صراخ المعلّقين في الهواء

"يمكن للبعض أن يجاري جاد الحاج في الشعر لكنْ أن يتفاخر عليه، فلا".

(يوسف الخال)
الأحد 2025/06/01

جدال

قالَ الكاهن:

في عينيكَ أنّكَ طرتَ عمراً على الأقلّ

وكان لكَ منقار

قلتُ:

صحيح،

ورأيتُ الله يسطو على كنزِ الخلود.

 

جدال أيضاً

لو أنّ الموت كما يقول الكهنة

لجلستُ على قبري كأنّه عرش

وأقمتُ عيداً قربَ الشواهد الكئيبة

لكنّ الموت جسر مخلخل فوق هاوية

وكلّ كلام آخر هو صدى صراخ المعلّقين

في الهواء.

 

خيل ونوافذ

منذ شتائنا الوحيد

في الفندق الصيفي

نافذتُنا لا تنغلق،

يطلّ منها رأس حصان

كلّ صباح

فكلّما تراسلنا،

بطاقاتنا خيل

ونوافذ

لذا مشكلتي حيالَ أن نبقى

مجرّد أصدقاء

أنّني لا أراكِ إلاّ عارية

ومتى أطلّ الحصان بعينيه البوذيتين

تلتفّين حولي

كأفعى.

 

ـ شقائق النسيان

على الرصيف مرّة أخرى

بانتظار المعجزة

يعبر جنود مأذونون

ريثما يجدّد القادة دمَ الحرب

تعبر غانيات المدينة،

يتبادلون شقائق النسيان كالقبل

يعبر قدِّيس حاضناً بجعةً جريحة

تسقطُ قطرةٌ مِنْ دمِها على جبيني

فأركض إلى البحر

شاتماً كلّ الذين يزجلون

للسنونو السابح كالنيزك

للزغاليل تفتح مناقيرها نحو السماء

للدوري ناصب شوادر الوهم

للهدهد النادر

لقبّرات القلب الوحيدة

ليمامة النهرين

للمطوق الطيفي

ينقرون الدفوف،

يرفعون الكؤوس

نخبَ حرّاس الفلَك

وقبل طلوع الفجر يخرجون

بالسلاح الكامل

إلى صيد البجع العابر

كغيمٍ مدرّج

كلاّ إنّ الغراب الأعمى

أوفر حظّاً مِن شاعِر شعبُه أصمّ،

لغتُه أصلُ الخطيئة

وبلاده بلادي

تَقتل في الصباح كلّ ما أزجلتْهُ حبّاً

في حلكة ليلها الطويل.

 

ملائكة

حين كان علي بابا مراهقاً

سلبتْ لبّه الأقفال.

***

بدلاً مِنَ الغضب

يضحك العرّاف.

***

في القاع

بحر

يتجنّب الماء.

جاد الحاج

خذي وقتك
وأعطني أن آخذ وقتي
مهزومان متساويان في الهزيمة.

 

ولا قدام سوى…

أصعد وأنزل سلالم السفارات
مثل وباء أُبيد
وما زال يجوب الأزقة.

 

خروج المعرّي

خلال انحباسك في المصعد المخرّب
بدا وجهك في المرآة موحلاً
مثل مخيم على الحدود.

 

حرير أفغاني

أنا فزاعة قلبتها الرّيح
والسماء فوقي
منبوشة كأدراج موظَّف مطرود.

 

أوّل الإيمان

ماتيلدا، أيتها السَّاقطة
ما أكثر المبتهلين لقفاكِ وأنت تلعبين بلياردو
وتنهرين فتاك:
هاي أنت، لا تنسحب، كأسكَ هنا
وأعطني دولاراً للقطار.

 

ولا يمطر الألمُ

وفريق مسّاحين
يتداول أسباب امتقاع الجو
لمجرد أن عاشقاً ينتظر في البرد.

 

على الزاوية

قلت لها: حان وقت العودة
وتركت يدها آفلاً كرسول أبلغ سرّاً
في مملكة بعيدة.

 

عن الجسر والعوم

بقفزة
تعرف الخفافيش الضريرة
دروب الفضاء.

 

سادة الجميع

تركت بيتنا كزانية
تترك بيتها،
فلا بيتها لها ولا بيوت الطريق.

 

أحفاد أحفاد

لأنني لا أستطيع إحصاء القتلى
ولا الأحياء المرتعشين
لعبت دور أخرس ملكوم العينين
يفسِّر أسباب الحروب.

 

فن المطابخ

دعوني أخرج
دعوني أعد الأبواب المغلقة
وأصافح الأيدي المتدلية كثمار الكسوف.

 

وهي منهم

سوف تصفق في الظلام لنفسك
وسوف تصافح المعزين
واحداً واحداً.

 

لا أكثر ولا

الهواء بالذات لا فعل شيئاً
ربما لأنه كالبحر لا يحصل على معاش
وليس مهاجراً يقف في الرتل
خائفاً أن تنفذ البضائع الرخيصة.

 

بدو يسلِّى !

مثلكم ،
ذهبت إلى المدرسة حتى لطم أستاذ الحساب
باب الحصة وصاح :
أنا رامي عظامكم للمطحنة
وأمرني بالوقوف.

 

والمعصية

خذي الأطفال والمحاصيل وكل شيء
ولو أغلقت في وجهي الأبواب
تهربني النوافذ.

 

المنسرب عفواً

ألمُّ أعقاب اللفائف
وأساهر البحر
كأنني رصيف مرفأ.

 

هيَّا.. السَّاعة

حبيبة القطار،
دائماً
يأخذها القطار.

 

بلا سطح

أخيراً في كازينو الذاكرة

أنت زرّ دخل عروته

أمواجكَ

ترغي وتزبد

تلهو بظلال الهاوية

تنام مع خليلة الغيم

يأتيكما الشعاع

كنحلٍ عاد الى قفيره

وحين تصحو على ذئبة

أنيابها مخالب

أثداؤها جعدة

كعنب الشتاء

تهوي من جديد

إلى دروبك الأولى: مرحباً، يا ذات الضفيرتين

مرحباً، يا أمها الباسقة كزرافة

مرحى، يا ماخر الصحراء

يا من أينعت خطاه في النجوع

هيّا

إلى ليل الأوكار

هيّا

نفلت من كل جدارٍ

وكل مسار

نحتسي الليل سهواً

في حانة بلا سطح

عناكبها

تهس كمذياع غريق

وترقص غجرية

برأسك

على طبق من قصب.

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.