الوجه والقناع

في الشعر والسرد والكوارث الإنسانية

تفتتح “الجديد” عامها الجديد بعدد ممتاز. يحتوي العدد على مقالات فكرية وأخرى نقدية في الأدب والفكر والفن، وتحفل بحوارين مع شاعر من المغرب، وفنان تشكيلي من العراق، وبنصوص أدبية ويوميات، ودراسات ومراجعات نقدية للكتب الجديدة، ورسائل ثقافية، ونصوص شعرية لعدد من شعراء العالم العربي. وفي العدد ملف ضم قصائد لثلاثة شعراء بريطانيين، تحت عنوان “الشعر السرّي” ويتضمن قصائد لشعراء من ليفربول اشتهروا في الفترة نفسها التي ظهرت فيها فرقة البيتلز، وعبّروا في شعرهم عن تمرد الروح الجديدة في الشعر الإنجليزي، هم روجر ماغوا، أدريان هنري، وبريان باتن. ترجم القصائد وقدم لها الناقد خلدون الشمعة.

الملف الرئيسي احتوى على فصول روائية لعدد من الروائيين العرب الذين أثروا بأعمالهم الروائية المدونة السردية العربية، يوسف وقاص، وارد بدر السالم، أحمد اسماعيل إسماعيل، جلال برجس، عواد علي، عبدالله مكسور.

أما الحوار الأدبي مع الشاعر المغربي حسن نجمي فهو يتمحور حول رؤيته لفكرة الانتماء المتوسطي للشاعر وثقافته وحضارته المجتمعية، وذلك في سياق اهتمام “الجديد” بالفضاء المتوسطي ودعوتها إلى الكشف عن ارتباط الثقافة العربية مشرقاً ومغرباً بثقافات المتوسط، بما يجعل السؤال حول علاقة الثقافة العربية بفضائها المتوسّطي سؤالا يستدعي إرثاً مهمشاً ومغيباً بفعل هيمنة الأيديولوجيا على الثقافة.

ويرى الشاعر أن المتوسط، أساسًا، شِعْر وكتابة ومتَخَيَّل وذاكرة خلاقة، بحر الأسطورة الإِغْريقية والأسطورة الرومانية، وكذا بحر الأساطير الأخرى القديمة، وحتى المعاصرة، بحر المحكيات والسرود الملحمية والشفوية. وعليه فإن الحديث عن المتوسط بالنسبة إلى الشاعر لا يمكن أن يكون محايدًا. ففي المغرب لا يمكن للمرء ألاًّ يكون متوسطيَّا. ويهتف الشاعر: أنا متوسطي حتى وإن كنت أسكن في الرباط أو في الدار البيضاء على ساحل الأطلسي. وأن أتكلم عن علاقتي بالفضاء المتوسطي فكأنما أقوم بزيارة جديدة إلى تاريخ معيَّن، وذاكرة عميقة، وربما إلى جغرافيا يتداخل فيها ما هو بارز وملموس مع ما هو سرّي ولا مرئي.

يحفل العدد أيضا بمقالات في الفن، وتأملات في الثقافة والاجتماع، وأفكار في ظواهر عصر العولمة، وملاحظات تتصل بسنة الوباء من منظور فكري، وبجملة من القضايا والموضوعات الشاغلة من منظور نقدي يحاول أن يهز الراكد في محاولته الإجابة عن أسئلة الثقافة العربية.

في هذا العام، كما في كل عام مضى من أعوام “الجديد” نجدد دعوة الكاتبات والكتاب العرب لمواصلة المغامرة التي بدأناها معاً قبل ستة أعوام مفتتحين معا عاما سابعا، وشوطا جديداً في رحلة شئنا لـ”الجديد” أن تكون في طليعة القافلة، ليمكنها أن تكون منبر المغامرة الفكرية والجمالية الأكثر جرأة في عصرنا الحاضر.

المحرر

The website encountered an unexpected error. Please try again later.