المختصر
داعش: داخل جيش الرعب
ISIS: Inside the Army of Terror
إرث الإمبريالية متهما
في البداية وصف باراك أوباما داعش بأنها “فرقة من الدرجة الثانية” مقارنةً بالقاعدة! ولكنها لم تلبث أن استحوذت على مناطق كاسحة في العراق وسوريا، وهذه الأنحاء في حجم بريطانيا العظمى نفسها! على وعد بإقامة خلافة إسلامية جديدة لا تحيد عن الشريعة. في كتاب ” داعش: داخل جيش الرعب” يشرح الصحفي الأميركي مايكل ويس والمحلل السوري حسن حسن كيف تطورت داعش من جماعة عراقية متمردة، تكاد الهزيمة تلْحَق بها، إلى جيش جهادي ينتسب إليه عددٌ من المتطوعين “الدوليين” ممن قطعوا رؤوس الرهائن الغربيين في فيديوهات ذات تقنيات عالية.
يؤكد الكاتبان أن المناورات والألاعيب السياسية والعسكرية الأميركية والعراقية والإيرانية والسورية عززت توسع داعش الكارثي. واتكالاً على حوارات مع عسكريين أميركيين ومحاربين من داعش، يحلل الكاتبان صراعات محتدمة في إطار الحركة نفسها، وكذا كراهية مميتة تضمرها داعش للشيعة، مما تسبب في توليد حرب طائفية أخرى في المنطقة، حرب “شبيهة بالحرب التي تظن أميركا أنها وضعت أوزارها في العراق عام 2011″. ولا يفوتهما أن يسددا أصابع الاتهام إلى قوة العالم العظمى، أميركا، متهمين إرثها العسكري والإمبريالي في الشرق الأوسط بنسج عصر جديد من الرعب في العالم.
أصوات الربيع العربي: قصص شخصية من الثورات العربية
Voices of the Arab Spring: Personal Stories from the Arab Revolutions
لا ثورة مفكرين
يتسلل الأكاديمي العراقي أسعد الصالح من جامعة يوتا الأميركية إلى حيوات عشرات النشطاء، وكذا المواطنين ممن تحْمل حياتهم دلالات سياسية وثقافية قد لا تتوافر في تجارب النشطاء. يؤرِّخ لإرهاصات سبَقت انهيار دكتاتوريات تونس ومصر وليبيا واليمن، وما تلاها، دون أن يستثني سوريا من التجربة، لا بعين المؤرخ، وإنما بعين رجل الشارع.
ما هي الرسالة النفسية والثقافية التي ألهمت الجموع للنهوض وكسر حاجز الخوف من السلطات الأمنية الخانقة؟ نقرأ عن مشروعاتهم في خضم حالة التمرد المشروع، نتعرف على دروس تلقوها من تلك التغييرات الدرامية التي أحدثوها بأنفسهم، دون أن تُفرَض عليهم. هل هناك محل للندم عند التطلع إلى الماضي؟
يحكي هذه القصص الكاشفة والموجعة مدى واسع من المواطنين من خلفيات اجتماعية وتعليمية شتى ومعتقدات سياسية مختلفة. فالربيع العربي ليس صنيعة مفكرين، وإنما عمال وموظفون من الطبقة الوسطى والفقيرة. وقد أفضت هذه الحركة الاجتماعية كلها، ولو بصورة مؤقتة، إلى وطن عربي متحد -أو شبه متحد- وهوية جمعية لشباب كان فاقداً للأمل ورازحاً تحت القمع على حد قول المؤلف.
دولة الأدب الإسلامية في القرون الوسطى: بناء المعرفة العربية
The Medieval Islamic Republic of Letters: Arabic Knowledge Construction
عصر الاضمحلال أكذوبة
يعْرض البروفسور العراقي محسن جاسم الموسوي بجامعة كولومبيا الأميركية في كتاب “دولة الأدب الإسلامية في القرون الوسطى” دراسةً رائدة عن الإرث الثقافي للدول الإسلامية بالقرون الوسطى وما قبل العصر الحديث. والموسوي هنا يتشكك في نموذج يعتبر الفترة الممتدة من سقوط بغداد عام 1258 إلى انهيار الإمبراطورية العثمانية عام 1919 “عصرَ اضمحلال”، يتْبعه ما يُعرَف “بالنهضة”. وطرحُه يفضح هذا الرأي من خلال توثيق دقيق لدولة الأدب في الدول الإسلامية بالشرق الأدنى وجنوب آسيا، دولة كانت مفعمة بالحيوية والديناميكية، أي حالة متباينة تماماً عن الصورة الشائعة عن عقود الجمود الفكري والأدبي المتجذر.
