هذا العدد
عدد آخر من «الجديد» وفيه تتلاقى طائفة من الأقلام العربية وتتفاعل في ما بينها نصوص إبداعية وأخرى فكرية وحوارات ونقد وسجال في الأدب والفكر والفن، تتطلع كلها إلى ما هو جديد في الإبداع والتفكير.
في ملف العدد المنشور تحت عنوان «شيطنة الآخرò إسلامات وحداثات وحاضر عالمي مضطرب» خمسة أقلام عربية هي: أحمد برقاوي، خلدون الشمعة، عبدالرحمن بسيسو، نجيب جورج عوض، ربوح البشير. وتتصدى المقالات لإشكالية العلاقة بين الأنا والآخر انطلاقا من موضوعات ومسائل شتى، وعلى قوس من المشكلات المتفاقمة التي باتت تحكم هذه العلاقة وتهددها على نحو جديّ، من خلال بحث عميق في قضايا طالما حكمت العلاقات الثقافية والسياسية والاقتصادية بين العرب والغرب، وشكلت مادة للاستقطاب والتفكير والصراع.
في هذا الملف تواصل «الجديد» الطرق على أبواب الخزان، منادية المفكرين والمبدعين العرب للتشاكل من على صفحاتها مع جملة من القضايا والملفات الشائكة المطروحة على العقل العربي، كما هي مطروحة على المفكرين في الثقافات المجاورة وبينها الثقافة الأوروبية، التي لم تشهد مجتمعاتها اشتباكا عنيفا وإشكاليا مع العرب والمسلمين، كالاشتباك الحاصل في لحظتنا الحاضرة، وقد بلغ ذروة من الخطورة التي باتت تهدد كل الجسور التي حاول الشرق أن يبنيها مع الغرب، والعرب مع العالم على مدار أكثر من قرن.
إلى جانب نصوص أدبية بارعة نشرت في الشعر والقصص واليوميات، وإلى جانب الخواطر الفكرية والأدبية والأفكار والرسوم ومراجعات الكتب، ضمّ العدد حوارين الأول فكري مع صادق جلال العظم تحت عنوان «لعنة التحريم» والثاني أدبي مع الشاعر النيجيري أوشي ندوكا تحت عنوان «وراء القصيدة» وإلى جانب الحوار مختارات من شعره.
أخيراً لا بد أن نشير هنا إلى أن ما توقعته «الجديد» مع بدء صدورها من إمكان تحول صفحاتها إلى مساحة حرة للحوار والجدل والسجال، مازالت الاستجابة إليه في نظرنا حييّة، رغم قيمة ما أنجز حتى الآن، وأهمية الأقلام التي استقطبتها المجلة والموضوعات التي نشرت على صفحاتها.
نأمل من خلال هذا الملفات التي تقترحها المجلة على الأقلام، وتلك التي يبادرون هم إلى اقتراحها أن ننتقل إلى بحث ونقاش أكثر جرأة في طرح الأسئلة الجوهرية ومحاولة الإجابة عنها، وصولا إلى خلاصات جوهرية.
المحرر