لا شيء يدل عليَّ

الخميس 2023/06/01
لوحة: شفيق رضوان

رأيتك نحيلا

رأيتك نحيلاً أكثر من المعتاد، يدك اليسرى تربت على اليمنى، تشد من أزر نفسك؛ أقرأ تكرار الفعل “ما من أحد لي سواي”!.

لم تشفع لك أزرار القميص المفتوحة لا الأول ولا الثاني، لم تكن تكفي لوضوح ولا لبداية ما، كنت متناقضاً مثل قصيدة بيضاء سوداء في آن!

أقرأ ثباتك المفتعل مثل بناية هشة تعتريها هزة.. حزنك الثابت الوحيد؛ خفف من فيض الحزن الذي يعتريك وابْك إن شئت كي ينهض ورد المزهرية من موته الطازج وقف وأنت تستند  على  كتف النشيد كي أعيد قراءة إيماءات الجسد!

25 شباط 2023

////////////////

لا قيود؛ إنه منامي، الشِّعرُ بيننا ووجهك أمامي وحديث طويل طويل بين العيون ولا أحد غيري يفسر لي منامي؛ نلتقي ذات حلم تبدأ قصة ما وتنتهي هناك، أحبك وتحبني وتكون لهفة، وحين يباغتني الصحو ينتهي.. يتلاشى كل ما كان هناك!

24 شباط 2023

لست قوية كما تظن؛ أنهار كما تنهار بناية في وضح النهار بفعل هزة أرضية، أركع على ركبتي حين تجلدني سياط الحزن، أذبل مثل نرجسة داستها حوافر شتاء بلا رحمة، أتوجع مثلما يتوجع جمل حين تعضه الصحراء في خفه وأبكي مثل طفل حين يدخل رمش في عيني، لست قوية كما تظن؛ الكلمات كذبتي الصغيرة، أضعها في جيبي مثل تعويذة وأتحسّسها كل حين كي أطمئن لمصدر قوتي الكاذبة، وحدها أمي كانت تعرف أني كذبة الفصول جميعها؛ حين وضعتني اختارت أن يكون ذلك في اليوم الضائع؛ في الأول من نيسان، نذرتني لربيع لا يأتي أبدًا، ولعنتني آلهة الخصب جميعها، أنا ابنة الإله الذي ارتكب رذيلة الغياب وأحرق قبل أن يغيب كل المواسم!

لست قوية كما تظن؛ لو كنت كذلك ما كنت أراود كل ليلة طيفك وما كنت انتظرت أن تلدك المواعيد المجهضة ولا الساعات المبهمة ولا الوقت الميت، تكذب النساء حين تحب وحين تخاف وحين تلج رحم الوحدة، لست قوية كما تظن أنا محض كاذبة!

20 شباط 2023

////////////////

أستطيع أن أكتب فصلا كاملا عن كل المواعيد التي أجهضها الانتظار، عن كل الأزهار التي سحقتها الأقدام المسرعة.. لكنه أوان الموت وأمام الموت يتضاءل حزننا الشخصي وهزائمنا الفردية وخيباتنا التي تخصنا وحدنا.. أمام عنجهية الموت تخفت كل الأصوات ولا يبقى سوى زعيقه المنفرد!

 7 شباط 2023

أحيانًا أقضي الليل بطوله وأنا أجس نبض اللغة مثل طبيب متدرب؛ خافتة، صاخبة، مضطربة، على مشارف حياة أو موت، يُكتب لها النجاة، لن تنجو، عالية الإيقاع، أقرب للتلاشي، تتأذى من فرط الثرثرة، تستكين إلى صمت خفيف، باردة مثل حبات عرق على جبين محموم، حارة مثل لمسة يتبعها انصهار، مترددة مثل خطوة أولى، واثقة مثل إله يملي سِفره الأخير على شعب محب، مرتجلة مثل أغنية في مقهى عشاق، طويلة النفس مثل نافخ بوق، متقطعة الأنفاس أحياناً.. أجس نبض اللغة ولا أراودها ولا أرتديها ولا أدوّرها مثل خاتم، أترك لها

حرية التشكل أو التلاشي، لا أضغط على معصمها لتبقى ولا أفلت كفها لترحل، أجس نبضها وحسب هذه ما يفعله العشاق عادة حين تعتريهم رغبة جامحة في كتابة رسالة حب لا تصل!

4 شباط 2023

////////////////

لحقت بالبنت التي مدت لي يدها هذا الصباح، تصرفت بطيش فتاة في العاشرة، نسيت ثقل خطواتي بعد القفزة الأولى في حفر الماء الكثيرة وفي المساء عصرت جسدي مثل غيمة ونمت في الفراش مثل عجوز، خرقة بالية صرت؛ الروح مرتوية والجسد مرتعش!

تذكرت البنت الشقية التي خرجت من جسدي صباحا وأغرتني بالركض تحت المطر قذفتها بالوسادة، تلاشت من خيالي، تجرعت كوب اليانسون الساخن، سعلت وارتجفت مثل عجوز في التسعين، نمت وأنا ألعن البنت وطيشي وخيالي!

2 شباط 2023

////////////////

لم أطلب النجاة لكني نجوت، السيارات أوراق خريف تدوسها الجرافات، الدماء بكاء السماء المتخثر على الأرض والشهداء غادروا أجسادهم وصاروا ريشة تصعد وتصعد مسكونة بخفة التحليق وغواية الأجنحة، لم أطلب النجاة لكني نجوت ولم أكتب لأقول نجوت من طائر الموت الذي حام فوق رأسي ولم تجذبه روحي، كتبت لأن الشهيد الذي مرَّ بي صباحاً أوقع ابتسامته في كفي وأنا التقطتها واحترت كيف أعيدها إليه وما من سبيل إلا الكلمات!

26 كانون الثاني 2023

//////////////////////

في هذا الواقع الذي يشبه هوة سحيقة أو قاع بئر نتنة كنت أدق كلماتي مثل أوتاد في الجدران المتعفنة الرطبة الزلقة، لا أقول كي أستطيع النجاة ومعانقة الشمس إنما كي أستطيع الصمود، كي أبقى معلقة هناك.. الشمس بعيدة واليأس يشدني من أقدامي، لا أعرف إن كنت قادرة على الصمود أكثر لكنني مازلت أدق الكلمات وأتشبث!

25 كانون الثاني 2023

////////////////

وماذا بعد..؟

قال الضجر كلمته الأخيرة وانقضى ليل لا يبشر بفجر، قال الحزن كلمته الأخيرة وأفرغ حمولته في قلبي، قال اليأس كلمته الأخيرة وأحرق أصابعي ويدي..

وماذا بعد؟

قلتَ كلمتك الأخيرة في الغياب وغبت، وقلت أنا كلمة لم تكن أولى ولا أخيرة لكنها هذيان على هذيان إلى أن ينتهي هذا الليل!

23 كانون الثاني 2023

////////////////

بريد الليل

لكل من انتظر معي أن يصل بريد الليل ليحمل رسالة النهار المطوية على حواف المساء المختومة بريق الانتظار، لا أعرف إن وصلت الرسالة إلى حيث يجب أن تصل ولا أعرف إلى أيّ وجهة يجب أن تصل، ولم أسأل نفسي أين تذهب الكلمات التي تساقطت منا أثناء النهار؛ ربما تحول بعضها إلى حجر أو طائر أو غيمة أو نسمة أو شوكة أو مجرد لون باهت، ربما دخلت في العين مثل غبار أو استقرت في القلب مثل طعنة أو نامت على الأصابع مثل فكرة أو ربما تكاثفت مثل فرو قطة يجسها غريب ويمضي!

