العقل الكارثي وثقافة الخواء

الأدب والتربية وتحولات الذهنية الدينية في الزمن الافتراضي

يحتوي هذا العدد على مقالات فكرية تصدت لعدد من الظواهر الراهنة في العالم العربي والعالم، ومراجعات في قضايا الفكر والأدب والفن ومراجعات نقدية للإصدارات الحديثة ورسائل ثقافية وآراء أدبية وقصص وقصائد.

ويضم العدد ملفين الأول فكري تحت عنوان “العقل الكارثي وثقافة الخواء – الأدب والتربية وتحولات الذهنية الدينية في الزمن الافتراضي” وشاركت فيه نخبة من حملة الأقلام العرب، من فلسطين، سوريا، المغرب والجزائر، والملف الثاني أدبي تحت عنوان “يكون الشاعر كونياً أو لا يكون” ويتضمن حوارا مع الشاعرة الهولندية أنّا ماري أستر، ومختارات من شعرها نقلها إلى العربية الكاتب العراقي حازم كمال الدين.

حوار العدد مع الكاتب السوري بالإيطالية يوسف وقاص تحت عنوان “الصوت المهاجر”، أجرت الحوار للصحافة التركية الكاتبة بيرين بيرسايغيلي مُوتْ، وخصّت “الجديد” بالنص العربي. والحوار يثير جملة من القضايا الشاغلة لكاتب عربي بالإيطالية، انطلاقا من تجربة متوسطية الطابع إنسانية التطلع.

ملف العدد الفكري شارك فيه كل من أحمد برقاوي “الذهنية الدينية الراهنة وتحولاتها الكارثية”، هيثم حسين “الخيال والكارثة والإنسان – هل يمكن للأدب مساعدتنا على تجنّب الكوارث؟”، زواغي عبدالعالي “البيئة الرقمية وتزييف الوعي”، حمزة بومليك “انهيار تربية البيت_ الأجيال الجديدة والثقافة الافتراضية”، حمزة عبدالأمير حسين “ثقافة الاعتراف والزمن الافتراضي”، نبيل عودة “ثقافة التسلط الثقافي”.

إلى جانب ذلك، في العدد نصوص سردية، ودراسات في الفن التشكيلي ونص مسرحي، فضلا عن دراسة في قضايا المسرح العربي.

رسالة باريس تقصّى فيها الكاتب الروائي التونسي أبوبكر العيادي عودة ظاهرة الالتزام في الأدب الفرنسي، وذلك انطلاقا من جدل حول الديمقراطية والأدب، وما شهدته الساحة الأدبية في فرنسا منذ أعوام من عودة إلى صورة من صور الالتزام، حيث صار الأدب وسيلة للمطالبة بالمساواة والعدالة والتنديد بالعنف الاجتماعي والعرقي والجنسي، وساهم بعض الكتاب في نشر الإشكاليات التي تشغل الرأي العامّ، فتحولت الثقافة إلى مادة لصراع أيديولوجي جديد على غرار “ثقافة الإلغاء” (Cancel culture) و”ثقافة اليقظة” (Woke culture) في الولايات المتحدة، والمقصود باليقظة هنا هو الوعي بالمشاكل المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والمساواة العرقية. وكما يلاحظ العيادي، فقد “أضفى الكتاب، على الأثر الفني قيمة إيتيقية وبُعدا سياسيّا، في وقت تراجعت فيه صورة المثقف بالمعنى الكلاسيكي، وبدأ الحاجز الذي يفصل التزامات الكاتب الخاصة ينهار تحت وقع حركة مزدوجة تتسم بتسييس الخطاب من جهة وتحميل الأدب والفن مسؤولية من جهة أخرى.”

بهذا العدد “الـ80” تواصل “الجديد” الصدور في ظل ظروف بالغة الصعوبة، على غير صعيد، وفي مواجهة تحديات وإكراهات لا حصر لها. ولولا تلك النخبة الرائعة من الكتاب الذين يلتفّون من حول المجلة ومشروعها المستقبلي، لكان الصدور قد تعذر حقاً، ولكانت مسيرة هذا المنبر قد آلت إلى ختام. من هنا نوجه التحية إلى كل حملة الأقلام العرب الذين يعتبرون الثقافة القلعة الأخيرة لأمة باتت نهباً للحروب والمآسي والكوارث والأحزان.

المحرر

The website encountered an unexpected error. Please try again later.