وسادة ذنوبي الصغيرة
ارتباك
لو كنتَ تعيش في حيّنا
لمررتُ كل صباح
أسقي أزهاراً تنتظر على شرفتك
في كل مرة أولد فيها
هناك أرض أخرى تجذبني
أنا وهذه الشجرة في حالة انتظار
هي تتوق إلى التعرّي
وأنا تغريني مرحلة التراب
تطير بي الريح في رحلتها
إنها لم تبلغ سن الرشد بعد
ألتقط ثياب الخريف
فأصبح شجرة
أتعثر بنفسي في المرآة
يزيد ارتباكي.
اللانهاية
ما لا يقال
يشغل الفسحة الأكبر من الحياة
لم تعد مقاهي المدينة تكفي وحدتي
شجرة وحيدة في قرية مهجورة:
العالم كاملاً يعيش بداخلي
العزلة في صمت:
أحاول تجسيد اللانهاية.
خجخجوك
أم تهديني مطرزات مشغولة بدندنات الصبايا
ما كنت أعلم أن الأزهار تغني
دم يسيل من قلب العالم
من داس على زهرتَي الخجخجوك؟ (*)
(*) شقائق النعمان
اليوم العاشر من دمشق
هناك طفل على الأقل
لا يتوقف سعاله في هذه اللحظة من الفجر
في جانب من رأسي قصص هزلية حزينة
وفي الجانب الأرحب منه جمال منقوص
ترتعش يدي حين تصدق اللحظة
الكلمة أشجع من الصورة
توقعنا في فخ التحقق
وأما الخيال فهو لا يستحي
بالكلمة أمحو حزني على نفسي
وبها أيضاً أعبر الحقيقة
في اليوم العاشر من دمشق
ازداد نباح الكلاب.
وسط اليباب
نسير معاً وسط اليباب
هذه الأرض خربة
تتّسع لقبابٍ أسمّيها مجازاً بيوتَ مَنْ رحلوا
وتلك حجارةٌ مرصوفة على شكل دوائر
تحتمل لقائي بعوالم أخرى
تسألني عن حالي
فأعود طفلة
وأدسّ وجهي في وسادة ذنوبي الصغيرة
أسألك عن حالك
فترتطم بالرياح
تتلعثم
تقول إنك نسيت
وأذهلك شحوبُ وجهي.
الشام والحلم
في الحلم
تطير الشام إلى مخدتي
ويطير حمامها الى قلبي
كلتانا تبكي أحبة شبعوا من الغياب
في الحلم
أرى كل من أحببت
وأعود لأغرق في الحلم.
كامي ” التي لم تأت“
حين نحب أحدهم
تصير الأرض سماءً
تحط العصافير من الأعلى
يزيدها الثلج توهجاً
“كامي”
تعرفين أنني أحمل قدميكِ الصغيرتين
وأن لك ضفيرتين
وشامة
سماء رمادية
ما ذنب وجهكِ المضيء
اشتريت شمساً
حين رفضتُ اقتلاع زهرة
“كامي” أنت لا تعرفين اسمكِ
لكنني أراكِ تشرقين عند الفجر
وهذا يحدث مرة
كل يوم
كتبتك قبل أن أراك
وحين رأيتك
بدأت أتحسس الكلمات
تحت جفني…
أعتذر لأنني إنسان
وجوه جميلة لم تعد تدور حول قلبي
أرواح بعضهم غادرتني
أدركت أنني بلغت عمراً مشتهى
ثلوج تلف أقواس المدينة
والشجر لا يشعر إلا بذاته
صمت يستعير الريح ويصلّي
في الصباح، ندى يرق هنا وهناك
يرقّ كل شيء
أصير نهراً
أجلس أمام شجرة الميلاد
أعتذر لأنني إنسان
تأخذني النافذة في رحلة إلى الغابة
فأحوم رياحاً جسورة بين الأغصان
أرقد في الثلج
أشرق بقوة
أمطر بحنان
أتلوّن
أنقر الحَبّ وأطير
ولا ألقي بالاً لما هو أنا ولما هو كل شيء سواي.