هل يصل البريد، هل يتأخر، هل تضيع الرسائل في هذا الأثير سدى.. لا أدري ولن أرهقكم معي أكثر مما فعلت طيلة النهار؛ صار من الواضح  وبشكل مفضوح جدا أني أحاول ستر عري روحي بالكلمات، أخصف عليها الكلمات بمبالغة ممقوتة ربما لأخفي ما تقشر منها وما تكشف منها، أبدو أحيانا مثل عصب سن مكشوف؛ منتهى الألم أن تحاول معالجة الألم بالكلمات، أن تجرب كل وصفات الطب العربي، أن تكون عطار روحك، أن تكويها بالكلمات!

تسألون هل يحمل بريد الليل الرسائل التي كتبت دون عنوان واضح، وأقول لكم آسفة معتذرة لا أملك إجابة؛ سأشرع لكم باب الأمل قليلا وأقول لكم انتظروا إني معكم من المنتظرين!

18 كانون الثاني 2023

////////////////

Thumbnail

سجينة البرج

حاقدة عليك؛ يحق لي أحيانًا أن أحقد عليك، وربما تماديت وسكبت الماء على رأسك، يمكنني أن أتصرف بطيش، كلنا يستطيع ذلك في لحظة غضب، جربت نظرياتك المملة في تأمل وردة، تأملتها طويلاً وعدت فارغة من أي دهشة، لمَ عليَّ أن أكون مندهشة لأن وردة ما وقفت عارية على الشرفة متحدية كل هذا البرد والموت؛ عانيت

أكثر من هذه الوردة البائسة ولم يندهش أحد لأني ما زلت أتنفس حتى اللحظة.. لا يهم، تعودت أن أكون القشة في كل حالاتها، سألتك منذ قليل كيف ستكون الكتابة عن الحزن من مسافة صفر، لكنك كعادتك لا تسمع، أنت مجرد إله أحمق يكتفي بالاستماع، لا يُجيب أي نداء ولا يشير بيده حتى، هل لك يد أو صوت..؟!

أنصحك أن تنزل من البرج، برجك العالي يحجب عنك حقيقة الأشياء وحجمها، أما أنا فلا أستطيع مغادرة برجي، أنا محتجزة هناك؛ هل تتذكر رابونزل تلك الجميلة ذات الجديلة التي كانت ترسل شعرها الطويل طلباً للنجاة، تطربنا الخرافات وكل خرافة هي ابنة شرعية لواقع مشابه، طبعا لن تصدق اني أكتب كي أنجو من البرج، نصدق القصة لأنها خرافة ونتنكر للواقع لأنه يكشف حقيقتنا.. لا عليك يمكنك أن تدير ظهرك وتمضي مع مثالياتك، هذا ما تفعله عادة هذه طريقتك المثالية لإنكار الواقع!

17 كانون الثاني 2023

////////////////

أبي مات مثل إله ساخط على رعيته، أتفقد رعيته فلا أجد سواي، أنا رعيته التي لم تهتز لولادة إله ولا موت إله ولم تفكر يوما بتخليد ذكراه الأبدية على جدران المعابد ولا القلب، أنا الرعية الجاحدة التي لم تضع على القبر وردة ولا إكليل غار، أنا الجاحدة التي لا تعرف مكان الضريح ولا تزور القبر!

16 كانون الثاني 2023

////////////////

ولدت بوجه مستطيل وتعددت الروايات حول السبب منهم من قال إن الداية هي المسؤولة عن استطالة وجهي، كانت تجرني إلى الحياة من رأسي عنوة وأنا متشبثة بجدار الرحم رافضة الخروج، وحين استطاعت سحبي أخيراً كانت المفاجأة الكبرى، الكل همس بصوت خفيض كي لا تسمع الوالدة، كلهم تناقلوا الخبر وأطلقوا عليّ اسم البنت ذات الوجه المستطيل، عندما رأتني أمي للمرة الأولى لم تكذب الخبر قالت هامسة البنت سر أبيها لها الوجه ذاته مع فرق طفيف بلون البشرة، كلها روايات كاذبة يا صديقي؛ وحدها العرافة التي التقيتها تحت شجرة البلوط كشفت لي السر؛ قالت يا بنت، يا ذات الجديلة الطويلة يكون حزن، ويكون يأس، ويكون فراق، ويكون رحيل، ويكون بكاء، ويستطيل، يستطيل وجهك من الحزن؛ كل الوجوه الحزينة مستطيلة يجذبها الحزن مثل أقطاب مغناطيس متنافرة وهذا كل ما في الأمر!

لم أتصالح مع شكل وجهي، لم يقل لي أحدهم في لحظة غزل عابرة وجهك مثل قمر في اكتماله، كلما نمت على حزن استطال وجهي.. يا لهذا الحزن المستطيل!

15 كانون الثاني 2023

////////////////

كانت الطريق إلى المدرسة ترابية بما يكفي لمصادقة نملة ذهاباً وإياباً، طينية شتاءً بما يكفي لزرع قدميَّ فيها لأكون ابنة الحكاية المنسية على الطرقات الوعرة، ترابية بما يكفي لحفظ درس الجغرافيا والعلوم والفشل في حفظ جدول الضرب، وعرة بما يكفي لخدش ركبتي عند كل سقوط، طويلة بما يكفي لحفظ قصيدة، بعيدة بما يكفي لنسيان ضربة أمي لأنني مزقت ثوبي المزين بالشرائط الملونة وأنا أتسلق شجرة اللوز، منحدرة بما يكفي للوصول بسرعة قط يهرب من كلب لا يراه إلا في خياله، موحشة مساء لتطل من بين زيتوناتها العتيقة أشباح أفكاري، كانت الطريق إلى المدرسة ترابية بما يكفي ليعلق في ذهني خطواتي وخطوات زميلاتي وأختي التي تصغرني بعام يتيم؛ لتصير الطريق جميلة بما يكفي مقدسة بما يكفي لاحتمال وجع النفي وألم الغياب!

14 كانون الثاني 2023

////////////////

لا شيء يدل عليَّ حتى اسمي، لا شيء ولا حتى ملامح وجهي، ربما لأنني قررت في زمن القهر والقمع أن أكون غيري، ربما لأن وجهي المفضوح بالحزن والهزائم والخسائر لا يروقكم، ربما هي محاولة يائسة لرتق الجرح بالكلمات، لا شيء يدل عليَّ إلا كلماتي!

13 كانون الثاني 2023

////////////////

تأخذني من يدي، تسرقني لحظات من حزني، تخرجني من شرنقة اليأس، تقول: كل هذا الجمال لغة، كل هذه العصافير كلمات، كل هذه البراعم، كل حبات الندى حروف..

