب العرب الترامبية ويقرأونها بوصفها ظاهرة يمينية شعبوية دهمت العالم وفاجأته كما تفاجئ الزلازل والطوفانات وأحدثت رجة طالت كل جزء من المعمورة وهزّت معها الوعي والوجدان الإنسانيين. ولئن أدّى ظهور ترامب وانتخابه رئيسا للولايات المتحدة الأميركية إلى ولادة شعور كبير بالخطر على التعدد والتنوع العرقي والديني والثقافي في أميركا والعالم الغربي قاطبة، فقد ولّد ظهوره حساً فجائعياً لدى شرائح كبيرة في العالم ممّن يؤمنون بالوجه الإيجابي للعولمة وينظرون إلى التنوع الثقافي الذي يعاديه ترامب بوصفه خشبة الخلاص للبشر، وقاموا بتحركات جماهيرية عالمية واسعة رافضة للأفكار العنصرية التي يجاهر بها ترامب ويعمل لأجلها.

على أن هذا الملف إنما يقرأ الظاهرة الترامبية من منظورات عربية. وهو ما يشير إلى احتمال أن تختلف هذه القراءة جزئياً عن القراءات العالمية الأخرى لها، خصوصاً لدى من أنهكته فكريا سنوات أوباما العجاف وانعكاساتها الكارثية على العالم العربي. ولكن هل إن الترامبية والمتعارضة مع النزعة الأوبامية النكوصية ما هي إلا طبعة جمهورية جديدة وذروة من ذروات التوحش الانعزالي اليميني المسلح بدوغمائية مراوغة، ويستند إلى شعبوية رائجة لا يمكن التنبؤ إلى أين يمكن أن تأخذ أميركا والعالم في ظل انهيار مريع لكل ما أنتجه العالم المتحضر من قيم إنسانية.

في العدد أيضا قصائد وقصص ومقالات فكرية ومراجعات للكتب ورسائل ثقافية ورسوم وتخطيطات لعدد كبير من الفنانين التشكيليين العرب.

بهذا العدد تواصل "الجديد" دعوتها الكاتبات والكتاب العرب إلى المشاركة على صفحاتها في نقد الفكر العربي والمساهمة في توليد أسئلة ثقافة عربية جديدة والتواصل مع التطورات الفكرية في العالم، مؤكدة على مواصلتها الاحتفاء بالنصوص الشعرية والسردية العربية الجديدة والمبتكرة، وإتاحة المجال واسعاً أمام الأفكار الجديدة والتطلعات النقدية في الفكر العربي المعاصر، مؤكدة باستمرار على ترحيبها الاستثنائي بالكاتبات والكتاب الشباب لممارسة أدوارهم في نقد الظواهر السلبية الثقافية والمجتمعية.

المحرر

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.