مختصرات الكتب

الاثنين 2021/03/01

كراهية النساء عالميّا

تتناقل وسائل الإعلام والمواقع الاجتماعية يوميا جرائم تحرّش واغتصاب وتشويه وإجهاض قسري ترتكب في شتى أنحاء المعمورة ضد المرأة. لقد حاز الرجال لأنفسهم عبر القرون أحقية رمزية ومادية للهيمنة على النساء بالقوة الغاشمة، حتى باتت البطريركية نظام رعب.

ولكن بفضل التعليم ودخولهن سوق الشغل، استطعن في أماكن كثيرة من العالم أن يربكن ذلك الطغيان. بيد أن توقهن إلى المساواة، وفضحهن الجرائم المرتكبة ضدّهن، أثارا حفيظة الرجال، وغذّيا رغبة ردّ الفعل، ذلك أن الصراع من أجل الانعتاق صراعٌ ضارٍ، لأن كل جماعة متسلطة لا تقبل التخلي عن امتيازاتها دون مقاومة.

هذه المقاومة، الدامية أحيانا، هي التي يتوقف عندها الباحث الهولندي أبرام دو سفان في كتاب “ضدّ النساء – صعود كراهية عالمية”، ويشمل تحليله لهذه الظاهرة الجهاديين والأصوليين والرجعيين واليمين المتطرف ليبين أن لها كلها نفس الموقف من المرأة، فهي تعبّر صراحة عن كراهيتها إياها وتنكر عليها أبسط الحقوق.

نهاية الحلم الأميركي

كتب

لأول مرة منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، شهد معدل الأعمار المتوقع في الولايات المتحدة تراجعا. فخلال العشريتين الأخيرتين، ما انفك عدد الموتى نتيجة الانتحار أو المخدرات أو الكحول يرتفع. وأنغوس ديتون، الفائز بجائزة نوبل للعلوم الاقتصادية، وزوجته آن كيز أستاذة العلوم الاقتصادية ببرنستون، يحذّران في كتاب “أموات اليأس” من هذه الظاهرة الذي تمسّ الطبقة العمالية البيضاء، ويبيّنان كيف يدمّر النظام الاقتصادي والاجتماعي آمال أولئك الأميركيين الذين كانوا حتى وقت قريب محمولين بالحلم الأميركي الذي يعدهم بالنجاح والرخاء.

في هذا الكتاب، يرسم المؤلفان صورة عن أميركا التي أهملت غير المؤهلين تعليميا للموت يأسا وعذابا، ولم يعد يشغلها غير الثراء المتزايد للطبقة الغنية. ما يعني أن غلوّ الرأسمالية أدى إلى نهاية الحلم، مع ما يبتعه من آثار مدمرة.

التجديد لا يعني التقدم

في كتاب بعنوان “التجديدات، بحث فلسفي” يبين تييري مينيسيي، أستاذ الفلسفة بجامعة غرونوبل أن مفهوم التجديد حلّ محل ما كان يعرف بالتقدم في كامل النشاط البشري، فقد صار الجميع يصفون كل تغيير يمكن أن يحسّن أيّ نشاط بالجديد دون أن ينظروا إليه من زاوية فلسفية لفهم طبيعته.

وفي رأيه أن التجديد ليس مرادفا للتقدم، ولذلك لا يمكن أن نرى في كل جديد إضافة، لأنه إما أن يكون عابرا زائلا، وإما أن يكون استعادة لما كان. وحتى لو أقررنا جدلا بأن في التغيير جديدا، فالواجب يقضي أن نعرف غايته وجدواه وحدوده، فلا يعقل أن يتواصل التجديد إلى ما لا نهاية، خاصة في هذا الظرف الذي يشهد مشاكل بيئية وصحية تهدد بزوال الإنسان، وحتى بزوال العالم. هو كتاب يطرح أسئلة هامة، ويتناولها على المستويين الإبستيمولوجي والعملي.