وأقول لك ثم ماذا تقول بحماس مثير  اكتبي واكتبي واكتبي لغتك جميلة وتصير أجمل حين تلملم الضياء، حين التقطت الإشراقات، حين ترتشف حبات الندى عن الأقحوان، وأقول لك بقلب أكله الضجر مثل تفاحة، ثم ماذا ولماذا.. كأنك لم تنتبه بعد أني رهينة الحزن، حبل حريتي اقصر من إبهام يدي، لا وقت عندي لأتأمل وردة نبتت على كتف الشارع، لا متسع من الصبر كي أدخل في قشرة شجرة زيتون أو دالية، مزاجي لا يصلح لكتابة رسالة طويلة أقول لك فيها كم كانت محبطة ومثيرة للسخط والملل تلك الأيام التي لم تكن فيها، كم كانت قاسية تلك الساعات التي قامرت فيها على مجيئك إلى أن هدني التعب وأفلت حجر الحظ ونجوت من كل الاحتمالات العقيمة، نجوت من صور شتى رسمتها لك واحدة منها وأنت تنفق ساعاتك وتفتح كفك على وسعها وتهدر الوقت بلا رحمة، وأنا أنتظر كما هي عادتي دوما على حافة انتظار ما، على حافة أمل ما، حتى انهارت الحواف كلها وابتلعني في جوفه العدم، لن أكتب لك؛ محوت كل هشاشتي بلمسة إصبع، كأنك ما كنت كأني ما كتبت؛ الآن أصغي لانسكاب السماء على الأرض، لأنين القطرات، لا أفكر بالطريقة التي سأقتلك فيها في شتاء آخر، لا يصلح الشتاء لارتكاب مجازر النسيان؛ ربما في موسم آخر، سأبحث في كل شرائع الله عن موسم يصلح للنسيان والقتل، ليس الآن طبعا؛ لكن سيكون حتما في موسم قادم!

12 كانون الثاني 2023

////////////////

أقذفك بالكلمات كما يفعل الصبية مع نافذة بيت مهجور تهشم زجاجها، أقذفك بالكلمات لا لأكسر زجاج الصمت بل لأشج رأس شبح الوحدة وأطرد آخر شياطين الانتظار من رأسي، أقذفك بالكلمات كي أكسر يد الليل الطويلة وساق الغياب، أنا واحدة من أولئك الصبية الذين لم تؤدبهم الحياة كما يجب ولم يفتك اليأس بقلوبهم بعد ومازالوا يحاربون حماقات الحياة بالحماقة؛ والكتابة إليك محض حماقة!

13 كانون الثاني 2023

////////////////

لم أقرأ الشعر من عينيك؛ عثرت على جملة شعرية مخبوءة تحت أزرار القميص، لم تكن قصيدة مكتملة؛ كانت جملة شعرية قابلة للتأويل!

9 كانون الثاني 2023

////////////////

لا أخضع لأي طقس من طقوس الكتابة؛ لا مكتب، لا مكتبة، لا فناجين قهوة بلا عدد، لا أملي شروطي ولا مزاجي على الأشخاص والأشياء، لا أبدل مواقع اللوحات ولا أستعين بالموسيقا، لا أدخل عزلتي؛ لا أستطيع أن أدخلها، لا أتأمل طويلا؛ لا وقت لديّ كي أتأمل طويلا أو قليلا، لا أستخرج الأقلام الثمينة ولا الورق المصقول كي أخربش عليها أفكاري، كثيرا ما كتبت بإصبعي على ضباب النافذة، أو قطعت ورقة من دفتر مدرسي، أو نقرت الكلمات على شاشة الهاتف، ثم أتخلص من كل هذا دفعة واحدة كأي عبء لا يحتمل، أنفثه مثل دخان سيجارة وأمضي إلى شؤون الحياة المتعبة؛ لا وقت لديّ لاسترجاع النص ولا تقلبيه، إن كان يستحق البقاء وسط  هذا العالم المكتظ سيبقى، وإلا سينتهي كأي جنين لا يصلح للحياة!

8 كانون الثاني 2023

////////////////

–  خذني معك..

 – لكنك شجرة والأشجار لا تسافر؛ تزورها الطيور والبلابل، وفي ليلة شبيهة بتلك تضربها الشهب والنيازك وقد تضيء مثل شجرة الميلاد وقد تحترق وكل شيء جائز!

خذني معك، أكون ظلك في غربتك، أمد أغصاني عليك لأحميك من لعنة العراء والذكرى، أخضر فيك وتزهر على أصابعي البراعم!

خذني معك تعبت من كوني شجرة لا تسافر!

6 كانون الثاني 2023

////////////////

يتوجب عليَّ أحيانًا أن أرسم بعض الخطوط الواضحة بين ما هو أنت وما هو من نسج خيالي، بين ما يحدث فعلا وبين ما أعطيه الحق أن يحدث حتى لو كان مجرد حديث بيني وبينك في زاوية من زوايا نفسي المكتظة بك؛ كل خيال مبالغة ممقوتة يمقتها الواقع وتهلل لها الروح، كل خيال محاولة للقبض على أيّ أثر منك وتحويله بالكلمات إلى معجزة، أصدِّق ما يكذبه المنطق، وأرفض ما يقبله العقل؛ لو لم أكن كذلك ما كنت هنا الآن في ساعة متأخرة من ليل بارد أمارس السحر الأبيض؛ أقبض قبضة من أثر حضورك، أكسر إطار الصور وأجمع ملامحك في كفي، وحين يغلبني النعاس تصير الكلمات معجزة المشتاق ولا حرج على مشتاق صيَّر الكلمات إلى أنفاس ونبض وصدر!

3 كانون الثاني 2023

////////////////

الجبل الناتئ فوق خاصرة المدينة لا يحمي المدينة من الغزاة؛ إنهم يدكون المخيم والحارة القديمة، الجبل الناتئ فوق خاصرة المدينة التي تصطاد أقدام المارة وتحولهم إلى شهداء لا يحمي المارة من الموت، لكنه يمارس غواية قديمة كأن يغري غيمة أو سرب حمام!

2 كانون الثاني 2023

////////////////

سأكذب وأقول لم أنتبه لغيابك؛ وأختلق قصة ما كأن أقول جلست فوق سريري بارتخاء القرفصاء، لم أنتبه لخيوط الصوف المنسولة من السجادة ولا لشال الأكتاف المنتحر على المشجب ولم أسمع حشرجات الوقت المصلوب على الحائط، لم أردد قصيدة الخيبة للمرة الألف وأنا أبدل الكلمات كما يحلو لي “لم تأتِ. قُلْتُ: ولنْ.. إذاً سأعيد ترتيب المساء بما يليق بخيبتي وغيابها”.

لم ألحظ غيابك حين ضج العالم بولادة سنة جديدة، لم أطفئ شمعة ولم أشعل شمعة، أنت خارج مدار اهتمامي وانتظاري..

سأقول كانت ليلة عادية لم يحترق فيها قلبي ولا أصابعي، واريت جثة اللهفة بصمت، دسست رأسي تحت الغطاء الثقيل وبكيت واعتدت خلال دقيقة على فكرة اليتم..

سأكذب كي أحرمك لذة الانتصار علي..!

1 كانون الثاني 2023

////////////////

صلاة..

امنحني القدرة يا رب على المضي في الطريق المقفر من الأمنيات؛ الميتة على جوانبه الأحلام، المتكسرة فوق ترابه خطاي، امنحني الأظافر والأنياب كي أنهش صدر يأسي حين يستبد بي اليأس، وامنحني جلد تمساح كي أحتمل حِراب اللحظات الغادرة وثبت أقدامي في أرضك الرخوة كي لا تبتلعني دوامات الحزن؛ لا أطالب بمعجزات ولا أمد بساط الأماني، أستجدي فقط القليل من الصبر كي أقوى على حمل الأيام؛ لا تتركني أتكسر مثل حطبة يابسة تحت أثقالك يا رب؛ مررت بما هو أسوأ وذقت ما هو أمرُّ ولم أمت من لدغة الأقدار لكن أطرافي شُلت وقواي أنهكت وهذا كل ما في الأمر.

