عصر الصورة الواحدة

من المثقف إلى المؤثر
الثلاثاء 2022/11/01

يتسم عصرنا الحالي، بمسميات متعددة منها “ما بعد الحداثة” و”عصر السرعة” و”عصر الصورة” و”عصر المعلوماتية الفائقة” و”عصر ما بعد الفرجة”.. وهي توصيفات – وغيرها – تتشارك في كونها تنبع من محصلات نظام الرأسمالية العالمية الجديدة خاصة، وما طرأ على العالم من متغيرات جوهرية تجعل من كل شيء “سائلا” بتعبير زيغمونت باومان، لم تسل منها أنظمة اشتراكية وشيوعية، مثل الصين، التي انخرطت فعليا في هذه السيولة الجارفة التي تتحكم في سرعتها الصور على مختلف شاشات العرض.

عالمنا عالم ذائب، لا أسس صلدة فيه، تكاد تغيب فيه الحدود وتمّحي كليا الجدران.. تداخلت فيه الأنظمة الإنسانية فيما بينها، وتداعت الأسوار لصالح نظام “شبه موحد”، تنصهر فيه الهويات على أرصفة الموانئ وعبر خوارزميات الحاسوب وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي… كل شيء بات خاضعا لنظام السوق الموحد.. بما في ذلك “حياة الناس الخاصة والميمية”، مما قاد إلى محو الفواصل بين الفضاء الخاص والميدان العام.

سبق لحنة أرندت أن نادت بضرورة الالتزام بالفصل بين الفضاءيْن العام والخاص. إذ مع ظهور الدولة الحديثة، ومن ثم ظهور دولة الرفاهية الاجتماعية (the welfare state) حدث تداخل وارتباط بين المجال العمومي والسياسي والمجال الخاص، الذي يخص أبعاد العمل Labor (الشغل) والأثر Work (المنجز). فقد كان القدامى يميزون بسهولة بين الفضاء العائلي الذي يعتبرونه فضاء خاصًا، والفضاء السياسي الذي يعتبرونه عامًا. غير أنه مع ولوجنا للعصر الحالي، بات ينظر إلى المجتمع على أنه أسرة واحدة، وبالتالي صاحب الأمر تداعٍ للمجال العام وامّحاء للمجال الخاص والحميمي. ويعزز الأمر بشكل أكبر اليوم، بروز مواقع التواصل الاجتماعي في علاقتها الوطيدة بالمجال الاستهلاكي والنظام الرأسمالي.. إذ بات كل شيء قابلا لأن يغدو بضاعة ممكنة البيع والصرف.

دعت أرندت جاهدة، منذ عقود، إلى إعادة الأنشطة الثلاثة التي تعد سمة “الوضع البشري” إلى أماكنها المحددة. إذ أن المجال الخاص مرتبط بالعمل والأثر، وأما الفعل action فيقع في المجال العام، حيث أن العمل يعدّ النشاط الذي من خلاله يُنتج الإنسان الأشياء التي يكون الغرض منها الاستهلاك، وهو النشاط الذي ينطبق على المسار البيولوجي للجسم البشري. أما الأثر، فهو النشاط الذي من خلاله ينتج الإنسان عالماً إنسانيًا وثقافيًا، من حيث أن الشرط البشري للأثر هو الانتماء إلى العالم، ويتعلق الأمر بإنتاج عالم “اصطناعي” من الأشياء، عالم مختلف بوضوح عن كل محيط طبيعي؛ أشياء كالأعمال الفنية والمعالم والمدن والدور.. إلخ. وأشياء لا تختفي حال استعمالنا لها. وأما “الفعل” يُعرَّف بكونه ما يربطنا “نحن” بالآخرين؛ حيث أن الفعل متعلق بالحضارة والسياسة التي تهتم بالشيء المشترك.. والتي تعلي من وسائل إنتاج وجود أفضل، إذ أنه النشاط الوحيد الذي يضع البشر في علاقة دون وساطة الأشياء ولا وساطة المادة. وتخبرنا أرندت على أنه ومن أجل فهم الخطر الذي يهدد الوجود البشري – وهو خطر يأتي من إقصاء المجال الخاص، والذي لا يكون الحميمي بالنسبة إليه بديلًا موثوقًا بحقّ – من الأفضل أن نعتبر الخصائص غير الخاصة للخاص وهي خصائص أقدم من اكتشاف الحميمية ومستقلة عنها [1].