الحلم بتحولات جوهرية

يطرح المؤرخ الفرنسي جيروم باشي في كتابه “تحولات” مفهوم الانتقال من وضع إلى آخر بديلا لمفهوم الانهيار، فإذا كان هذا المفهوم يتصوّر مسارا فريدا مرسوما سلفا، فإن المفهوم الأول، أي التحول، يسمح بترك فسحة لما لا يمكن التكهن به، ويمنح دورا مركزيا للتعبئة السياسية، ذلك أن ثمة تحولات تحدث على المدى القصير نسبيا في خلفية أزمة المنظومة الرأسمالية، قد تكون ناتجة عن “التناقضات” البيئية التي تدمّر الكوكب، وكذلك عن توترات داخلية بين الرأسمالية الجوفية والرأسمالية التكنو- إيكولوجية.

وفق هذا التحليل، يرسم الكاتب عدة سيناريوهات، تبدو كلها محتملة. وخاصة فتح إمكانيات هي من باب التحول المجتمعي والحضاري الذي يدرجنا في أنماط عيش بعيدة عن منطق المنظومة الرأسمالية، ويضعنا أمام أسئلة جوهرية: كيف يكون تنظيم إنتاج يتخلى عن مركزية الحتميات الاقتصادية؟ كيف تكون سياسة تضع الحكم الشعبي الذاتي في المقدّمة؟ كيف يمكن ربط علاقات جديدة بغير الآدميين؟ وبأيّ السبل يمكن تنمية تلك الإمكانيات؟

اللقاء كاكتشاف للذات والعالم

كتب

ليس اللقاء، غراميّا كان أم ودّيّا أم مهنيّا، أمرا زائدا في حياتنا، بل يقع في صميم وجودنا، فهو في وجه من الوجوه خروج من الذات، وحركة باتجاه الخارج، تلبية لحاجة إلى الذهاب نحو الآخر.

هذه المغامرة ليست خالية من المجازفة، وحتى المخاطر، ولكنها تحمل طعم الحياة الحق. ذلك ما يطرحه المفكر الفرنسي ميشيل بيران في كتابه “اللقاء، فلسفة”، حيث يستدعي أمثلة قديمة ومعاصرة عن فلاسفة وروائيين وسينمائيين فيتنقل من أفلاطون إلى الشاعر الفرنسي كريستيان بوبان، ومن رواية “حسناء ربّانية” للسويسري ألبير كوهين إلى فيلم “على طريق ماديسون” لكلينت إيستوود، ليبين كيف أن بعض اللقاءات تعطي المرء انطباعا بأنه يبعث من جديد، وبعضها الآخر يساعده على اكتشاف ذاته. كما يحلل بعض أمثلة العشق والصداقة المثمرة كعلاقة بيكاسو ببول إيلوار، وصداقة ديفيد بوي بالملحن لو ريد، أو علاقة فولتير بالأديبة إيميلي دو شاتلي، ليؤكد أن كل لقاء حقّ هو اكتشاف للذات والعالم.

اقتصاد النظرة ودكتاتورية الرؤية

كثير هو النقد الموجه للعصر الرقمي، وأصحابه لا يرون عموما جدّةَ عالمٍ يلتقي فيه رأس المال والتكنولوجيا لأول مرة في التاريخ، فكلاهما يخضع لنفس النمو المتواصل والمتسارع، ونفس الغاية التي ترمي إلى اختزال كل شيء في موضوع حسابي. وبذلك صارت نظرة البشر هي المادة الأولية المبجلة لدى رأس المال، لاسيما أن إنتاج وإعادة إنتاج الصور يعاد تحديدهما وفق آنية توزيعها. فحالَ إنتاج الصورة، يمكن نشرها من قبل أيّ حامل سمارتفون، أي من جميع الناس.

هذا التوزيع فرض نفسه فيما أسمته الباحثة أنّي لو بران في كتابها “هذا سوف يقتل ذاك” صميم اقتصاد النظرة، نتجت عنه إعادة تصور لإدراكنا، فلا يوجد شيء إلا من خلال ما تبرزه التكنولوجيا، ما خلق دكتاتورية رؤية تمنعنا من معرفة أيّ نمطية صارت تخضع لها حياتنا بشكل مستمر، وفق لوغاريتمات تجتاح سائر المجالات العلمية والسياسية والجمالية والإيثيقية والإيروسية… وكلما شعرنا بأننا أحرار ازددنا في الواقع تشييدا لأسوار أكثر سجون الصور مناعة.