ويرى الموسوي أن الإنتاج الثقافي في هذه الفترة لم يكن عشوائياً أو وليد الصدفة، وإنما ترعرع على يد جمهور واعٍ من القرّاء في جميع أنحاء الأراضي الإسلامية ممن احتاجوا إلى المراجع والمعاجم والوثائق للتفاعل مع المفكرين والكتاب. وقد طوَّر العلماء أيضاً شبكات معرفية للرد على بعضهم بعضاً وعلى القراء. وبدلاً من مخاطبة النخبة فقط، دعّمت هذه الصناعة الثقافية عامة الباحثين ممن عملوا على توسيع المساحة الإبداعية نثراً وشعراً باللغة العربية الفصحى والعامية.
الإسلام في الليبرالية
Islam in Liberalism
ليبرالية عمياء
ينتقد البروفيسور الفلسطيني جوزيف مسعد، الأكاديمي بجامعة كولومبيا الأميركية، المخيلةَ الشعبية العالمية المروِّجة للإسلام باعتباره معادلاً لمفاهيم القمع والاستبداد والتعصب والقسوة وكراهية النساء والمثلية الجنسية بينما تشمل الألفاظ المضادة له في الوعي السياسي المسيحيةَ والغرب والليبرالية والفردية والحرية والمواطنة والديمقراطية! وأشد وجهات النظر إجحافاً في اعتقاد المؤلف هي المدعية أن الإسلام يقوّض دعائم قيم المساواة والتسامح.
يتحسر كتاب “الإسلام في الليبرالية” على ما صار إليه وضع الإسلام في عالم اليوم، ساعياً إلى إدراك كيف أصبح الطغيان وكراهية النساء والمثليين في سياسات الشرق الأوسط يعكس الإسلام ذاته. ويوضح مسعد أن هذا الانعكاس جعل أوروبا تبدو ديمقراطية ومتسامحة ونسوية، أو باختصار نقيض الإسلام الكامل.
وفي بحثه هذا يعرِّف أفكاراً جدلية كمعنى الديمقراطية والافتراض الأيديولوجي أن الإسلام لا ينسجم معها على عكس المسيحية! وهكذا يصدِّر الكتاب نقداً لا يهاب للأفكار الغربية المسبقة والليبرالية العمياء التي تفرضها أوروبا وأميركا باعتبارها نوعاً من الخلاص من الإسلام غير المستنير.
سقوط العثمانيين: الحرب العظمى في الشرق الأوسط
The Fall of the Ottomans: The Great War in the Middle East
انتصار الإمبراطورية وهزائمها
أي باحث ينشد الإلمام بمعارك العثمانيين في الحرب العالمية الأولى، من معركة جاليبولي إلى شبه الجزيرة العربية، وتشكيل الشرق الأوسط الحديث لن يجد خيراً من كتاب يوجين روجان المؤرخ والمحاضر في جامعة أوكسفورد البريطانية “سقوط العثمانيين: الحرب العظمى في الشرق الأوسط”. وبين دفتيه يصف روجان الرحلة المشؤومة مدعوماً بالوثائق والأدلة، ملقياً الضوء على وقائع كثيراً ما يتجاهلها المؤرخون، ألا وهي دور المنطقة الحيوي في الصراع.
يستعين المؤلف بحقائق تاريخية لإثبات فعل الانخراط، أو بالأحرى التورط. بدعم مالي ولوجستي واستشاري من الألمان، حارب العثمانيون الروس والبريطانيين والفرنسيين، وحاولوا استثارة الجهاد ضد الحلفاء في مستعمراتهم المسلمة. وعلى العكس من ساحات القتال البطيئة على الجبهة الغربية، كانت الحرب في الشرق الأوسط متسارعة يستعصي التوقع بنتائجها، إذ أنزل الأتراك هزائم حاسمة في بلاد ما بين النهرين وقطاع غزة قبل تحوُل تيار المعركة لصالح الحلفاء.
ينعى المؤلف سقوط بغداد والقدس ودمشق في قبضة الجيوش الغازية قبل موافقة العثمانيين على الهدنة عام 1918 بينما أدت تسوية ما بعد الحرب إلى تقسيم أراضي العثمانيين بين القوى المنتصرة، ومهَّدت السبيل إلى صراعات حالية لا يزال العالم العربي المعاصر يعاني منها.