غير أن، وبفعل، غزو الصورة كل المساحات الخاصة والعامة: أينما تولي وجهك ثمة صورة ! يعززها – في ذلك – خلق فضاءات افتراضية، لا إمكانية فيها لتحديد المجال الحميمي من العمومي.. بتنا إزاء حضور كليّ omniprésence للصورة. إنه الحضور المفرط جدا، الذي يرى فيه رجيس دوبري، تهديدا صريحا لتدمير نظم اشتغال التفويض الديمقراطي وتفكيكها [2]، الذي تقوضه الصورة فعليا اليوم. وهو ما دعا حنة أرندت، لما يقارب القرن من الزمن، إلى العمل على ضرورة التمييز بين المجال الخاص والمجال العمومي منطلقةً من تعريف أرسطو للإنسان بكونه “حيوان سياسي” (Zoon Politikon). إلا أنه بالنسبة إليها وتدريجيا عبر العصور، فقدَ الإنسان صفة السياسة الخالصة للوضع البشري؛ لتترجم بالتالي Politikon بالاجتماعي.. إذ تقول: إن العلاقة “الخاصة” بين الفعل والوجود المشترك تبدو مبررة تمامًا للترجمة القديمة للحيوان السياسي لدى أرسطو بـ”الحيوان الاجتماعي” هو ما نجده بعد في كتابات سينيك وهي الترجمة المعتمدة منذ توماس الأكويني: الإنسان سياسي بطبعه أيّ: اجتماعي [3].

مرآة

غير أن عصر (صور) السيلفي المفرط في الأنانية، حوّل العالم من أرخبيل جزر (اجتماعية) مستقلة: المنازل المغلقة ذات الأسرار الخاصة؛ إلى منزل ذي الغرفة الواحدة، حيث الكل يقيم معك في الغرفة ذاتها.. لا مجال فيها للحميمية ! مما خلق “فضولا اِلْتِذاذيا للدخول إلى حميمية الغير دون أن يعرف ذلك صراحة” [4]. وقد ساهمت في ذلك بشكل مهول، تلك الصور الذاتية (الطوعية): السيلفي. التي توضَع مكشوفة (عارية) للجميع، صور مفرطة في الأنانية..! “فالسيلفي يعبّر أيضا عن النقص الذي نحس به في أن نكون أفرادا، وعجزنا عن إيجاد معنى للرابط العميق مع الآخر، وألمنا في أن نحب أنفسنا، وأن نقبل بها خارج إكراهات الما فوق حداثة في ‘وجود الكينونة’: ضرورة أن يكون المرء جميلا، وضرورة أن يكون رياضيا وبيئيا وفعالا ومحبا وفي صحة جيدة، ومحبا للغير ولطيفا وأبا جيدا… الخ” [5]. لهذا تحوّل مفهوم التلقي إلى مفهوم “الحكم القضائي”، مستندا إلى عدد اللايكات (الإعجابات) والتفاعلات: لا بد أن يكون عددها في تزايد، وينبغي أن تصب تعليقات المعلقين (الرواد/هيئة المحلفين) فيما ينعش “أنا” صاحب المحتوى (المنشور).