الإنسان يتيم الطبيعة

يعتبر الألماني أرنولد غيهلن (1914 – 1976) من أهم رواد الأنثروبولوجيا الفلسفية، هذا التيار الذي حاور معظم المدارس الفلسفية والاجتماعية والتأويلية في مدرسة فرانكفورت. وقد عُدّ كتابه “الإنسان” الذي صدر عام 1940، وصدرت ترجمته الفرنسية مؤخرا، من الكتب المؤسسة لهذا التيار إلى جانب كتاب “وضع الإنسان في الكون” لماكس شيلر و”درجات العضوية والإنسان” لهلموت بليسنر.

في هذا الكتاب، يناقش غيهلن موقع الإنسان ككيان حيّ في الطبيعة، حسب مقاربة تنهل من علوم عصره، ومن التقليد الفلسفي للمثالية الألمانية والبراغماتية الأميركية. ومصطلح الإنسان كـ”كائن ناقص”، وغير متكيّف بيولوجيا، يبرز بنيته المادية الخاصة، المنفحة على العالم، بخلاف بنية الحيوان المتصلة بوسطها الطبيعي. وفي رأيه أن الإنسان، كيتيم الطبيعة، يحقق بقاء جنسه من خلال التعويض عن نقائصه البيولوجية بالفعل الذي يضمن له بتهيئة “طبيعة اصطناعية”. أنثروبولوجيا الفعل هذه أفضت إلى نظرية المؤسسات التي سيطورها غيهلن لاحقا، والتي يضع هنا خطوطها الأولى.

عين السلطة

كتب

لماذا فشلت مشاريع التنمية ودُمّرت البيئة رغم الأموال الضخمة المرصودة؟ في كتاب “عين الدولة”، يفكك الأميركي جيمس سكوت، أستاذ العلوم السياسية بجامعة ييل، المنطق البيروقراطي والعلمي الذي قامت عليه تلك المشاريع الحداثية، ليقف على مبدأ التحكم في الطبيعة والمجتمعات البشرية.

يستعرض سكوت كل مخططات التسلط من الاستثمار العلمي إلى بعث أولى الإحصائيات والألقاب، ومن المذهب الثوري اللينيني إلى إعمارية الفرنسي لوكوربوزيي، ومن التعاضد السوفييتي إلى سياسة تجميع الناس في قرى بتنزانيا ليبين كيف آلت كلها إلى تفقير العالم المادي والاجتماعي وخنقه. فمشاريع السلطة بأشكالها التصنيفية ذات القياس الموحد أهملت دور آليات التعديل والمسارات الفوضوية في المحافظة على أنظمة اجتماعية حيوية، مثلما أهملت المعارف المحلية وهمشتها. وسكوت ينتقد تلك المقاربات التسلطية المركزية المتعالية، ويدافع عن دور أشكال المعارف الأكثر بساطة، تلك التي لها صلة وثيقة بالتجربة الملموسة، وقدرة على التكيف مع الظروف.

عالمية الفن المعاصر

هل كانت نيويورك فعلا هي مركز التجديد الفني منذ 1945 كما يشاع؟ في كتاب “مولد الفن المعاصر” تبين بياتريس جوايو برونيل أن الدراسة المتأنية تدحض هذا الأسطورة وتبين أن الخمسينات شهدت ظهور منظومة عالمية غير متساوية لإنتاج أعمال وتكريس أسماء، تقوم على التنافس بين البلدان والمتاحف والتجار والفنانين وهواة جمع التشكيلات، وتزعم كلها أنها الأسبق.

والكاتبة تتحدث هنا عن الأعمال والأشخاص، وتتوقف عند منعرجات حاسمة كاختيار بعض الفنانين النزعة المادية أي الاشتغال على المواد المصنوعة، والسادية المازوشية وتسييس المقاربة الفنية خاصة في كوبا وفيتنام، والمحسوسية كما في البرازيل وبولندا، والفن الحركي في إيطاليا ويوغسلافيا، والدادائية الجديدة في اليابان والأداء الفني في النمسا فضلا عن عولمة الهابيننغ والبوب آرت، لتؤكد أن الفن المعاصر لم يكن حكرا على نيويورك بل شمل العالم كله منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

نظرة إنسانية متفائلة

في كتاب “الإنسانية، تاريخ متفائل” يعرض الهولندي روتجر بريغمان فكرة راديكالية، “تقض مضاجع كبار هذا العالم، وتحاربها الأديان والأيديولوجيات، ولا تذكرها وسائل الإعلام إلا لماما، رغم أنها حاضرة في شتى مجالات العلم” كما يقول.

