مُعتقد أو دين النملات

صباحات خالية من السجون

أنا هنا، لكنني في مكان آخر أيضاً

متأرجحة بين الواقع وتلك المساحة حيث العدم يظهر غير منضبط وجاهز للنهاية

هنا، لا أحد يطيقني

معلّقة هكذا

أعيش لفترة وجيزة

بانتظار هذه الحَيّز

من الصباحات الخالية من السجون.

*************

عتمة الأشكال

العتمة داخل الشكل تصون الفراغ

حتى لا يسقط

مثل إسمنت مغروس

تضيق المساحة وتتكبّد

ما يقع خارج حوافها؟ العدم

ولكن العدم يَذْكُرُني

يَذْكُرُ رحلتي نحو الصمت

النملات لا تعرف الجمال

لكنها تحبذ الفنّ: إنه لأمر نافع

يلزم لتوعيتنا

عن الأجساد مثلاً:

بوصلات مهشّمة بالداخل.

***

نملات تقطعت بهن السبل

النملة المنفيّة من ظلّها توقّفتْ عن الكلام

إنها لا تستطيع

أن تفرح

دون أن تنظر حولها أولاً

ضجرة إلى أبعد حدّ

أن تضحك

كما في بحرها تبكي الجزيرة الجرداء

هكذا توقّفتْ النملة عن الصراخ.

*****

لن يُتخم الربّ بالتفكير بي

أن تمدّد الأضلع إلى ما لا نهاية

وتلفّها إلى أضلع أخرى

ولا تعرف أبدًا متى تتوقف

لاحتواء الألم.

***************

حريق على جوانب تلة خضراء

آذار 2023

المرأة التي تُحَوِّل الهوائيات إلى أجنحة

لحظات واهنة ورهيفة تلك التي سمعتك فيها

لا أعرف كمْ من الوقت

ربما يوم أو ساعة أو نحو ذلك

ركود الانتظار الأبدي

ما القصة التي رزحت تحتها وأودت بك؟ ممّن؟

***

إذا كانت الطقوس هي تلك التي نعيش

نحن ندمّر كل السطور

فلنتّكل على اللولب

ستكون الدائرة من ستقودنا إلى الجنة

المكان حيث الحرية يعني التخلّي عن كل شيء

مع وعد بالعودة

ميثاق أُبْرِمَ الآن وأنا أكتب

بين كواحلي والجنة.

*********************

السؤال يعكس نفسه

قوس قزح من الصمت هذا الوجود

الذي يفضي نحو بؤرة صاخبة

حارّة

حيث في جوف الجوف يحدث شيء ما

ماذا؟ يسأل السؤال من جوفه

من سيجيب إذا

في هذه القصيدة لَكُمْ

أتضرّع الصمت!

*******************

حريق في المسارح

إعطاء هذا الجسد المتهالك مغزى

شكلاً وحركة ولغة

لم نكنها أبداً

إذا

لم نتعلم

أن نصبح شفافين

وأن نتبدّد هنا في غيابات

مرئية قاتلة

مثل الآباء الذين يعودون فقط

ليصبحوا فناً.

*******************

شيخوخة

ربما

كلنا متشابكون مثل الحروف الهجائية

لا وجود لها دون مغزى مثل اللغة

ربما

نحن نؤمن الكلمات

لكنها لا تؤمن بنا

كل هذا الكلام عبثاً

الكل لا شيء إن لم يكن طاقة

تجرّ المزيد من الطاقة

من هنا إلى هناك، ومن هناك إلى هنا

من تلك العيون إلى ذلك الفم

من ذينك الفم إلى ذاك الشعر

تبحث داخل نفسك بينما لحمك يضمر

مثل أفكارك

التي هي دائما أكثر حلكة من أيامي الأكثر بياضاً.

****************

حريق في المسارح (2)

الكلمة

المملوءة بالضوء في الغرفة

أصبحت جسداً.

شاعرة من إيطاليا