هكذا استحالت هذه الشبكات التواصلية إلى منصات “القضاء الافتراضي”، مما خلق أنواعا من الأمراض النفسية الجديدة المرتبطة بعصر الإنترنت والسيلفي: عصر الأنا الافتراضي. حيث يتم تغييب كل ما هو روحيّ في حضور تام للجسد افتراضيا.. جسد يسعى للكمال: جسد أجوف! فارغ من كل حالات السلب الممكنة التي تمنحه الطابع الإنساني، أو لنقل بتعبير أرندت “الشرط البشري”، المتمثل خاصة في الحياة التأملية.

إننا اليوم مهددون في ظل هذه “الأسرة الاجتماعية الصغيرة جدا” و”الافتراضية” بالشكل الكبير، أن نفقد نهائيا كل تمييز بين الحياة العامة المشتركة (السياسية والاجتماعية) والحياة الخاصة (الحميمية والسرية والشخصية). وتلعب الشبكات الاجتماعية ومواقع التواصل (مثل يوتيوب وتويتر وفيسبوك والتيك توك، وإنستغرام)  الدور الحاسم في هذا الفقدان.. إذ تحولت من مجرد منصات للقاء الافتراضي وتبادل الآراء، إلى فضاءات تنعدم فيها الحدود بين الفضاءيْن: العام والخاص.. بل قد “نجحت هذه المواقع في ‘ترميز التافهين’ كما يقال، أي تحويلهم إلى رموز”، كما يؤكد آلان دونو [6]. عملت هذه الفضاءات التواصلية على خلق ما سميَ بـ”المؤثرين” و”المؤثرات”، أو بتعبير أقل لطفا “صناع المحتوى”..

وهم في الغالب شباب وشابات على أتم الاستعداد لـ”تصوير” أي شيء من أجل جلب عدد أكبر من “المتتبعين”.. – لنقل “التابعين”! لأن في الأمر تأثيرا وتأثرا؛ بالإضافة إلى كون الصورة تمتلك في طياتها سلطة اعتبارية، يعمل هؤلاء المؤثرون على استخلاصها لصالحهم، بكل ما يتطلب الأمر من إمكانيات مادية ولامادية (خطابية وغيرها). ومنه “إنْ تَحوّل العالم إلى (مجرد) صورة فسيغدو متمتعا بالاكتفاء الذاتي ومكتملا، نوع من متوالية الإثباتات الموجبة affirmations. ‘عالم جديد أفضل‘ [7] [بتعبير ألدوس هوكسلاي].. فوحدها الرموز القادرة على المعرضة والنفي [8] [السلب]”، يخبرنا دوبري. وهذا المعطى يتقاطع مع ما يؤكد عليه بيونغ شول هان في مؤلفه “مجتمع الاحتراق النفسي”، حيث تحول الزمن إلى “لحظة دائمة”، لا عابرة، فيها “يختصر المستقبل إلى حاضر طويل. إنه يفتقر الآن إلى أيّ سلبية” [9]. مما يخلق مجتمعا إيجابيا بالكامل، لا تمتد إليه حالات الغضب والحزن.. التي تعمل على تحقيق توازن في مستوى المشاعر والعواطف والتعرف على الآخر والتعامل معه.. بينما مجتمع الإيجاب الذي تخلقه هذه المنصات ويعمل على تطويره وتعزيزه هؤلاء الشباب، فيقوم بإلغاء كل العواطف الأخرى لصالح “السعادة المستدامة”.. وهي الخطاب الذي تستند عليه الرأسمالية بشكل رئيس. لننظر إلى آليات عمل الإشهار: طرح المشكلة ومن ثم تبيان الحل البسيط والسهل ومنه الدخول في سعادة دائمة..!