الكثير من النسيان والتجاهل هو كل ما أريده، القليل من اللامبالاة أيضا؛ إن السير الحثيث إلى نهاية افتراضية تسقط فيها كل الأغلال وتمّحي فيها كل الوجوه القبيحة لن يحدث حتى في أبسط أحلامي؛ التعامي عن الواقع وما فيه من قبح هو كل ما أسعى إليه، الكثير من العماء يا رب كي لا أبصر كل هذا القبح اجعلني اسير على هدي البصيرة، بلا توقعات ولا آمال عريضة، خفف عني ثقل أمنياتي في العام القادم يا رب.

ليس لي أيّ بيادر أو مواسم انتظار، لم أزرع لأقول حصدت، مرت السنة كما مرت كل السنوات التي سبقتها، إنها السنون التي تتعاقب بشكل يثير الشفقة، لم تعد أصابعي تحتمل هزائمي، فكرت أن أكتب لك خسائري لكنني أدركت منذ زمن بعيد أنك لا تراني، أنا كائن لا يُرى.. وما جدوى الكتابة لك وهل يكون الرجاء العلني فعل فضيحة لا أكثر، لن أثير فضائحي وخسائري كي تلتفت لي؛ حدثتك بقلبي مرار ولم أطلب الكثير، قلت لك ما قلت لك ونفخت القربة المخرومة ذاتها مراراً ولم يصل الصوت، عُميت بصيرتي وتعبت أكتافي، خفف عني عبء نفسي يا رب أو امنحني القوة كي أستمر في مسيرة الألم دون شكوى، أدمى الانتظار ركبتي من طول الركوع ومن يأس ما انتظرت؛ أنا كائن يمارس الزحف ولا يصل، فاجعل خطوتي التالية صوب الهاوية ما عدت أحتمل خطوة واحدة مترددة، أريد الانتهاء كي أصير النهاية!

30 كانون الأول 2022

////////////////

ليست كتابة؛ كما لو أنها ارتعاشة أصابعك الطويلة على منحدراتي البعيدة، كما لو أنها احتمالات نرد أو أقحوان أكيدة!

28 كانون الأول 2022

////////////////

صباح الخير، مساء الخير مع مراعاة فرق التوقيت زماناً ومكاناً ولهفة أيضاً!

27 كانون الأول 2022

////////////////

لا أحد ينتبه لدقات الساعة إلا من كان على موعد أو من كان بلا موعد؛ الأول يغريه الانتظار والثاني يقتله الملل!

26 كانون الأول 2022

////////////////

خفيفة من الحب؛ منك، ثقيلة على روحي، ثقيلة عليَّ روحي، لم أنظر في الساعة العمياء، لم أحسب الدقائق المتطايرة، لم أكتب على الزجاج حروف اسمك، لم أمسح ضباب النوافذ ولم أذرف ما تكاثف منه على قلبي.. خفيفة من الحب ثقيلة على الوقت!

25 كانون الأول 2022

////////////////

في الشتاء يصير المرج صدر عاشق تخدشه أظافر المحاولة، أما أنا فلا أظافر لي؛ أترقب الأنامل الخضراء كي تمتد على صدر المرج لتكسوه خضرة وتبعث فيه الحياة، أترقب الربيع!

21 كانون الأول 2022

////////////////

Thumbnail

الحياة صدفة والموت صدفة أكبر منها والحب صدفة لا تحدث أبداً، في السيارة أُبقي أبواب الحديث مغلقة، فرحة بنجاة افتراضية من موت عابث، متخففة من ثقل النقاشات المرهقة، في السيارة أطلب الصمت ولكي أناله ألتصق بالحديد البارد أو أهرب بنظراتي من النافذة أو أنغمس في حالات الفيس المتعددة، في السيارة أخجل من نظرتي المحدودة لأن المرأة التي جلست بجانب النافذة وقالت متنهدة “معقول نوصل بالموعد؟”، وأقول لها بنبرة خفيضة “الساعة لم تتجاوز السادسة والنصف، أنت موظفة؟!”، في السيارة يصفعني جوابها أيضا وتقول “ذاهبة لزيارة ابني في سجن مجدو”، وتكمل الحديث، “كنت أذهب مع ابني لكن هو الآخر صار في السجن..”، ويسود بعدها الصمت الثقيل، لا الكلمات ولا النظرات تسعفني، في السيارة أفكر بك، ألملم أفكاري كي أفتتح النهار بعبارة أطيرها لك عبر هذا الأثير، كنت سأكتب “سبقت البداية بشمس وبدأت صباحي بك”، وقبل أن أكتب قرأت، كانت صورة الشهيد ناصر أبوحميد تحتل جميع الصفحات وتلغي كل الكلمات، ضاع ما كنت أريد قوله، لقد سرق الحزن صباحتنا للمرة.. ولا أتذكر عدد المرات، أتنهد وأمشي في شوارع المدينة الحزينة، ثقيلة خطواتي كثقل هذا اليوم الكئيب!

20 كانون الأول 2022

////////////////

الحلم زقاق ضيق من أزقة الحياة قد ألتقيك فيه وقد أُضيِّعك هناك، الليلة التقينا كانت المسافة بيني وبينك بقدر الأيدي التي تمتد لتتصافح وتتعانق وتتشابك وتمضي مطمئنة إلى حلمها، واثقة من الطريق، غير مكترثة بأمر الوصول أو النهاية، وتقول لي مطمئنا وأنت تنظر في عيني وتشد على يدي “الأحلام بلا نهاية!”

19 كانون الأول 2022

////////////////

ليأخذني خيالي إليك؛

أهديك ليلي وتهديني الأغنيات!

18 كانون الأول 2022

////////////////

عندما يموت الحب كل اقتراب اختناق وكل اللمسات اغتصاب وكل الكلمات حجارة عظيمة وكل الصباحات مسمومة!

17 كانون الأول 2022

////////////////

أغلقت الباب، ركضت إلى النافذة، مسحت الضباب بكفّي، لم تكن أنت، لا صوتك، لا ظلك، لا وقع أقدامك، لا طيفك؛ يبدو أنني أسرفت في السهر ودخلت دائرة السهو وأخطأت تفسير المنام!

15 كانون الأول 2022

////////////////

لن أكتب لك..

لن أحرق الكلمات لأجلك؛ لن أكتب لك، لن أشعل أصابعي ولا الحب مثل بخور المعابد، ليس الحب صلاة!

قطعت على نفسي العهود الكثيرة، أقسمت ألا أقترب، كل اقتراب نهاية، وأقسمت أن أجلد نفسي بسوط الغياب، وأن أتعاطي وحدتي مثل سكيّر، وأن أتسكع مترنحة في ممرات الانتظار، وأن ألجم حنيني، وأن أقمع رغبتي المجنونة في قرع بابك بعد انتصاف الليل بساعة، جلادة نفسي سأكون، وسجانة روحي إن اقتضى الأمر، سأعود لجاهلية التقاليد وأمارس الوأد إن لزم الأمر، أغمض عيني وأنا أرمي في مقابر الحذف كل الرسائل!