موسيقى الثائر: العِرق، الإمبراطورية، وثقافة الشباب المسلم الجديدة
Rebel Music: Race, Empire, and the New Muslim Youth Culture
الموسيقى عرَّافة
هل يمكن أن توجد صلة بين الموسيقى والنشاط السياسي للشباب المسلم؟ هذا ما يستنتجه الكتاب الفائز بجائزة أفضل كتاب أميركي لمؤلفه هشام عايدي المحاضر بجامعة كولومبيا. يجادل عايدي أن موسيقى الهيب هوب والجاز والريغي، وكذلك الموسيقى الأندلسية وموسيقى جناوا الأفريقية، باتت وسيلة لبناء المجتمع والتنفيس عن الاحتجاج في وجه سياسات الغرب في حربه على الإرهاب.
يحاور عايدي موسيقيين ونشطاء وينقل إلينا مجريات المهرجانات والحفلات الموسيقية بأميركا وأوروبا وشمال أفريقيا ليمنحنا إحساساً بهوية الشباب المديني وتقنياته الفنية. منهم موسيقيون للجاز اعتنقوا الإسلام بعد الحرب العالمية الثانية، يستحضرون العشرينات حين ألهم الجاز ثورة ثقافية بأوروبا وشمال أفريقيا. كما التقى عايدي بآخر موسيقيي الأندلس بالجزائر، مَن هاجروا إلى الحي اللاتيني الفرنسي بعد اندلاع حرب الجزائر عام 1954. تحدثوا إليه عن التآلف بين المسلمين واليهود بالجزائر، تآلف شد انتباه المفكر المناهض للاستعمار فرانتس فونان.
إن كتاب “موسيقى الثائر” يجس نبض ظاهرة هذه الثقافة الشبابية الجديدة. لا يحسر فقط النقاب عن السياق التاريخي الثريّ لها، بل عن قدرتها على التنبؤ بالتغيير الاجتماعي والسياسي في المستقبل.
العراق في زمن الحرب: التجنيد والاستشهاد والذكرى
Iraq in Wartime: Soldiering, Martyrdom, and Remembrance
تطبيع مع الحرب
عندما غزت القوات الأميركية العراق في عام 2003، احتلوا بلداً خاض حروباً تواصلت لمدة 23 عاماً. ولكن في محاولاتهم لفهم المجتمع العراقي بكل تاريخه العريق وحاضره المعقد، لم يدرك السياسيون والمحللون أثراً عميقاً خلّفه انخراط العراق الطويل في الحرب على الحياة اليومية وعلاقة المواطن بالسياسة وخياله الثقافي. تتكل دينا رزق خوري الأستاذة المشاركة بجامعة جورج واشنطن في كتابها “العراق في زمن الحرب: التجنيد والاستشهاد والذكرى” على وثائق حكومية وحوارات في تتبعها للعمليات السياسية والاجتماعية والثقافية للتطبيع مع الحرب إبان عهد حزب البعث. تجيب على سؤال، كيف تعامل العراقيون اجتماعياً وثقافياً مع حربهم مع إيران، وحرب الكويت ثم ما تلا نهاية صدام من غزو؟
ومن هنا تبرهن خوري على أن الحرب كانت شكلاً من أشكال الحكم البيروقراطي اليومي، متفحصةً سياسات الحكم العراقي في خلق معارضة هامشية وتنوع ديني هش، وكذا تشكيل الثقافة العامة. عقب ما يربو على عشر سنوات من الغزو غير المشروع، يصدمنا الكتاب بقصة متنوعة الطبقات لمجتمع صار يجد الحرب أمراً “معتاداً وطبيعياً”.
إننا محكومون بالأمل: مقالات في المسرح العربي
Doomed by Hope: Essays on Arab Theatre
المسرح ثورياً
في زمن نادراً ما يكتب فيه أحد عن المسرح، يضم هذا الكتاب الفريد للمخرج والناقد المسرحي اللبناني إياد حسامي مجموعة من المقالات، مدعومة بصور معبرة، تتمحور حول إرث المسرحي السوري سعدالله ونوس الذي حرّضت مسرحياته العامةَ على الثورة على الطاغية منذ عقود مضت.