يعمل رواد المواقع التواصلية الأكثر شهرة على إلغاء “طرح المشكلة” من معادلتهم، يمرون مباشرة إلى الحل وولوج السعادة: كل شيء لديهم بلون الفرح، لا مجال للّون القاتم أو حتى الرمادي. وهو ما يبحث عنه – تحديدا – أصحاب السلع والبضائع، لترويج منتوجاتهم بأقل تكلفة وأكثر فعالية.. فما أن يقدم المؤثر منتجا ما، حتى يكتسب هذا الأخير “قيمة افتراضية” تجعل منه “المنتج الأفضل”، بل قد يغدو في نظر “الموالين” المنتج الوحيد في السوق الموثوق فيه..

ويعمل هؤلاء المؤثرون على خلق جدالات معينة، تمتد لما وراء الحاسوب والهاتف الذكي، بالإضافة إلى انتشارها كالنار في الهشيم داخل كل الفضاءات الزرقاء.. وهو تطوّر لما سطره بيير بورديو في حديثه عن “سلطة التلفزيون”، أو لنقل بلغة عامة “سلطة الشاشة”. إذ يرى أن قوة التلفزيون تقع في اللحظة التي يبدأ فيها المتلقون النقاش حول ما تم عرضه.. فيصير كل ما يعرضه هذا الجهاز ممتدا إلى حياتنا الخاصة وصانعا لآرائنا، دونما أدنى دراية منا.. بينما نحسب أنفسنا أننا أصحاب تلك الآراء.. فالتلفاز يعرض ما يريدنا أن نناقشه ونؤمن به [10]. تعمل الشاشة الذكية الجديدة عمل التلفزيون ولكن بشكل أكثر اختراقا للحظاتنا. إذ لم نعد نغلق الشاشة وننصرف إلى حال سبيلنا، إننا نحملها معنا أينما اتجهنا.. بالتالي، لم تعد ساحة النقاش تقع خارج ذلك الجهاز الوسيط، بل أصبحت داخل آخر أصغر (الهاتف الذكي) وأكبر سلطة وأعتد قوة (في خانة التعليقات اللامتناهية خاصة).

وعليه فإنّ كلا من التلفاز والأجهزة المعاصرة (الهاتف، الحاسوب، اللوحة الرقمية، لوحات الإعلانات الذكية…) قد أزالت عن الصورة “المسافة” التي عليها أن تخلقها بين المتلقي والموضوع المعروض، مما يمنحها قيمة قدسية لا قيمة العرض. فتغدو فضاءات الإنترنت محتوية على ما تعرضه وتشير إليه، لا كونها وسيطا وناقلا محايدا.. إذ أن الشاشة تقدم نفسها على أن الواقع. فيختفي الفرق بين السيمولاكر والأصل – بتعبير جان بودريار- فـ”كل الأشكال الراهنة للنشاط تتجه نحو الإعلان، ومعظمها يُستنفد فيه” [11]. هكذا ولجنا دوامة ومتاهة الإعلان(ـات)، أو “الشكل الإعلاني”، كما يسميها بودريار نفسه.. فكل إعلان يحتاج لإعلان وكل ما لم يتم الترويج له إعلانيا يعدّ دون قيمة..

قيمة الشيء اليوم في مدى توسعه إعلانيا.. لهذا تدفع الشركات والمؤسسات والمصانع والمقولات، ما يتجاوز نصف أرباحها في وسائط الميديا بكل أنواعها: لا بد من احتكار كل شاشات العرض! وضرورة الاستعانة بكل الوسائل، وأهمها اليوم أصحاب الصفحات الذين تقاس قيمتهم السوقية بعدد المشاركين.

يوجه المؤثرون متابعيهم إلى ما يرغبون في أن يصدقوه، بعرض القضايا (أو المنتوجات المراد ترويجها) عبر صور محددة ومن زاوية معينة، مستغلين القدر الكافي من جماليات الغرافيك والإخراج الفني وتعديل الأصوات والنبرات والإضاءة، وغيرها من وسائل التوجيه. فيتحولون بفعل قادر إلى “مثقفين جدد”، يتم استدعاؤهم لقنوات التلفزيون، ومواقع وصفحات إلكترونية، للتحدث في مواضيع شائكة.. بل تعمد مؤسسات حكومية وخاصة إلى التشاور معهم أو جعلهم واجهة دعائية أو “خبراء ومستشارين معتمدين”.