14 كانون الأول 2022

////////////////

ضعيفة أمام الكلمات وغواية الكلمات وقعت في حب كاتب ميت فأعادني إلى الحياة، وقعت في حبك أنت ومت، أنا الميتة الحية في عرف اللغة ولا تعنيني أعراف الحياة!

13 كانون الأول 2022

////////////////

أنا البنت التي شقت الأرض مثل زهرة أقحوان وسلَّمت روحها لرياح الاحتمالات: يحبني، لا يحبني

يأتي، لا يأتي

أكون، لا أكون

وهكذا وهكذا حتى ورقة العمر الأخيرة!

11 كانون الأول 2022

////////////////

أُذيب ملامحك في أيّ فكرة ممكنة أو مستحيلة وأشربك كنخب أخير!

10 كانون الأول 2022

////////////////

بمحض الإنصات لا أكثر عرفت أن البشرية بأكملها تتجه لما هو أسوأ، كانت الكراهية تنز من العيون، من الكلمات، من إشارات الأيدي، من تجهم الملامح، من إيماءات الجسد ورأيت الحب والرحمة والإنسانية تتساقط، تداس، تسحق.. يا لفداحة هذا الوجود الذي تحكمه الكراهية، وتتطاول فيه أعناق الشرور، يا لضيق هذا الأفق الذي لا يتسع لبذر أمل أو نجمة فرح، وماذا نفعل بفائض الحب هذا في عالم مشبع بالكراهية، ماذا نفعل بالشعر أو النثر وكيف نحمله في قلوبنا أو على ظهورنا ونجتاز دنس هذا الواقع، كيف نحمي بياضنا يا صديقي ونحتمي به، كيف نحافظ على نقاء القلوب ورهافة الروح وبراءة الطفل فينا، كيف نثبت أقدامنا وننجو من الطوفان ونعبر بسلام إلى الضفة الثانية..؟!

9 كانون الأول 2022

////////////////

أجمل المستحيلات أنت، وأجمل الخرافات أنت، وأجمل الخيالات أنت وما عداك واقع ملموس!

7 كانون الأول 2022

////////////////

رأيتك في منامي، همست “هذا أوان الياسمين”، صدقت نبوءتك وجلست وحدي أنتظر المواسم!

7 كانون الأول 2022

////////////////

من يمنح النافذة الباكية كفه ليمسح ما تراكم على زجاجها الداخلي من ضباب؛ ليتضح المشهد أو يتماهى في تشتته لا فرق؛ لا شيء مثير هذا المساء أردت أن أقول لك من وراء الزجاج المضبب إنها تمطر الآن، ليس بالشيء الكثير ولا العجيب ولكنها محاولة لوصف فاشل ولأن المشاهد متشابهة ولأنك على الأغلب ترى ما أراه فإن كلماتي أيضًا تحتاج إلى كف كي تمحو عن شاشة الهاتف هذا الضباب!

6 كانون الأول 2022

////////////////

في البداية كانت الكتابة إليك فعل مناداة، كانت الحروف أصابعي الطويلة التي تمتد نحوك كي تتشبث بحضورك الخفي وطرف كم قميصك الأزرق، ثم أصبحت المهمة أكثر تعقيدا عندما لم يأت النداء بأيّ جواب؛ صارت الكتابة فعل بوح لا أكثر ومحاولة يائسة لإثبات فرضية أنك هنا أو أنك تقرأ، الآن وبعد أن اشتدت وطأة اليأس، وذهب النداء هباء وتخليت عن أيّ محاولة لإثبات أيّ فرضية وتغيرت نظرتي للحياة بما فيها الكتابة؛ أصبحت الكلمات والكتابة بالمجمل  مجرد ارتعاشات تشبه إلى حد بعيد ارتعاشات لهيب شمعة في مهب الريح؛ تقول الشمعة” أنا أحتضر يا إخوتي في الضوء ولا يهمني أن أهزم الليل أو أؤخر قدوم العتمة مليا، سأكتفي ببارقة الضوء التي تلتمع فجأة وتنطفئ فجأة ولم أفعل الكثير كانت مجرد اضاءات والسلام!”

5 كانون الأول 2022

////////////////

وكم من صباح الخير تحمل في طياتها أحبك، أشتاقك، أضمك، أغمرك، أنتقيك مثل زهرة صغيرة لمائدة النهار الطويل، أشكلك ياسمينة صغيرة في كستناء شعري، أخبئك مثل عصفور صغير في صدري، أكتب من ملامحك لحن البداية، أدنيك من شفتي أرتشفك مثل بياض لانهائي، ألبسك معطف نجوم في الليل، أعتليك كموجة مصيرها الغرق، أشتهيك لغد وبعد غد وبعد بعد غد، الخ…الخ !

30 تشرين الثاني 2022

////////////////

الكلمات مخدر سري؛ أتعاطها حين أصاب بحمى الحنين، أو خشونة في مفاصل الحضور، أو دوار الغياب، وقد تصير كما الآن كمشة من القرنفل أحشو بها ضرسي المثقوب أو قلبي المثقوب لا فرق!

29 تشرين الثاني 2022

////////////////

في المنام أتابع الذهاب إلى كل زقاقنا القديم حيث كانت الطريق رغم ضيقها محتومة بنهاية، واضحة التعرجات، تنتهي إلى مكان، في الواقع أقف على مفترق لا يؤدي إلى طريق، الحياة متاهة كبرى وعليك أن تحترف الضياع كي تضيع، إن ضعت نجوت، وإن دققت في الطريق تهت!

29 تشرين الثاني 2022

////////////////

ليست كتابة كما تظن؛ إنها محاولة  لتطويع هذا الحزن الثخين بالكلمات، ثلة من يظنون أنهم يستطيعون؛ منهم الأحمق، واليائس، والوحيد، ومن أُفرغت جيوبه كلها من الأمل، أنا واحدة منهم ربما كلهم ويبقى الحزن على حاله وتتبخر الكلمات!

28 تشرين الثاني 2022

////////////////

أشهد أنك استطعت ترتيب كل نص مبعثر سال مني وتركتني على فوضاي!

26 تشرين الثاني 2022

////////////////

غصن (أسكدنيا) يترنح تحت النافذة لا تطاله يد ولا تكسره ريح، يذكرني بأن ثمة حياة خلف النوافذ المغلقة، ليست سهلة ولا مستحيلة ولكنها حياة، يبرعم في موسم الإزهار، يثمر في موسم الثمار، يهتز تحت عصفور مغرد، ينحني إذا اجتمع السرب ينحني ولا ينكسر، تجف عليه الثمار التي لم تقطفها يد، تذكرني بحياة تنتهي هنا أو هناك، غصن صغير تحت النافذة قد لا أراه ولكن يقيني يؤكد لي أنه هناك!

26 تشرين الثاني 2022

////////////////

كنت سأكتب لك هذا المساء:

“أستطيع أن أتخيل الرائحة التي ستنبعث من صدرك لو فتحت زر قميصك الأول؛ إنها رائحة (الشمر) البري!”

كنت سأقول أشياء عن الحب وعن الرائحة وعن الحضور الذي يشبه الغياب والغياب الذي يشبه الحضور، عن الكلام الذي يصل بعضه، عن الشوق وعن أشياء تصلح للشوق، عن متعة التأمل في صورتك واسترجاع صوتك، عن تفاصيل التفاصيل التي تخصك، لكنني صمت وربما خجلت من دماء الشهداء الذين تجمعوا في صفحتي، سأكتفي بالقول “إنها تمطر الآن، الرائحة في صدري، والقلم بين أصابعي والشهداء يعبرون من أمامي؛ إنهم يحتكرون رائحة الشمر البري يا حبيبي، كن بخير حيث أنت وللقلوب المحبة الصبر والسلام!”