وبإسهامات من سوريا ومصر ولبنان وفلسطين والكويت واليمن، وبمقدمة بقلم المسرحي اللبناني إلياس خوري، يعدد الكتاب الممارسات الثقافية في زمن الثورة، ويشرح دور المسرح خلال السنوات الدراسية، وتعامُل المؤلفين مع الأنظمة الأمنية، والإخراج في المسارح القومية والمهرجانات العالمية والسجون! كما يتتبع تاريخ المسرح العربي المعاصر وعلاقته بالتغيير الاجتماعي.
كلها مواضيع تأتي في إطار مناقشات أكاديمية أو شهادات شخصية أو بورتريهات لفنانين عرب كبار، وكلها مسرحيات منحت صوتاً لمن لا صوت لهم، سواء في شوارع سوريا بعد حرب 1973، أو في مسرح بكلية أميركية ينتج عرضاً عن أميركي-فلسطيني يعيش في فلسطين لمدة عام، أو في أعقاب الربيع العربي.
الشعر النبطي في الإمارات العربية المتحدة
The Nabati Poetry of the United Arab Emirates
لغة الشعر حياة
في التعاون الثاني بين كلايف هولز، بروفيسور العالم العربي المعاصر بجامعة أكسفورد، والباحث الأردني سعيد سلمان أبو عاذرة بعد كتابهما “الشعر والسياسية في المجتمع البدوي المعاصر” الصادر باللغة الإنكليزية، يفوزان بالجائزة الثانية لأفضل كتاب باللغة الإنكليزية نشر في المملكة المتحدة عام 2012، ويحمل عنوان “الشعر النبطي في الإمارات العربية المتحدة”.
ومعاً يعرضان للقارئ الغربي هذا الشعر التقليدي الممثِّل لجذور سكان الخليج العربي، ولهجتهم اليومية. لا ريب أن الشعر النبطي يشكل ملمحاً من ملامح الحياة في دولة الإمارات منذ القرن السادس عشر. تناقلته الأجيال على الألسنة، وكان السجلّ الوحيد للأحداث التاريخية والمعاصرة. ويعد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب الرئيس ورئيس وزراء الإمارات العربية المتحدة وحاكم دبي، أشهر رواد الشعر النبطي في عالم اليوم. وطالما قال إن الشعر النبطي ينبغي أن يدرَس بقوة لكي نحافظ عليه.
يضم الكتاب ترجمات لثلاث وخمسين قصيدة بأقلام خمسة وعشرين شاعراً، يغطون بمواضيعهم نصف القرن الأخير. يتضمن الكتاب أيضاً القصائد الأصلية باللغة العربية الجميلة، ومعها تعليقات وجيزة عن اللغة والسجع والقافية وتقطيع الشعر. الرائع أن الكتاب يصحبه قرصٌ مضغوط يحوي تسجيلات لاثنتين وعشرين قصيدة بلغتها الأصلية.
بــذور أزمــــة: الحرب الباردة والهيمنة الأميركية في الشرق الأوسط
Sowing Crisis: The Cold War and American Dominance in the Middle East
إرث بارد مخيف
يؤرخ الكاتب الأميركي من أصل فلسطيني رشيد خالدي، مدير معهد الشرق الأوسط بجامعة كولومبيا، للحرب الباردة منذ ظهورها وتغلغلها على مستوى العالم، وما تركته من آثار، منها ما يسميه الغرب الآن “الحرب العالمية على الإرهاب”.
يناقش حجة مقنعة تقول بأن التدخل الأميركي والسوفيتي في الشرق الأوسط لم يؤد إلا إلى تفاقم الحروب الأهلية وانهيار الديمقراطيات الوليدة الهشة، بل ولا يزال حتى يومنا هذا يصبغ الصراع العالمي في المنطقة. يشير المؤلف إلى أن البترول قد لعب دوراً هاماً في صراع الحرب الباردة، زاعماً أن واشنطن عزلت مصر الممثِّلة للحركة القومية عن السعودية الممثِّلة للتيار الإسلامي المحافظ.
يدْرس كذلك التفاعل الاستراتيجي بين القوى العظمى إبان الحرب الباردة، شارحاً كيف بمقدورنا استيعاب الأحداث الجوهرية الواقعة على مدى العقود الفائتة -بما فيها الحروب العربية والإسرائيلية وحربا الخليج واحتلال العراق وأفغانستان وصعود المد الإرهابي- في ضوء هذا الإرث المخيف.