هي فكرة يبيّنها التطور وتؤكدها الحياة المعيشة، وترتبط ارتباطا وثيقا بطبيعة الإنسان حتى صارت لا تلفت الانتباه. ولو كنا نملك الشجاعة للنظر إليها جدّيا، فسوف تتجلى أمامنا بوضوح تامّ، وربما يُحدث التفطن إليها ثورة، لأنها قد تقلب المجتمع رأسا على عقب، ولو استقرت في أذهاننا فسوف تصبح علاجا يغيّر الحياة، فلا ننظر إلى العالم بعدئذ بنفس الكيفية. هذه الفكرة هي أنّ الناس في معظمهم طيبون. وهذا الكتاب الذي يطرح موضوع الإنسانية بأسلوب يجمع بين الصرامة والبيداغوجيا والطرافة، ويفتح على آفاق جديدة، لقي نجاحا عالميا يضاهي نجاح سابقه، للمؤلف نفسه “طوباويات واقعية” الذي ترجم هو أيضا إلى أكثر من ثلاثين لغة من لغات العالم.

الإقامة في الأرض بشكل مغاير

كتب

منذ تجربة الحجر الصحي، يجدّ الأفراد والدول في البحث عن كيفية رفعه، ويتمنون العودة إلى سالف أوضاعهم، بفضل عودة سريعة ونشيطة، ولكن ثمة كيفية أخرى لاستخلاص دروس هذه التجربة، لاسيما من قبل من يشكّون في رفع الحجر لكون الأزمة مرتبطة بأزمة أخرى أشدّ خطورة هي النظام المناخي الجديد. فإن نحن استطعنا الحجر، أصبح التدرب عليه فرصة كي نفهم أخيرا أين نقيم، وعلى أيّ أرض سوف نلتف في غياب التطور على المنهاج القديم.

في كتاب “أين أنا؟” الذي يعقب كتابه السابق “أيّ أرض نطأ؟ وكيف نوجّه بوصلتنا سياسيا؟” يدعو الفيلسوف برونو لاتور الناس إلى حسن استغلال الأرض التي يقيمون فيها ويستعيدون طعم الحرية والانعتاق ولكن بطريقة مغايرة، تأخذ بعين الاعتبار أننا لسنا ملاّك الأرض، بل نتقاسمها مع كائنات أخرى، يجدر بنا احترامها.

الوضع البشري بعد الأزمة

إن تأثير الوسط يختلف باختلاف البنية الجسدية والذهنية لكل فرد، إذ ثمة فرق بين تأقلم الرضيع وتأقلم الكهل مع الطبيعة والفضاء والزمن، وما نحن عليه اليوم لن يكون هو نفسه من الغد، ولا بد لأجسادنا وأذهاننا التي تغيرها الحياة أن تتكيف مع عالم لا ينفك يتجدد.

في كتاب “أرواح وفصول” يبين عالم التحليل النفسي بوريس سيرولنيك أن الرجال والنساء، الآباء والأمهات، يشهدون تغير مواقعهم بأثر معطى جديد يقلب التصورات التقليدية عن المذكر والمؤنث، ويعيد توزيع هوية ودور كل فرد داخل الأسرة. وفي رأيه أننا ضيّعنا البوصلة، وصرنا تائهين توجّهنا الرياح حيثما شاءت، ولا بدّ من استعادة زمام الأمور بعد أن أدركنا أن الإنسان ليس فوق الطبيعة ولا هو أسمى من الحيوانات، بل هو عنصر من عناصر الطبيعة، وأن الهيمنة كانت فيما مضى تكيفا لضمان الوجود، أما اليوم فلم تعد تخلف غير المصائب.

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.