24 تشرين الثاني 2022

////////////////

هذا الفيسبوك اللعين ينبش مثل حفار قبور في تربة الذاكرة؛ يذكرني بأحزاني القديمة التي دفنتها في منشورات سابقة، يحرك  الحصاة الصغيرة في القلب أو الخاصرة، يرغمني على المشي مرة أخرى على زجاج الكلمات المهشم، يدمي قدمي وقلبي، يبعثرني حفنة رماد في مهب الذكريات!

19 تشرين الثاني 2022

////////////////

بم أملأ فراغ غيابك سوى بالكلمات..؟!

17 تشرين الثاني 2022

////////////////

في المنام ماتت جارتنا الميتة؛ كنت أمشي برفقة نفسي في الطريق القديم المؤدي إلى البيت وكانوا يعرضون أشياء الميتة على الطريق، خزانتها، أثاثها، أوانيها، طقم الصحون الصيني المزين برسومات روميو وجولييت.. وأشياء كثيرة من المقتنيات التي لا تعد ولا تحصى، صدقت منامي، وصدقت موت جارتنا الثاني وأخذت الكثير من إرثها المعروض على الرصيف؛ أشياء لا أحتاجها؛ ورق اللعب، إبريق شاي، طقم فناجين، تحف فنية غريبة الأشكال والألوان، لوحات قديمة!

فتحت عيني في منتصف الحلم وأنا ألهث من ثقل ميراثها القديم!

16 تشرين الثاني 2022

////////////////

إنها لعنة الحنين يا حبيبي؛ في الشتاء يقطع الحنين شرايين معصمي كلها، في الشتاء أنزف مثل غصن دالية، أنزف دمائي البيضاء، ولا أفتقد إلا زماننا العشقي الضائع في ساعة يدك المقلوبة!

15 تشرين الثاني 2022

////////////////

الكلمات حجارة (قال) أقذفها في الهواء، ألتقطها بكفي أو ظاهر كفي، وأحيانا تتناثر على الأرض وأحيانا كثيرة أقذف بها نافذة غيابك!

15 تشرين الثاني 2022

////////////////

أفعل كما يفعل الحمقى على حافة النهر؛ أقذف الكلمات في هذا الفضاء الأزرق وأتسلى بعدِّ الدوائر!

12 تشرين الأول 2022

////////////////

نسيت الطريق المؤدية إلى مروج الذكرى؛ وعندما أختلي بنفسي أنفض غبار الطريق على الورق، وأُخفي كذبتي الصغيرة في المرايا!

7 تشرين الثاني 2022

////////////////

وحيدة تماما مثل علم على سارية مزقته الريح ولم يعد يرفرف!

5 تشرين الثاني 2022

////////////////

أول العنقود كان أخي، وآخر العنقود كانت أختي، أما أنا فكنت حبة العنب التي وهبتها الدالية الأم للطيور!

30 تشرين الأول 2022

////////////////

قضيت الليل بطوله وأنا أحاول أن أتذكر عدد أشجار الليمون في حاكورة أمي، وهل كان ثمة شجرة برتقال وحيدة بينها، أعيد ترتيب الأشجار في رأسي، وأحتار أين أضع شجرة البرتقال؛ على الطرف أم في المنتصف، وعندما أرهقت من تكرار الفعل اقتلعتها من جذورها ونقلتها إلى تربة جديدة وتركتها هناك، لا أعرف إن كانت ستنجح في مد جذورها في هذا التراب الجديد، لا أعرف إن كانت ستبقى خضراء يانعة أو يكون مصيرها الموت وحيدة؟

28 تشرين الأول 2022

////////////////

يمكنك أن ترى الشمس، ويمكنك أن تتخيلها، ويمكنك أن تخترعها أيضا.. وأنا من سجني هذا لا أرى الشمس ولا الحب ولا الحياة، أتخيلها أو أخترعها دائما على الورق، لا أعرف مدى مطابقتها للواقع، ولا يهمني أن تكون مطابقة له؛ أعيش على قدر المتاح من الخيال!

26 تشرين الأول 2022

////////////////

دون قصد سمعت البنت التي كانت تشتم حبيبها على الهاتف، قالت له: “أعد لي رسائلي القديمة كلها؛ سأمزقها وألوكها بأسناني، سأكون هند الهنود آكلة الكبود إن اقتضى النسيان ذلك، أشرب دم الورق إن لزم الأمر، وأعقد صفقة مع أعتى الشياطين كي أنساك!”

اكتفيت بما سمعت، وضحكت على سذاجة العشاق؛ تقول له: “أعد لي رسائلي..!”، على رسلك يا بنت؛ الأمر أكبر من رسائل خطت بالحبر، ما أشقاك ولسان حالك يقول: “أعد لي جسدي طازجا دافئا مكتملا كما كان قبل لحظة حب، أعد لي يدي وذراعي خاوية منك، أعد لي صدري فارغا من لهفته، وقلبي ساكنا من شهقته وأصابعي هادئة دون ارتعاشة الملامسة الأولى، أعدني إلى ثانية واحدة قبل اشتعال البراكين واندلاع العواصف وثورة الموج وذروة الزلازل، أعدني مثل أرض بور لم تعرف تربتها عبق عناق المطر، أعدني إلى زمن الجاهلية، إلى بدائية الوأد، إلى خيمة الكتمان والصمت ومقبرة المشاعر، أعدني إليّ، اقتلعني وقد مددت جذوري حتى النبع فيك، أعدني أنا بعد أن صرتك وصرتني، ضع حدا لحيرتي والتباسي فيك، واشعل لي عمر الحب في لفافة تبغ، واجمع نبيذ الشوق واشرب معي قبل أن تمضي كأس الحب المراق في موسم الفراق الأخير!

24 تشرين الأول 2022

////////////////

الكلمات سلّم من أثير، وجسر من ورد، وطريق بديل لكل الطرق التي سدت في وجهنا، الكلمات وسيلة وغاية، بداية ومنتهى، حكمتنا الحمقاء عن الحياة والحب، حماقتنا اللذيذة في ممارسة الحب والحياة على الورق، وموتنا المجازي أيضا، بطولاتنا المتخيلة، وخيالاتنا الماكرة، خلطتنا السحرية في مزج الواقع بالخيال، جرائمنا التي نخفيها بخفة ساحر في نص يحتمل تأويلات عدة، كذبنا الجميل، وصدقنا الموارب، الكلمات وجوه متعددة لوجهنا الذي خدشته الحياة بأظافرها الطويلة، تجملنا أمام مرآة الذات والآخر، أثوابنا المتعددة التي نختارها بعناية أو نرتديها على عجل بحسب ما تقتضيه لحظة الكتابة!

22 تشرين الأول 2022

////////////////

رأيت ثوب السماء هذا الصباح من خلف زجاج النافذة، في الحقيقة لم أر إلا أطراف ثوبها الذي كان يتهدل على ركبة الجبل، رويدا رويدا سينحسر البرتقالي الأسود وتحل مكانه زرقة صافية وسيخرج ألف عصفور من ركبة الجبل، وسيعيد الله طلاء الكون بألوانه المعتادة، في كل صباح ثمة معرض فني ولوحة كونية هائلة يرفع عنها الستار بمرافقة فرقة عظيمة من الكائنات العازفة لحن الحياة.. يبدأ النشيد وتدب الحياة!

