وجوه ونوافذ

ثلاث قصائد
الثلاثاء 2020/09/01
لوحة: لأسامة بعلبكي

كاميكاز

بعيدًا عن التوظيفِ الإيديولوجي للكلْبِ،

قرّرت ألاّ أكونَ وفيًّا:

سأعتلي شجرةً لقيطةً.

لا يحرسُها سِوى الظّلِ،

من ذُلِّ الرّيحِ،

وأمراضِ المطرِ الصّناعيِّ.

سأرحِّبُ بالأطفالِ الذينَ كذّبَتْهم

طفولتُهم.

بالرّملِ الذي درَّبَهم على الأحلامِ الكبيرةِ.

وبامرأةٍ قبيحةٍ،

قابلةٍ للزّراعةِ

أحبُّها حتّى..

 يَتَعَكّرَ الحُبُّ!

 

قصّةٌ طويلةٌ جدّا

ثلاتُونَ عاماً.

رجلٌ وحيدٌ ومتفائلٌ،

يتمنّى امرأةً واحدةً.

ثلاثونَ عاماً أيضا.

امرأةٌ وحيدَةٌ،

تتمنّى رجُلاً وحيداً،

وواحدًا، فقط.

اصفرّ الرّجلُ من الخيبةِ.

(كلُّ النساءِ، بلا نوافذَ).

اصفَرّتْ المرأةُ من الخيبةِ.

(كلُّ النوافذِ، بلا رجالٍ).

لا بابَ للمدينةِ.

يئِسَ الرّجلُ من المرأةِ.

يئستِ المرأةُ من الرّجلِ.

خرجَا

وإنْ لا بابَ.

(كانَ الشارعُ طويلاً،

والمرارةُ أيضاً).

ألقتْ المرأةُ كلَّها، من طابقٍ سابعٍ.

حاضَ رأسُها،

على رأسِ الرّجلِ كلِّهِ.

ماتَا منذُ ستّينَ سنةً

وإنْ لا جثّةَ.

في القبرِ،

جوربٌ واحدٌ، مثقوبٌ تمامًا،

يكفّنُ أمنيتيْنِ،

لا غيرَ.

 

رياضةٌ، لا غير

كلّ صباحٍ، أنحني:

أنحني، لأربطَ خيوطَ حذائي الوضيعِ.

مع الأيّامِ،

صار الأمرُ مرهِقا ومملاًّ حتّى…

اشتريتُ حذاءً رفيعًا.

كان عليَّ، دائما، أن أنحنيَ

لأربطَ، كلّ صباحٍ،

خيوطَ حذائي الرّفيعِ حتى…

صار الأمرُ مرهقًا ومملاًّ أيضا.

كذا عرفتُ أنّ الانحناءَ رياضةٌ جَمعيّةٌ:

رياضةٌ للوضيعِ،

ورياضةٌ للرّفيعِ.

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.