آلام الصخور

الجمعة 2015/05/01
رسمة لعبدالباسط الخاتم

الفخ

كلّما حلّ المساء في ثوبي،

العتمةٌ نورٌ كبيرٌ

يقودني لأهتدي،

كيف، إلهي، أتخلّقُ في الوقت القصير؟

كنتُ دهراً أسيرُ،

والعناصرُ تفنى،

كما تفنى الضمائر..

وحدها النار أخرجتني من فخّ الحرير.

آدم ذات يوم

أمضي مع السّكون ، وأحطّمه

أتهدّجُ كموج البحر في سويعات الصباح

وحيدٌ، ولا شيء معي.

أدفع آخر أرواحي

إلى ذلك العظيم الذي يأخذني إلى الصمت

كأني في حالةٍ واحدةٍ. لم أنشطر بعدُ

آكلُ التّفاح،

وأنتظر.

حجرُ الكَلام

حجرُ الكلام في هاوية أوجاعي

ي

س

ق

ط

من أنا؟

الأريج يتخثّرُ في العيون،

الكلامُ في عروة الصّمتِ،

ناره تأكلُ أزرارَ الوقتِ

من أنا، هذا الصامتُ،

ما الكلامُ؟

قطيعٌ يسحقُ سنابل الضوءِ

ضحيةُ

حوافر

الكلام

أنا.

الشاعر

أَخرجُ برقاً من لهب في أرضٍ

وما تناسله الفِكرُ من سوط.

أجنحتي القصيدةُ، الحريرُ الباقي في أعماقي.

ليس لي مأوى لكونٍ دودةٍ،

لكنني وحيدٌ كالزّرقةِ، ووجهي قوسُ قزح،

ولا صوت لي إلا في القصيدة الراكضة، كأرنب مذعورٍ، في حقول باقية.

هكذا قيّض لي أن أكون الشاعر

بعينين مكسورتين على الإسفلت:

قامةٌ شاحبةٌ،

وأبنيةٌ شاحبةٌ؛

مفاصلي توجعني،

وآلامي شاهقة كآلام الصخور.

صعود

الهواءُ صار أشواكاً، تحت قميصي،

أمضي في صورٍ

قليلة

قدماي كبيرتان

وحلمي يسيل تحت شمسٍ،

أنزع عن كتفي يد التّراب،

ليس الآن،

ليس الآن.

أريد، حقيقةً، أن أنجو من مؤامرةِ الجذور

أنا محمّدٌ سماويٌ في كتابٍ هواءٍ

اليوم أكتشفُ أجنحتي،

لأقفز فوق الليل

وفوق النّهار،

دمي كرنفالٌ، ولن يكون لي قبرٌ.

***

الإزميل لم يستطع أن ينقش اسمي في شاهدةٍ.

طفولتي تنام على ساعدي،

والأسودُ، من حولي، مودّةٌ بارقةٌ

أمدّدُ الشامَ في تابوت/ هو ذا جسدي الجّميل،

في صمت المودّة،

وفي حذر الرّماد.

ليس عندي سكين حارّةٌ لأقشّر الأيامَ،

ولا كأسٌ لأتكئ على الغفلة؛

مايا تشدّني من كمّ قميصي لأُبسطَ يدي،

فنصعد،

ونكسرُ الدّورانَ.

الأرِقُ

لن أنامً في فراشٍ

أجنحتي المطويّةٌ في قميصي

ترتجفُ،

طيراني العظيم، سيزلزلُ أرضَ الآلام

***

أنامُ ليصحو المكان

الظلامُ حبيبتهُ،

أغرقُ

في

الحلم

وأقطف عشبة الخلود.

الغريب

ثوبي رداءُ الليل

وعيناي نجمتان قديمتان،

عابراً، أشدو، والسّماءُ رنينٌ أبيضُ

يغرقُ

في

سواد

عظيم

عمري أربع وعشرون ساعة،

حلمٌ يظهرُ في الأخضر،

فواصل في الأبد

عيناي فجوتان في جمجمة الكون

وقدماي صيحةٌ في مسرى الأرض.

دمشقُ

هنا دمشقُ

شمسٌ زرقاءُ والأرضُ تحت وابلٍ

على مقعد

الدّهشة خضراءُ، والعمرُ أخضرُ

أيّتها الورداتُ،

أذهبُ إليك ولا أعود.

لي طفلةٌ،

ولي،

مرحُ اللّيل، تفّاحةٌ سوداءُ،

هنا دمشقُ

قهقهةٌ وراء الزّمن،

وأنا معقود اللسان، ولا إله أسطورياً يهزأ بي؛

خذ حقيقتي، أيّها الوجع،

لأنفذَ،

خذ ما تبقّى؛

مطرقة ودمٌ وأجفان

هنا دمشقُ؛

تطلُّع

في بياض الصّفحة

أحفرُ

مأوى لي.

أخرجُ

وأدخلُ

وأتلفّتُ،

فأراني في بؤبؤيكِ

رجلٌ عليه معطفٌ

أدخّنُ لفافتي، وأريدُ أن أخرج.

***

الليلُ أبيضُ

والصّمتُ شجرةٌ مثقلةٌ بأثمارٍ

***

أجنحتي تلطمُ النّوم.

كأسٌ

تضحك الكأسُ

وتضحكني

قالت إنّها الأخيرةُ..

الهواءُ

والماء

والثّلج

والنّار

في كأسي الأخيرة!

أسنان بيضاء

ذاكرتي بحرٌ

أصدافٌ، أسماكٌ، مرجانٌ، قيعان متوارية

أُعلّقها على مشجب في غرفة

وأنزلُ

إلى الشام،

تلك ذاكرتي الزرقاء،

أتركها، وحيدة، بلا أضواء،

ومن دون أنغامٍ،

نائمة على وسادةٍ، بعد تعبٍ،

وأنا أمضي، على رصيفٍ، لأتذكّر ذاكرتي

الوقتُ له سيقان عجلى وذاكرتي بعيدةٌ عن خطوتي

كأس بيضاء في بحر أبيض

ذاكرتي بين أسنانٍ بيضاء.

هو الذي يعرف

آخر شخص كان يضحك

خرج منذ زمن.

كم بدّلتها،

ولم أجدهُ

ثيابي؛

ليست عليَّ.

في عرائي يبكي ثوبي القديم.

احتفال

حذاءٌ استأجرته

بالحسرةِ،

لأظهر به في كرنفال المرايا،

هناك التقيت امرأة اشتهت حذائي،

ولم تشتهيني.

ناولني ثمرةً محرّمةً

تخافها الفضيلةُ

علّني أكون أخر رجل في جمهور العظام الملونة.

خياط دمشق

إلى أخي محمود

شاحبةٌ الأقمشةُ على الأجساد الرطبة

أصابعك وحدها خضراء

والإبرةُ السلاحُ

يتلامعُ

في عيون الذين يصنعون عصر الموضة

بالمال الذي ورثوه

عن قارون؛

والآن،

جميعهم في القبور

الدودُ طعامهم الذي لا ينقطع،

بينما نحن نشرب، هنا، شاي القصيدة.

القصيدة الجديدة

أوزانُ النّهار ثيابي

علّقتها على مشجب الليالي

ما أنت فاعلٌ بها كلّها،

وأنت لا تملكُ ورشة لإصلاح أعطال الضّوء.

***

الجدار الذي يفصلني عنك

سلطةٌ غير شرعية قوامها مهنتي.

***

هناك من يحجز تذكرة في محطّة الحياة،

وأنا ألمحه في قطار الموت السّريع.

قصيدتي،

قوامي المفكّك.

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.