16 تشرين الأول 2022

////////////////

نحن الذين نعيش في أبراج حزننا العالية لم تعد الأفراح الصغيرة تثير شهوتنا للنزول، قصصنا الضفيرة أيضا ونبذنا خرافة الأمير!

13 تشرين الأول 2022

////////////////

Thumbnail

فردة حذاء

رميت الصنارة وانتظرت أن يهتز الخيط ويحالفني الحظ، أدرت البكرة الصغيرة وسحبت الخيط، لم تكن سمكة ذهبية ولا فضية، لا حمراء ولا زرقاء كما تمنيت وأملت، كانت فردة حذاء، ورغم خيبتي الكبيرة قلت معزية نفسي غنمت، وقلت في سري فردة حذاء أفضل من الحفاء التام، دلقت الماء، حشرت قدمي في الحذاء وفرحت فرح طفل بحذاء العيد الجديد، فردة حذاء خير من العدم، بها أستطيع أن أمارس الحجل والقفز إلى مواعيدي التي لن أصلها إلا بعد حين أو عندما تغادر القطارات محطاتها ويتلاشى صفيرها، فردة حذاء تكفي لأغنم من الحياة نصف حياة، ومن الطرقات نصف طريق، ومن المشاوير نصف مشوار، ومن التعب حصتي كاملة أو يزيد، فردة حذاء لن أصل بها إلى مبتغاي وإلى ما أريد، فردة حذاء تكفي لأقذف بها أقداري البائسة وأيامي اليابسة التي تعتليها الغربان، وتكفي لقتل الجرذ الذي يقرض أوراقي، وسحق الأفاعي والعقارب التي تختبئ تحت السرير!

ما الذي أستطيع فعله بفردة حذاء؟ أستطيع أن أضع فيها الماء لتشرب منها القطط والكلاب الضالة، أو أضع فيها التراب وزهرة توليب على الشرفة، فردة حذاء تكون الدليل على محاولتي اليائسة والمتكررة للوقوف على هذه الأرض الرخوة، يمكنها أن تصنع بصمة لقدمي المترددة بين المضي قدما في حقل الشوك والعودة ألف ميل للوراء!

11 تشرين الأول 2022

////////////////

إفلاس..

ويحق لي أن أحذف بعض المفردات البالية من حياتي، صرت هاوية حذف على ما يبدو، ربما مهووسة حذف، أستطيع أن أجمع في كتيب جيب صغير الكثير من المفردات والمصطلحات المهترئة التي حذفتها، وأستطيع أن أمنح هذا الكتيب الصغير عناوين كثيرة، كأن أكتب بخط عريض “ما لا يصلح للحياة”، أو “مفردات الهباء” أو ” كلمات جوفاء”، يمكنني أن أضع هذا الكتيب الصغير في جيب بنطالي، أو حقيبة يدي إلى جانب الأدوية التي نسيت متى وصفها الطبيب وما الغرض منها!

حذفت هذا المساء الكثير، خرجت بطانة جيوبي معلنة إفلاسي، أستطيع الآن أن أُشهر إفلاسي، أستطيع أن أعلن على الملأ وأنا أفتح كفي وأنفض ثيابي، أستطيع أن أُشهد القوم “لم يعد في الخابية أيّ حنطة أو قمح”، ستموت أصابعي الواحد تلو الآخر، ستشهد مجاعة عظيمة، ما من كلمات ولا مفردات تسد رمقي وجوعي، لا كسرة واحدة، لا حفنة واحدة، لا حزمة واحدة، لم يعد عندي ما أجود به.. أفلست بعد أن أسرفت وأغدقت!

أستطيع الآن أن أجلس على أرصفة الحياة الباردة، أن أمد كفي وأتسول، أن أردد بانكسار “ليس من أجلي يا رب، بل لأجل أيتامك الذين أطعمتهم ملح دمي، القليل من الملح يا رب لأجل أيتامك، أنا أمّهم المتبناة، لا يهمني شرعية العلاقة بيني وبينهم، كشفت لهم صدري، وشققت لهم ثوبي، ومددت لهم معصمي وقلت هاك دمي..!”، شربوا دمي بنهم ومازال بهم عطش وجوع، لأجلهم يا رب امنحني كمشة مفردات جديدة، لأجلهم يا رب؛ إنهم أبنائي وأنا أمهم اللقيطة!

10 تشرين الأول 2022

////////////////

الحزن (بوتوكس) رباني وطبيعي يستطيع أن ينفخ لك شفتيك وأنت تدميهما عضا وحسرة، ويستطيع أن ينفخ لك قلبك أيضا!

7 تشرين الأول 2022

////////////////

تبا لجسدي؛ هذا الذي يقيدني، تبا له حين أمد ذراعي ولا أصل بهما إلى ما أريد ولا أقطف بهما ما أشتهي، لماذا لا تكون يدي من مطاط، لماذا لا أصل بهما إلى ما أشتهي، لماذا لا أقطف بهما التفاحة المحرمة أو البرتقالة المحرمة لا فرق، لماذا يكبلني جسدي اللعين مثل قفص أو وتد في الأرض، لماذا لا أستطيع أن أرافق خيالي في نزهاته الطويلة، لماذا لا أكون حيث يكون..؟

تبا لهذا الجسد الدمية المحشو بالقطن واليأس والعجز؛ سئمت مكوث روحي به، وعافت نفسي سجنها، ما جدوى قالب الطين هذا، وكيف أتسرب من مساماته مثل قطرة ماء في إبريق فخار..؟

لماذا لا تكون مشيئة روحي فوق مشيئة الجسد، لماذا لا تتوافق رغباتنا ولا تنتظم خطواتنا، لماذا لا يحملنا الحلم على مركب واحد..؟ سأقذف قالب الطين هذا في البحر، غير آسفة على عمر التيه في جسد الطين!

24 أيلول 2022

////////////////

عندما يتعب القلب كل علل البدن الأخرى لا شيء؛ وقد عاف كل هذا النبض الهباء قلبي!

20 أيلول 2022

////////////////

لا أعرف الشعر ولا أنثر النثر ولا أكتب القصيدة، أصابعي ترقص على الورق رقصة الديك الذبيح، عنقي متدلية على صدري ودمي يسح على ريشي، الريشة قلمي والدم محبرة!

19 أيلول 2022

////////////////

اليأس: أن تكون في مركب مخروم وسط الماء، أن يتسرب الماء إلى جوفك من الشقوق، ألاّ تصرخ طالبا النجدة وأنت تملك صوتا، أن تنتظر لا شيء سوى لحظة الغرق، أن لا تجدف نحو الشاطئ مع أن  المجداف في يمينك وفي اليسرى طوق نجاة!

18 أيلول 2022

////////////////

على غرار ما يقوله الكتاب والشعراء هذه الأيام؛ سأكون غدا في الجناح كذا، أو المكان كذا!

أما أنا فلم أغير عاداتي، أكون كما كنت دائما في المقعد الخلفي؛ أختاره طوعا؛ ثمة متعة خفية أن تكون المتفرج على الأشياء من بعد؛ بينك وبين الأشياء، أو بين الحياة برمتها مسافة أمان، من حيث أنت ثمة حرية خفية في التحلل والتحرر؛ لن تكون مضطرا للمنازلة أو النزال، ومن حيث أنت هناك زمن شاسع ومسافة لا تحد، وسهوب واسعة يرتع بها خيالك، أنت الراعي لقطعان خيالك، تسرح بها أنى شئت!