لا يتوقف الدور الذي يلعبهم هؤلاء المثقفون البدلاء، عند هذا الأمر.. إذ يساهمون بشكل واع أو غير واع، بتدمير الفضاء العام والخاص على حد سواء.. خالقين فضاء متجانسا، لا يؤمن بالاختلاف.. فضاء يضج بالحميمية المكشوفة والعارية. الكل ينشر قصصه ووقائعه وأسرار حياته الخاصة، من أجل استقطاب المشاهدين، وبالتالي الربح سواء داخل تلك المواقع التواصلية أو عبر ما يدفعه المشهرون.

وبما أنهم يملكون القدرة على التلاعب في الصورة بكل الطرق الممكنة، تصير “صورهم” طريقة حياة وأسلوب عيش يتبعه رواد صفحاتهم وقنواتهم. بل إن عدوى الصورة تتنقل بين المؤثرين أنفسهم، مما ينتج “صورة موحدة” قابلة للاستنساخ والتكاثر، مثلما تتكاثر الفايروسات والفطريات. وهو ما يهدد مفهوم نسبية الجمال وأسس الفن القائم على التعدد الهوياتي والثقافي والإثني. ومعه تحجيب كليّ للامرئي لصالح المرئي الموحد: فالاستتيقي يستعين دائما بالخفاء والحجب: مما يجعل كل ما هو فني قابلا للتأويل، قابلا للتعدد واختلاف القراءات.. كل يؤوّل حسب أناه! بينما في عصر الأنا المنصهرة لا يطفو على السطح سوى التفسير الواحد غير القابل للنقاش، لأنه الأكثر رواجا وتبنيا على الشاشات.

بتنا اليوم مهددين بفقدان أجسادنا، لصالح جسد مشترك، مما يستلزم غيابا تاما للوعي الفردي الذي سينصهر كليا في الوعي الجمالي، الذي تحدده شاشات العرض. بالتالي، سيغدو الاختلاف ذنبا عظيما، وامتلاك رأي خاص جريمة لا تغتفر، عليك أن تذوب في الجماعة الافتراضية – الواقعية، وأن تردد صوتها، صوت الإكليشيهات المتناسخة والمتشابهة.. صوت الشاشة التي تنتصر دائما.

الهوامش

[1] راجع: حنة أرندت، الوضع البشري، ترجمة هادية العرقي، منشورات جداول ومؤسسة مؤمنون بلا حدود، 2015.
[2] Régis Debray, Vie et mort de l’image, éd. Gallimard, Paris, 1992, p. 465. [3] حنة أرندت، المرجع السابق، ص 44.
[4] إلزا غودار، أنا أوسلفي إذن أنا موجود، تحولات الأنا في العصر الافتراضي، ترجمة سعيد بنكراد، المركز الثقافي للكتاب للنشر والتوزيع، المغرب، 2018، ص 141.
[5] المرجع نفسه، ص 140.
[6] آلان دونو، نظام التفاهة، ترجمة مشاعل عبد العزيز الهاجري، منشورات دار سؤال للنشر، بيروت، 2020، ص 52.
[7] عن روايته
rave New World [8]
Régis Debray, op. cit., p. 446. [9] بيونغ شول هان، مجتمع الاحتراق النفسي، ترجمة بد الدين مصطفى، دار معنى للنشر والتوزيع، 2021، ص 41.
[10] راجع كتاب:Pierre Bourdieu, Sur la télévision, Raison d’agir éditions, Paris, 2008
[11] جان بودريار، المصطنَع والاصطناع، ترجمة جوزيف عبد الله، المنظمة العربية للترجمة، لبنان، 2008، ص 157.

 

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.