تلك كانت لعبة قديمة وعادة غريبة بأن أكون حيث أنا؛ في المدرسة كنت أقف على رؤوس أصابع عند الاصطفاف كي أحظى بالمقعد الأخير، كي أقف بكامل طولي حتى لا تنكزني بنت قصيرة تجلس ورائي وهي تقول “زيحي شوي بدي أشوف”، في باص الرحلة كنت أختار المقعد الأخير؛ ألوي عنقي كي أتابع قافلة السيارات المتأخرة وألوح بيدي للاأحد، في الجامعة اخترته أيضا، نظرت خلسة لظهورهم، رصدت إيماءاتهم، وتتبعت نظراتهم الخجولة، وأقحمت نفسي في التفاصيل، وخربشت على الهامش قصة الحب المحتملة بين البنت التي تجلس في الزاوية والشاب النحيل..! ثمة متعة خفية أن تكون في المقعد الأخير؛ إنها متعة المتفرج على الحياة التي تعرض على المسرح، ومتعة رصد انفعالات الجمهور.. إنها متعة الرؤية المكتملة، وتجربة أن تكون المؤلف اللامرئي الذي يلعب دور العراب في الحكاية، لا أحد يراك وأنت تنقل بصرك بين الحشد الذي يدير لك ظهره، لا أحد يقول لك “حجبت عني المشهد يا هذا”، لا أحد يلعن وجودك الزائد، ولا رأسك القلقة التي تدور مثل برج مراقبة، وحدك الشاهد السري على كل المسرات والأحزان الخفية التي تطفو بين جموع الحشد هناك!

17 أيلول 2022

////////////////

أيلول صبي عابث، يطرب لخشخشة الورق حين يهز الغصن، ويعجبه أحيانًا أن يقلد الريح في صوتها ليثير انتباه البنت التي تركت النافذة مواربة، لا يقذف الحجارة على نافذتها؛ يهز مفاصل النافذة الخشبية ليذكرها بموعد قديم، البنت لا تتذكر، وأيلول لا يتوقف من كونه ذاك الصبي العابث، والعمر يمضي، لا النافذة تغلق، ولا أيلول يتوقف عن هز الغصن.. تطربه خشخشة الذكرى!

10 أيلول 2022

////////////////

كيف تبدو الحياة؟

مثل رحم شاسع ومظلم؛ مثل رحم لا يتوقف عن منحنا نهارات بيضاء وليال ذات وجه أسود، بلا قابلة متمرسة تطرح الحياة مواليدها، ونحن نمد لها أكفنا المتلهفة؛ نلتقط أجنتها، نحن لقطاء الحياة أيضا، قد تهبنا الحياة أجنة ميتة، وقد تمنحنا أيامها العرجاء ولياليها العمياء وساعاتها المُجهضة!

4 أيلول 2022

////////////////

من العبث أن تقرأ كف القدر، من العبث أن تقلب الفنجان أو تضرب الودع؛ في الكف ترتسم خطوط تفكيرك، وفي الفنجان كثبان بن نقلتها من حافة إلى حافة ارتشافاتك القلقة، وفي الودع قصة البحر القديمة!

إقرأ قلبك ياصديقي؛ وحده مرآة الحقيقة!

2 أيلول 2022

////////////////

أحب لون السماء هذا الصباح، أحب هذا الطقس المائل إلى الشتاء، هي نظرة حائرة لبنت ألقت رأسها على كتف حبيبها وهي تتمتم بصوت خافت كن أنت الصباح؛ غير طقسي الصباحي وأدنو قليلا، هز غصن الياسمين وحرّك ما تيسر من ماء البحيرة ودمي، وشد على يدي، ولترقص أصابعك حول خصري رقصة الوثني حول النار، ومارس طواف العاشقين؛ أنفاس العاشق على وجه الحبيب طواف!

يروقني لون السماء هذا الصباح، يروقني كتف الجبل البعيد الذي يسند خد السماء، ويروقني المشهد الذي يفجر النشيد في دمي!

31 آب 2022

////////////////

لا أملك رأس الحكمة ولا ذيلها؛ أكتب حزني بشفافية مطلقة!

29 آب 2022

////////////////

لا أحد يشعل لك الليل ولا أصابعه؛ الليل لفافة تبغ والنهار ولاعة، وأنت تَعُبُّ من هذا العتمة وتموت اختناقا بالنفس الأخير، الليل لفافة والنهار ولاعة والذكريات ريح وأنت المنطفئ الوحيد!

28 آب 2022

////////////////

الزهرة المقطوفة عن الغصن ميتة، والمزهرية قبرها المائي، لا جذر لجثة الوردة لا رائحة، والقبر الموشى قبر حتى لو كان من الذهب!

27 آب 2022

////////////////

حتى وإن كانت الأقدار مرسومة، والأدوار موزعة، والنهايات حتمية، لا تقف مشدوها أمام لوحة الحياة؛ حاول على الأقل أن تضع بعض الرتوش هنا أو هناك!

26 آب 2022

////////////////

أتسلى أحيانًا بنتف ريش الوقت، أو نسل خيوط رداء الليل المتهدل، أو أغزل حكاية ما من صوف الذكريات، و”كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا”، أنقض غزلي مرارا وتكرار، تلك عادة الحمقى في هدر الوقت سدى، وأنا منهم، وربما أكثرهم حماقة؛ فماذا أفعل وأنا أتربع على السرير وجها لوجه أمام خيباتي، جربت مرة أن أفقأ عين الضجر، ومرة أنا أقف عارية أمام المرآة كي يتلبسني جنيّ المرايا كما تقول الخرافة، ارتكبت حماقات لا تعد ولا تحصى وكلها كانت على مسرح خيالي، طرت، سافرت، حلقت، كنت أنا، صرت غيري، مشيت على الماء مثل نبي أو جندب ماء، دخلت في بطن الحوت، خرجت من القبو، مت وانهال عليّ التراب في القبر، بعثت بجناحي فراشة، تفرست في صفحة الماء، كتبت على السماء، ارتكبت حماقة العودة إلي، تربعت على السرير وارتكبت حماقة الدخول إلى مسرح الخيال ونسيت، وربما تناسيت أن وراء هذا المسرح الافتراضي ثمة حياة ما!

24 آب 2022

////////////////

أنام على كلماتي؛ لا أقصد أني أجعلها وسادة محشوة بالمعنى؛ لكن حين تتعذر علي الكتابة أردد النص شبه المكتمل في رأسي مرارا وتكرارا خشية ضياعه، يحدث أحيانًا أنا أغفو دون قصد فتضيع الكلمات ويتلاشى النص وتنتهي الحكاية!

22 آب 2022

////////////////

غدا نلتقي، ليس في الجملة أيّ خبر أكيد، هي حيلة قديمة نمارسها مع الغياب كي يصير أخف قليلا على أعصابنا المتهتكة، ربما هي خيط أمل جراحي نخيط بها فتق الروح؛ لا ضمانة حتى لو جعلت الجملة مقتبسة كأن تفتتحها بقوسين مزدوجين وتقفلها بمثلهما؛ من يضمن الغد؟

حتى لو قلت لك “حط في بطنك بطيخة صيفي” فأنا لا أضمن الغد!

21 آب 2022

كاتبة من فلسطين

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.